Friday 8 March 2013

عن شجرة

اليوم سأقص عليكم حكاية بنت صغيرة بقلب كبير , مشاعر بداخلها و هوس بالحياة و التجارب أكبر من أن يتحمله جسدها الهش وحده , فكانت هذه لعنتها فى الحياة لأنها أصبحت دائمة البحث على من يشاركها ما بداخلها و يحمله عنها , وقعت فى حب ولد صغير مثلها, حمل عنها أحلامها و أمالها و طموحاتها , و مع مرور الوقت أكتشفت أنه لم يساعدها فى حملهم فقط بل سرقهم منها و أستبدلهم بأحلامه هو و طموحاته هو فى ليلة ما و هى نائمة فى أحضانه غير متحصنة بحصون الإحتياط و الخوف , كان هو حصنها الوحيد و لذلك حين  قرر الرحيل عنها فى يوم ما , تركها عارية من دون أحلام و لا طموحات ولا أمان , علمت حينها أن عليها أن تبدأ فى البحث أحلامها مرة أخرى و عن نفسها التى فقدتها فى أحضانه و عليها أن تكون أقوى حتى تحمل أحلامها وحدها ولا تحتاج لأحدأً ما , عانت كثير فى رحلتها للبحث عنها , و كلما جلست لتستريح مر عليها عابر يقنعها أنه هنا ليساعدها فى البحث و لكنها تكتشف بعد فوات الأوان كل مرة أنه هنا ليسرق جزء ما منها. حتى جائها يوم ما عابر حاول يسرق كل ما هو جميل فيها و كان على وشك الفوز لولا أنها أستماتت فى الدفاع عن القليل المتبقى منها حتى رحل بعدما تركها مليئة بخدوش قررت هى أن تحتفظ بهم و لا تعالجهم كتذكار لغبائها مع البشر حتى لا تترك اي منهم يدخل حياتها مرة أخرى. أنغلقت على ذاتها و قررت أن تكتفى بنفسها , أستعادت طموحاتها و أحلامها شيئا فى شيئا و كبرت و تحولت من طفلة صغيرة عاجزة إلى إمرأة قوية لا يلفت نظرها أي أحد و تعرف كيف تدافع عن نفسها و أحلامها

فى يوم ما بينما كانت تهيم على وجهها فى إحدى الشوارع الجانبية لفت أنتباهها شجرة وحيدة تقف فى وسط أرض تدل اللافتة أنها ملك لورثة شخص ما , أقتربت من الشجرة قليلاً وجدتها على وشك الإنتهاء من فنجان قهوة سكر زيادة و هى تضع نظاراتها الطبية و تستأنف القراءة فى كتاب ما , لم تصدق عيناها و أعتقدت أنها فى حلم ما , كيف لشجرة أن تقرأ و تشرب القهوة  بل و ترتدى النظارات الطبية , و كأن أندهاشها لفت نظر الشجرة فتركت الكتاب جانبا و سألتها إن كانت تائهة , أندهشت البنت و عجزت عن الرد , أبتسمت الشجرة و طمأنتها ألا تخاف , و لكن البنت لم تكن خائفة , شيئاً ما فى هذه الشجرة المتكلمة كان يشد أنتباها و يسرق أنفاسها , أرتاحت البنت للشجرة و جلست بجانبها حتى الصباح تحكى لها عن كل هؤلاء الذين أرادوا أن يسرقوا أحلامها و نجحوا بالفعل فى سرقة أجزاء منها , حكت لها عن كل طموحاتها و عن كل ما تريده من الحياة و أستمعت لها الشجرة بكل إهتمام , و فى النهاية قامت البنت أحتضنتها و قالت لها : أنتى طيبة أوى , أنا أحب الشجر فأبتسمت الشجرة و قالت :  و أنا أحبك 

