مش
معنى انى مبتكلمش فى السياسة انى مبيهمنيش و مش فارق معايا الناس اللى
ماتت و مش معنى انى متبرعتش لبتوع الصومال و مستشفى سرطان الاطفال انى بنت
وسخة معنديش قلب بس انا قفلت على نفسى و مبحبش افكر فى الحاجات دى الان انا
كيانى الهش ميتحملش كل الحزن اللى فى العالم ده كفاية عليا الحزن اللى فى
عالمى انا و مش انانية منى اكتر من انه خوف و لأنى عارفة انى اضعف من انى
اغيّر العالم
عمرى ما كنت من الناس اللى شايلين هم العالم على كتفهم و بيحاولوا يعملوا فيه اى تغيير .. و اى توق للتغيير خلص من جوايا من سنين من ساعة اول كسرة قلب اول فشل اول خطة فشلت اول ما كبرت و عرفت انى معنديش اى سيطرة على حياتى و على اى حاجة بتحصلى و لو فاكر انك تقدر تغيّر و تتغير تبقى اهبل و عبيط عشان دايما هتحصل حاجة فجأة هتقلب كل حاجة فوق دماغ اللى جابوك و هتلاقى نفسك رجعت تانى لنفس النقطة اللى كنت فيها الاول نفس الضعف و العجز و الانكسار و احساس انك ولا حاجة
احساس انى مُهمشة مبيفارقنيش ابدا بحس انى مُهمشة فى حياة كل اللى حواليا و فى حياتى انا شخصيا انا نفسى مش معترفة بوجودى و بيتهيألى كلكو دلوقتى شبه الواد بتاع بيريل و بتقولوا اه انا كمان عندى نفس المشكلة دى و احب اقولكوا ان اللى اكتشفتوا اننا كبشر كلنا بنخاف من اننا نتنسى بنهرب من احساس اننا مهمشين بأننا بندور على حد نستخبى فيه حد قال بقى يحبنا و يخلى باله مننا و يفضل معانا على طول .. نصنا التانى اللى بييجى يكملنا لفترة مؤقتة مهما طالت و وقت ما ييجى يمشى و ينفصل عننا فى حتة مننا بتنكسر معاه و احنا بنرجع نُصين منفصلين تانى و هكذا كل ما الوقت يمر ييجى نص جديد يكملنا شوية و ياخد حتة معاه و هو بينكسر عننا برضه و كل مدى احساسنا النقصان بيزيد من كتر الحتت اللى بتتكسر مننا ف حتى اللى بييجوا عشان يكملوك هينقصوك و لو بعد حين
التناقضات فشختنا .. دايما عايشين فى صراع يا مع نفسنا يا مع اللى حوالينا تايهين مش عارفين احنا مين ولا عايزين ايه تعبت من انى مش عارفة و مش واثقة تعبت من الشك فحاولت اعرف و برضه معرفتش فأستسلمت للجهل
حاولت ابقى كاملة .. حاولت احس بالاكتمال و فشلت فأستسلمت للنقصان
حاولت احب و احس قلبى اتكسر و فشلت فأستسلمت لتبلد المشاعر
حاولت ابقى صح معرفتش فحاولت ابقى غلط معرفتش فأستسلمت لما بينهما
حاولت اغير الواقع معرفتش فحاولت اتقبله برضه معرفتش فأنفصلت عنه و ابتديت اعيش فى دماغى
حاولت انسى ناس وحشانى مقدرتش فحاولت ارجعهم معرفتش فأستسلمت لشبح ذكرياتهم
و دلوقتى بحاول افتكر انا كنت عايزه اوصل ايه لما بدأت اكتب التدوينة ديه بس مش قادرة افتكر
ما علينا .. كل اللى اعرفه اننا غلابه اوى مكتوب علينا نعيش فى درجات الرمادى مش عارفين و مش واثقين و كل واحد ماسك فى قشاية متعلق بيها حسب دماغه و نزعته المتدين متعلق بربنا و العلمانى متعلق بعلمه و بتوع الفلانتين متعلقين بأمل الحب و كله بيندرج تحت باب الامل .. الامل فى التغيير
غلابة و عندنا نقص حنان و محتاجين نتحضن اكتر عشان احنا عايشين فى زمن ابن وسخة
ف محدش يطلب منى اغير العالم و ابص للى اقل منى عشان احمد ربنا على اللى انا فيه .. سيبونى فى اللى انا فيه استسلمت و تأقلمت و اتقتنت الغرق فى الانكار و ادفن راسى زى النعامة بس فى الكتب مش فى الرمل و احجب عنى دوشة العالم بالمزيكا الحلوة و انفصلت عن الناس و الواقع
موّت نفسى بالحيا عشان اعرف اعيش
البُعد عن الناس و مأساوايتها غنيمة
احنا كائنات متناقضة لدرجة تقرف مليانين وساخة و فى نفس الوقت مليانين مبررات لوساختنا
غيروا نفسكوا الاول انضفوا و الدنيا هتنضف و مش هيبقى فى مجاعات و حروب و ناس بتموت فى ناس
و لحد ده ما يحصل .. انا هبقى فى قوضتى
اسمع مزيكا حلوة و اقرا و انفصل عن واقعكوا الزبالة
يلا .. تصبحوا على بنى ادمين بيعرفوا يبقوا بنى ادمين