Sunday 23 September 2012

فى النُص

(1)

 

جاتلى فى وقت كنت محتاجاها فيه.. او هى كانت محتاجانى فيه .. مش عارفة مين محتاج مين بس انا كنت مبسوطة بوجودها فى حياتى. مكنتش عارفة هل علاقتى بيها هتنقذنى من الحضيض اللى كنت فيه ولا هتاخدني لحضيض اسوأ منه , حضيض و حفرة اعمق مش هعرف اطلع منها مهما حاولت, فى جميع الاحوال قررت اخوض التجربة , قررت اكون معاها لانى كنت عارفة انى محتاجة اكون معاها , وجودها فى حياتى هيعرفنى حاجات كتيرة انا محتاجة اعرفها , و فى دفاعى قدام نفسي قات ماهى مش اول غلطة اعملها , مانا ياما كدبت و مصلتش و مصومتش و شربت و حلفت و منفذتش حلفانى .. فيها ايه لما ازود عليها غلطة كمان ؟

 

هكذا كنت احدث نفسى عنها و انا اجلس ساكنة امام دفتر يومياتى و انا عاجزة عن الكتابة لا اعرف كيف اصوغ كلماتى اللى قلتها للتو لشىء ادبى لاكتبه فى دفتري 

 

لم تكن ميً اولى خطواتى للجحيم , فكما ذكرت مسبقا لم اترك خطيئة فى دينى الذى ولدت عليه الا و انغمست فيها حتى فقدت الامل فى نفسي و فقدت الامل  في ان اكون من اهل الجنة الذين تركوا دنياهم و انشغلوا بدينهم و خافوا ربهم فأقاموا صلاته و نفذوا تعاليمه بالحرف , فأنا بعيدة كل البعد عن هذا و ذاك و فى وجهة نظرى ليس لأنى مخلوقة جاحدة تتكبر عن السجود لخالقها و تظن انها افضل من ان تخافه بل لانى ارتكبت الجريمة الكبرى و التى طالما حذرنا منها كبار الشيوخ و هى انى فكرًت .. استخدمت هذا العضو المفكر داخل جمجتى العظمية و توصلت انى مش المفروض اخاف من من خالقى و لكن علاقتنا لابد ان تقوم على الاحترام لذلك سياسة الترهيب و هتدخلوا النار لو معملتوش ده او لو عملتوا ده لم تفلح معى بل فشلت فشلا ذريعا فجعلنتنى اكره اى قناة دينية او درس دينى و لا لست ملحدة و لم اكفر و لكنى .. دعونى اصنفنى ك غير مؤمنة بأله الجميع و لكننى امنت برب اخر .. رب يحبنى و اعلم ما بنفسي و سيسامحى و يغفر لى خطاياي و زلاتى و ضعف نفسى .. قررت ان اؤمن به حتى استطيع التعايش مع نفسى بدون ان اكفر او افقد صوابى

 

تعلمت ان اتقبلنى مع مرور الوقت , ان اتقبل شذوذى الفكرى و ميولى الغريبة و احبنى كما انا فأصبحت على علاقة جيدة مع نفسى و مرضها و رغباتها الغريبة و متفهمونيش غلط عندما اقول رغبات , فأنا بالذات رغباتى بعيدة كل البعد عن اى منحنى جنسى و شهوانى بالعكس فهذا يتنافى تماما مع محاولاتى بأن اكون انسانة فى زمن الحيوانات زمن غلبت عليه الشهوة و الرُخص فشذوذى كان شذوذ فكرى قبل ان يكون جنسى و ليس كل شذوذ شيء سىء بل نحن كبشر بطبيعتنا نكره و نخاف اي شىء اي شىء جديد او مختلف و لكن انا تخلصت من هذا الخوف و قررت ان اكون شاذة و من يكره ان يكون مختلف و فر يد من نوعه

 

اول بوادر شذوذى الفكرى بدأت فى ان تفكيرى مش ذى كل البنات اللى فى سنى و هو انى اتجوز و يكونلى بيتى و اولادى و اسرتي و حياه مع زوج صالح او مش صالح و لكن كل هذا لم يكن فى اعتبارى مع انى لا انكر انه فى فترة من فترات حياتى كان هذا كل ما اريد و كان حلمى هو بيت صغير يتقفل عليا انا و حبيب القلب بتاع ثانوى و اعيش معاه فى تبات و نبات فى الحلال - و حط خمسين خط تحت فى الحلال دى - و نخلف صبيان و بنات , و لسخرية القدر نفس الشخص ده هو اللى كرهنى فى الجواز و الحب و الصبيان و البنات و الجو الرخيص ده , ما علينا هنتكلم عليه بعدين 

 