وخزت هذه الكلمة قلب البنت و ظلت طوال الليل تفكر فى الشجرة متعجبة كيف لها أن تقع فى غرام شجرة و ليس إنسان , فردت على نفسها : و ماذا فعل معك البشر سوى محاولة كسرك. و حتى لو لم يكن الرد مبرر مقنع للقوع فى غرام شجرة إلا أنها كانت فى منتصف الطريق و الرجوع لم يكن خيار. ظلت تتردد على الشجرة و تحكى لها عن كل أحلامها لهم سوياً , كانت تحكى لها كيف أنها تريد أن تأخذها لترى مطعمها المفضل و أن تحتضنها ليلا و هم يشاهدان فيلمها المفضل أو أن يذهبا للبحر ليلة ما ليحتسيا النبيذ و يقعا فى غيبوبة نوم لذيذة بعدما يقضيان أمسيتهما فى مشاهدة النجوم , و كان رد الشجرة واحد على كل شىء : أتمنى ذلك , و لكنى لا أستطيع لأنى شجرة , كانت تعلم البنت فى قرارة نفسها أن كل هذا لن يتحقق فعلاً لأنها شجرة و هذا لن يتغير , و لكن لم لا , و طرأت فكرة فى عقل البنت و قررت أن تعيد الحياة لهذه الشجرة حتى تستطيع أن تشاركها حياتها , قررت أن تساعدها أن تنخلع من جذورها التى تقيدها مكانها و تمنعها من أختبار الحياة بشكل فعلى , فى اليوم التالى ذهبت إلى عرافة و قصت عليها قصتها و أخبرتها العرافة أنها تستطيع أن تعطيها وصفة تعيد الشجرة للحياة و تدب فيها الروح و لكن عليها أن تتبرع بنصف روحها حتى تنجح الوصفة و لم تتردد البنت فى الموافقة . و ذهببت إلى الشجرة وجدتها منهمكة فى القراءة فأستبدلت قهوتها السوداء بكوب من الألوان به الوصفة السحرية حتى تتلون فروعها بألوان الربيع , و بينما كانت الشجرة تتفحص ألوانها الجديدة أستبدلت كتابها الذى تقرأ فيه دائما عن الموت , بكتاب يتحدث عن الحياة و الجمال , و بالفعل بدأت الوصفة فى النجاح و يوم بعد يوم بدأت الشجرة تتحول إلى بنت جميلة ذات أبتسامة من وسعها تستطيع أن ترى لثتها أحياناً , عيناها بنيتان كتذكار من ماضيها الذى كانت فيه شجرة , و بهما لمعة تحكى عن قصة حب ما , و عاشا سعيدان لفترة من الزمن , و لكن البنت خارت قواها و قدرة تحملها بعدما أعطت نصف روحها للشجرة , و زادت مطالبها لأنها الأن لا تستطيع أن تحمل طموحاتها وحدها ولا أن تحقق أحلامها وحدها , فأصبحت دائمة الإحتياج لنصفها الأخر المتمثل فى الشجرة , فبدأ النزاع و الخلاف , البنت تحتاج لحياة أكثر و مشاعرأكبر و الشجرة نصف روح أكثر من كافية بالنسبة إليها , و بدأت البنتان فى الخلاف وجرح إحداهما الأخرى و إلقاء عيوبهما فى وجه الأخر و ألقيا بعرض الحب و الذكريات عرض الحائط حتى ذلك اليوم المشئوم الذى قررت فيه البنت التى كانت شجرة أن تترك الأخرى و تمضى , لأنها لم تصبح شجرة بعد الأن و لن تتحمل أن يلقيها الناس بالحجارة بعد الأن لأنها تستطيع أن ترحل و تمضى فى طريقها , و بالفعل رحلت الشجرة بعدما أخذت نصف روح البنت و رحل معها النصف الأخر حزناُ عليها , و جلست البنت مكانها نادمة على محاولتها فى أن تحولها إلى بشر لأنها ربما إذا كانت تركتها كما كانت شجرة لم تكن ستقدر أن ترحل و تتركها , فجلست تبكى مكانها على أطلال الحنين , و أرتدت نظارتها و مسكت كتابها ربما تستعيد جزءا منها , و لكن مع الوقت تحولت هى إلى شجرة مكانها , عاجزة خالية من اى روح , و ضاع منها كل شىء سوى ذكرى من زمن بعيد عن شجرة أحبتها و كانت سعيدة معها , و تقضى أوقاتها الأن مكانها تقرأ من كتابها و تشرب فنجان قهوتها الأسود و أحيانا و هى تتذكرها تأخذ شهيقاً بعمق , ربما تكون الريح حملت نسمة من زفيرها إلى هنا, من مدينة نصر, أخر مكان سمعت أنها تعيش به الأن

