كل سنة و أنتم طيبين .. و يا ريت لو فى شوية ناس يحاولوا يبقوا أطيب
شىء
حزين أنى لا أشعر بحلاوة عام جديد و أحساس الصفحة البيضاء الذى طالما
يصاحب البدايات فتملأها بأمنياتك و أهدافك للعام الجديد. جئت بورقة بيضاء و
قلم و جلست لأكتب ما أريد أن أحققه هذا العام. مرت نصف ساعة و أنا أحدق فى
الورقة البيضاء و كل ما كتبته هو بعض الورود التى ارسمها تلقائيا كلما وجد
قلم طريقه إلى يدى و حرف M و لم أكتب أى شىء أخر. أكتشفت أنى بالفعل لا
أرغب بأى شىء هذا العام ليس زهداً من الحياة و لكن حماية لنفسى من خيبة
الأمل التى تصاحب التوقعات. ما أشبه اليوم بالبارحة. يوم 1 يناير هو نفس 31
ديسمبر فى العام الذى يسبقه كلاهما ثقيل على قلبى. تشابهت البدايات
بالنهايات عندى و صرت لا أبالى بما بينهما.
كيف أتمنى عام سعيد لنفسى و
أنا لا زلت أعيش ببلد يحكمه تجار الدين. بلد يقتل فيه الجيران بعضهم بأسم
الدين. بلد كبت الحريات و قمع الأراء. بلد تلزمنى أن أقف أمام المرآه يوميا
لأرى أذا كانت ملابسى ستستفز أحد المكبوتين جنسياً للتحرش بى أم لا و يكون
هو المعذور فى النهاية و يقولوا " هى أيه اللى لبسها كده " و " هى اللى
عايزة الناس تبصلها " . بلد أخاف كلما أقترب منى أحدهم فى الشارع و أمشى فى
شوارعها مذعورة. بلد تنقص منى لمجرد أنى أمرأة و لا تعاملنى كأنسان كامل.
فأنا من بلاد القهر و الجهل.
شعور بالغربة لا يفارقنى. لا هذا ليس
مكانى و لا هذه حياتى و لا هذه أنا. لا أنتمى لهذه البلد ولا لأى بلد أخرى.
لا أنتمى إليهم ولا إليكم و لا حتى إلى نفسى. صرت أنتمى للا إنتماء. وطنى
الوحيد هو بين صفحات كتاب أشعر فيه أن هناك من عاش نفس معاناتى و فكر نفس
الأفكار و مر بنفس المواقف.
نحن جيل مشوه نفسياً. نعيش أسوأ فترات
أزمة الهوية. محشورين فى منطقة البين بين و لا نصل لأى بر أبداً. تخبط و
أنكسار ولا مبالاة و تدمير الذات أراهم فى كل من حولى. فقدنا شىء و لا نعلم
ما هو. أعتدنا الفراغ الداخلى و ثقوب الروح. أعتدنا الأحساس بالنقصان و
غياب شىء لن يرجع ابداً. أحتل الشك مكان اليقين و اليأس مكان الأمل و
الضياع مكان الإيمان ربما سينصلح الحال يوما .. ربما ..
محتاجين نتحضن
أكتر من كده و يتقالنا من حد بنصدقه أن بكره هيبقى أحسن .. محتاجين كنبة و
بطانية و فيلم لفؤاد المهندس .. محتاجين نرجع للحاجات البسيطة .. محتاجين
نبقى خُفاف أكتر من كده .. محتاجين نبقى بنى آدمين أكتر من كده و ساعتها بس
هتبقى بداية سنة جديدة حاجة كويسة ..
No comments:
Post a Comment