خلونى اعرفكوا بيا الاول , انا امل , رغم ان انا معرفش طعم الامل ولا معناه ولا عايزة اعرف انا كويسة كدة . مصرية و انسة تقول بطاقتى رغم ان الاتنين ميفرقوش معايا اوى , للاسف انا مش فخورة بمصريتى ولا شايفاها زودتلى حاجة بس نقصتنى كتير و انسة مش شايفة انها معيار للحكم على اى بنت ف المفروض تتشال من البطاقة زى مسلم و مسيحى كده بس عشان انا عارفاكوا دماغكوا وسخة و هتقولوا بتقول كده عشان هى اكيد مش انسة ولا غلطت مع بتاع ثانوى لأ مغلطتش انسة بمعايركوا و بنت بنوت بقوانينكوا رغم ان مش مقياس فى قوانينى و معاييرى انا , اتممت الاثنان و عشرين عاما منذ فترة وجيزة و انا فى قانون امى عانس عانس عانس فعندما كانت هى فى الثانية و العشرين من عمرها كانت بأحدى مستشفيات القاهرة تضعنى و تنجح محاولاتى احيانا فى اقناعها ان الزمن اتغير و تفشل احيانا اكثر عندما تذكرنى ان جمالى غير دائم و تقص حكاية جارتنا سعاد التى كانت صاحبة مال و جمال و لكن من رفضها للعرسان ولاد الحلال و عدم تفكيرها بالموضوع اصبحت الان عانس وحيدة و لم تنفعها عيونها الخضرا ولا فلوسها على حد قول امى و لكنى لم اكترث فأنا حررت نفسي من قيود المجتمع اعيش بقوانينى انا ولا اسمح لمجتمع او شخص ان يملى على افعالى لانى علمت جيدا ان نفس هذا المجتمع و نفس الاشخاص الذين املوا علي افعالي لن يكونوا معى حين ينهار كل هذا على رأسى فققرت ان اعيش وفق قوانينى انا ليس لأنى انسانة متمردة بل لأنى افكر و طالما انا راضية عن افعالى و سوف اتحمل نتيجتها لوحدي يبقي كس ام المجتمع

 

تبا لقد نسيت ان اضيف على قائمة ذنوبى لساني البذيء .. نعم استعمل الفاظ وقحة و بذيئة لا تناسب تعليمى العالى بكلية الهندسة التى اعجز عن الخروج منها حتى الان رغم بقائي فيها لمدة 6 سنوات  .. نعم اسب و العن فى مجتمع يحلل السب و اللعن للرجال فقط .. مجتمع كرهته بكل كيانى , كرهت ظلمه و تعسفه ضد طائفة معينة منه لمجرد ان اعضائهم التناسلية مختلفة و صدورهم اكبر فأصبحت نساءه مجرد مخلوقات وُجدوا لمتعة الرجل ولا اقصد فقط لمتعة زوجها فهذا رجل على الاقل يتمتع بشىء حقه و لكنى اتكلم عن مخلوق احقر و ادنى و هو ذاك الرجل الذى نعرفه كلنا و احتكننا بيه فى احدى شوارع بلادنا مهما اختلفت المحافظات و مهما اختلف سنه و مهما اختلف مركزه الاجتماعى, هذا الذي يجردنى من ملابسي بنظرة عنيه و يخدش حيائي بوقاحة كلماته واذا اشتكيت يعيب على المجتمع و يقول هى اللى لابسة بنطلون ضيق او هى ايه اللى وداها هناك .. يبقى كس امه ولا مش كس امه ؟

 

اعتقد الان بدأتوا تعرفونى او اعطيتكم نبذة صغيرة عنى .. انا انسانة .. او بقايا انسانة بمعنى اصح ففى مراحل حياتى التى ليست بكثيرة قابلت كثير من الاشخاص الذين جاءوا و رحلوا بقطع من كيانى و ظللت انا مكانى , مر على الكثيرون  و تركونى و مضوا بحياتهم لدرجة انى بدأت اقتنع انى مثل الاستراحات التى نراها على الطرق التى يقف الناس عندها ليستريحوا من وهن الطريق يأخذون منها ما يحتاجون ليكلموا رحلتهم و تظل هى مكانها خاوية وحيدة منتظرة اخرون ليمروا عليها فيعطوها بعض السعادة اللحظية و يتركوها و يمضوا .. هكذا كنت انا استراحة على هيئة انسان جاء الكثيرون و بقوا لبعض الوقت و رحلوا .. فتعودت على الوداع تعودت ان السعادة لحظات غير دائمة تعودت اللا انتظر من احد ان يبقى و تعودت ان لا اعتاد حتى جائت هي , ميٌ , التى جلبت الأمل الى حياة أمل