Thursday 7 March 2013

عن النهايات

سأقتبس من عماد أبو صالح ثم أستفيض, قال: " الكتابة عندي الم. كأني أستفرغ أمعائي. نزيف متواصل. قلمي في الحبر، إصبعي في دمي. لم أختر الكتابة ابدًا برغبتي. شأن كل شيء في عمري. عمري الذي ضاع نصفه دون أن أختار أي شيء برغبة مني. من الذي يمسك كرباجًا، كلما اقف، يلسعني به على ظهري؟ من الذي يدفعني، غصبًا عني، لأكتب؟ "

توقفت عند هذه الجملة حين قرأتها , و بشكل ما ظلت عينى متعلقة بها لوقت طويل لأن هذا المبرر الوحيد ربما لكتاباتى الكثيرة عنك. أكتب عنك بسبب ألم يجتاحنى فى أعماق أعماقى بسببك أنت , بسبب كل ما لا أقوله خوفاً عليك من قسوتى التى أعلم أنها ستكسرك أكثر ما أنت منكسر , حتى هذه اللحظات أحميك من أنانيتى و من كلماتى التى أعرف كيف أختارها بعناية لتجرح أو تداوى , و ما زلت أنت حتى هذه اللحظة منغمس فى نفسك و تغرق فى أنانيتك و ذاتك بكامل إرادتك رغم محاولاتى البائسة لإستبقاءك معى و لكنى مللت , حقاً مللت منك و منى و مننا , لا أريدك و لا أريدنا بعد الأن , حسناً سنلعب اللعبة بقوانينك لمرة أخيرة , رغم أنها أثبتت فشلها فى المرة الأولى و لكنى سأجاريك , تريدنا أصدقاء ؟ حسناً سنكون أصدقاء , سأتركك تُغرق هذه السفينة بنا و لن أتحرك لإنقاذها بعد الأن , لقد أستنفذت كل قواي فى إنقاذ شبه قصة الحب التى كانت بيننا و لكنى لن أحرك شعرى منى من أجل إنقاذ صداقة مزيفة , صداقة قائمة على حطامى و حطام مشاعر أنت أضرمت النيران فيها ثم أطفئتها بالإهمال و اللا مبالاة , صداقة قائمة على وعود لم تُحفظ و خطط لن تتحقق. أتعلم ما هو الشىء المضحك حقاً ؟ أننى حتى لو أعتبرتك صديق ستجد طريقة ما لتخذلنى و تُخيب أمالى , و تستعمل عُذر هذا أنا و أنا لا أعرف كيف أحاول من أجل أحد الذى أبتذلته أنا من قبلك مع من لم أحبهم بالنحو الكافى. سترد و تقول أنا لست أنتى و لا أشبه من عرفتيه قبلى و أنا و أنا و أنا و أعذار لا تهمنى لأن النتيجة فى الأخر واحدة.

كنت أظن أننى لابد أن أتخلص منك و أقطع كل ما له علاقة بك حتى أنسى كل الوعود التى لم تحققها و ألملم ذكرياتك من أركان روحى و أضرم نيران النسيان فيها , و لكن لا أمثالى ذوى الذاكرة القوية لا تنفع معهم هذه الطريقة , لأنك حتى لو خرجت من حياتى بشخصك ستترك لى ذكريات تأخذنى لجنات عدن ثم تخسف بى لأعماق الجحيم , رغم أنى لا أتذكر متى كانت أخر مرة كنت سعيدة بسببك و لكن ذكرياتنا التى لم و لن تحدث حتى تألمنى , كل الكلام الذى لا يُقال , و القُبلات التى لن تُسرق خلسة و الصلوات التى لن تُتلى فى أحضانك , و لكنك يا عزيزى لست أول خيبة أمل و لن تكون أخرها , ستمر كما مر من كان من قبلك , و لكنى لن أطردك من حياتى , سأترك ماسوشيتى تتولى زمام الأمور من هنا , سأتركك لتخيب أمالى أكثر و تمتص الحياة منى أكثر , سأعترف بما أشعر به لك حتى أسمع ردك و أنت تتجاهله و تحدثنى عن اي شىء تافه , سأتركك تقتلك داخلى بالبطىء , سأتركك تضغط على الكدمات التى سببتها قسوتك فى روحى , سأتركك تحولها من أحمرار ل زرقان لسواد و صفار حتى تختفى تماماً , سأبتذل كل المشاعر التى أشعر بها تجاهك , سأتألم لأقصى درجة كل يوم و كل دقيقة حتى يفقد الألم معناه , سأتركك تخيب أملى حتى يصبح هذا الطبيعى , سأكتب كل خططنا معاً على لفافات تبغ و أحولها إلى هواء مسمم يخرج منى , سأتركك تنسل من مسام جلدى رويدا رويدا حتى أستيقظ يوما ما , بريئة من مرضى بك , غير مشتاقة إليك و لا مبالية بما قد يكون يحدث فى يومك. أنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر رغم أنى بينى و بين نفسى لا أريده أن يأتى , كما كنت أخشاه أن يأتى مع من سبقك و لكنه أتى و أتى بك انت , أحلى وأجمل و أكثر نوراً , فحملت بقايا قلبى و روحى و وضعتهم فى يدك و جلست بعيداً و أنا أشاهدك و أنت تلصقه ببعضه تانى بلا كلل كأحجية بازل و لكنى لم أكن أعلم وقتها أنك أصلحته فقط لتكسره لقطع أصغر ستحتاج لمجهود أكبر ممن يأتى بعدك ليصلحها.

و لكن فى جميع الأحوال , كشخص أنا أحبك جداً و جزء من روحى سيظل بأسمك و لك وحدك , أعترف الأن بفشلى و عجزى فى أن أنعشك من موتك أو من أن أجرك نحو الحياة مرة أخرى و أن خطواتك نحو النور الأبيض كانت أقوى من جذبى لك فى الأتجاه المعاكس , و ربما هذا سبب أخر لكتاباتى الكثيرة عنك لأن القلوب و المشاعر فى القصص و الكتابات تعيش أطول من قلوب و مشاعر الأشخاص , لذلك سأكتبك عنك ربما تبدأ فى الشعور مرة أخرى ربما ينبض قلبك لى مرة أخرى, و لكنى بشكل ما أعرف أن هذا لن يحدث , و لكنى سأظل أكتب فى جميع الأحوال , أكتب عنك و يتأثر غيرك .. يا لوح تلج.

Monday 4 March 2013

عن الابتذال

عزيزى الذى لا أعرفه ,

أحدثك اليوم عن الإبتذال. أينما نظرت او ذهبت كل ما أراه هو أبتذال , سواء عن عمد أو غير متعمد , أبتذلنا كل المشاعر و أصبحنا نسخ كربونية من بعضنا بدئاً من ماسورة الفراغ و اللا شىء و العدم التى أنفجرت فجأة فصار الجيل كله يحب الموت و يكره الحياة و يفكر فى الأنتحار و يعيش مأساة وهمية صنعها فى خياله فقط كى يجد شىء أو هدف لحياته الخالية من أى معنى , كى يجد شيئا يتحدث عنه و يجعله مميزا , فأصبح الجيل بأكمله عدمى فضاع التميز و أصبح واحد من كثيرون , فأتجه البعض للجانب الأخر , و هم ليسوا أقل أزعاجاُ من الأولين , محبى الجمال و الخفة و الدلع و الفراشات و قلبة المعدة دى كلها , لا أفهم لماذا نذهب للنقيض و لا نقبل بطبيعتنا المتوسطة التى تجمع ما بين هذا و ذاك , لأنه لابد أن يكون بداخلك الموت حتى تشعر بالحياة , لابد أن تقع بثقلك فى قصة ما حتى تخرج بخفة من التى سبقتها , الحياة أبسط من كل هذا أو ربما هى معقدة جداً لدرجة البساطة , و نحن نبتذلها بمحاولاتنا لوضع مسمى لكل ما نشعر به , أنا عدمى أنا أناركى أنا محب للفراشات أنا أبن مرا و سلسلة من الأنا لا تنتهى فقط لا تثبت شىء سوى أنغماسنا فى أنفسنا , كن ما تريد فى صمت , اه و مفهوم الصمت الذى فشخناه , الصمت شىء جميل و بليغ و لكن الكلام كله حياة نحتاجهم الأثنان سويا , نحتاج أن نفهم أن الموت و الحياة و الصمت و الكلام و كل المتناقضات تحتاج بعضهم الأخر حتى يكون لها معنى , فلو لم يكن للأبيض وجود لم نكن لنعرف الأسود.
أحتوى انتقاضاتك من دون مبالغة , نحن كل شىء سويا و هذا ما يجعلنا بشر , التناقض و الأزدواج هم طبيعة بشرية , و أنا قررت أن أتقبلنى بإزدواجيتى بقوتى و هشاشتى و روحى المليئة بالحياة و الحب و قلب متهتك منهك ينبض بالعافية , بكرهى للناس و أحتياجى لهم.

أما انت يا عزيزى أحتاجك اليومين دول أكثر من أى وقت مضى , تعبت من كونى إمرأة مستقلة و أريد أن أرتاح يومان , تعالى أجلس بجانبى فى صمت فقط أحتضن يدى و شد عليها و طمأننى اننى لست وحدى , قبّل جبينى مثلما كان يفعل أبى , أشترى لى جيلى كولا لأنك تعرف كم أحبه , و حين أتركك و أذهب لسريرى أتبعنى , ستجدنى فى ذاك الجزء من السرير اللازق فى الحيطة لأنه لسبب ما يشعرنى بالأمان , أحتضنى حد الألتصاق , فهذه الأيام أشعر بعجزى و صغرى و تجمعت على جميع أسباب الحزن , من أول فقدان أبى حتى أخر كسرة قلب و عجز أما قصة تموت بسبب لا أعرفه حتى الأن , أحتوينى بداخلك و دعنى أبكى و أصرخ و أحكيلك عن كل وجع القلب الذى أحمله بداخلى فى صمت , فأنت تعلم تماما انى لا أهتم بما يحدث فى العالم لأننى حتى عاجزة عن حمل أحزانى الشخصية حتى أبدأ فى كل الشباب الذى يدفن يوميا بسبب شعر أبيض ماسك فى كراسى لا قيمة لها , أو أفكر فى ظروف الحياة و الناس اللى دخلها فى شهر أدفعه أنا و أصدقائى فى كافيه , لا لا أنا أضعف من كل هذا و أترك أنانيتى تحمينى من كل هذا الحزن فلدى ما يكفى و لكن لدى ما يكفى من الأمل و أتمسك بلحظات السعادة المؤقتة لأنى أعلم أن هذا كل ما سأخذه من الدنيا , أعلم أن على قد ما الحزن كثير و نجده فى كل شىء فالفرح كثير ايضاً .. أجده فى أغنية أسمعها صدفة فى تاكسى سيأخذنى مكان ما , فى أبتسامة طفل جميل لا يتعدى السنتين لأنهم بعد ذلك السن لا أتحملهم , فى فسحة مع أصحابى مكناش مرتبينلها , فى ضحكة أمى و حاجات أخرى كثيرة. نسيت كالعادة ماذا أردت أن أقول و لكن أعلم أن الحزن ضرورى حتى نعرف قيمة الفرح , كلام مبتذل اه و لكت أتحملنى بما أنه الموضوع كله عن الإبتذال , أنا زعلانة دلوقتى بس أنا راضية و متقبلة تماماً اى حاجة هتحصل لأن الشىء الوحيد اللى متأكده منه أنها بتحصل لسبب أو هتعدى عمتا و تيجى حاجة بعدها تنسينى.

حاجة أخيرة , أنا عرفت أنت مين دلوقتى , و أنا محتجالك أوى أكتر من اى وقت , و بفكر فيك كتير أوى الأيام دى , متسبنيش أبعد عنك تانى , أو على الأقل أرسملى الطريق اللى أجيلك منه , أنا عارفة انهم عشان يكلموك بيصلولك و بيدعولك و بيعملوا حاجات عشان خايفين منك او مش فاهمينك , بس أنا مش هصلى عشان أنا بحس انى بضحك على نفسى و بنافقك فأنا بتواصل معاك بالطريقة الوحيدة اللى أنا بعرف أعملها كويس و هى أنى بكتبلك لحد ما أعرف احس انى مش بمثل ونا قايمة اصلى , محتاجاك تطبطب على قلبى و تشفينى من البرد اللى فى روحى ده و تخليلى ماما و نرمين , و أبسط أصحابى و احميهم و بالذات مى , انت عارف انا بحبها ازاى , ابسطها على قد ما تقدر سواء كنت انا السبب او حاجة تانية , و فرح و إسلام و مروة و خاطر و عمر و زينى و ريم و أسرة البرنامج. بهزر معاك و عارفة انك هتقبل هزارى حتى لو هما بيستغربوه.

بحبك.

Sunday 3 March 2013

خطاب إلى مجهول

عزيزى الغير مُعرف,

أكتب إليك اليوم فقط لأنى أشعر بالملل و أفكر فى أشياء مثل سامبا الموف و كيف هناك أشخاص تحب القطط فعلا رغم أنك تعلم أكثر منى اننى من المفترض أن أكون أعمل الأن و انتهى من تلال الورق التى من المفترض أن اترجمها و لكنى أخترت أن اتحدث معك قليلا حتى أنهى مج النسكافيه التى علقت أمالى كلها عليها فى ان يعيد الى تركيزى

أشتقت إليك , رغم أن شكلك فى عقلى ليس له ملامح حتى الان , فأنت مزيج من أشخاص فى حياتى او كانت , اخترت منهم كل ما أحبه و قررت أن أصنعك فى خيالى , حتى لا أعرف ما انت فى حياتى حتى الأن , لا أعلم هل أريدك صديقا ام حبيبا او اب لأولادى , و لكنى أعلم أنك تكترث لأمرى و أن سعادتى هى أمر مهم تماما بالنسبة إليك و انك تعشق روحى و حس الدعابة الخاص بى و لم تكترث يوماً بشكلى الخارجى

فأنت تعلم لعنتى فى الحياة , تعلم أن مشكلتى اننى ابحث عن الحياة فى كل ركن من اى مكان أذهب اليه , و عن الجمال فى كل مكان و كل شىء و كل شخص , رغم نظرتى السوداوية لكل شىء و استهزائى الدائم الذى يعطى الأخرين انطباع بأنى لا أكترث لأى شخص او لأى شىء , و لكنك تعرفنى كما تعرف راحة يديك , تعرف انى أكترث جدا لدرجة عدم الأكتراث و أحب الحياة و الناس و الجمال .. ااه الجمال الذى يسرق أنفاسى و الذى أراه بعينى فى مكان جميل او شخص جميل و لا أقصد هنا الجمال الخارجى فقط و لكن اتكلم عن الأشخاص الروحانى الذى يطغى على شكلهم الخارجى من كثره بداخلهم مثل ضحكة مروة حين أقول شىء يخجلها أو غمازات إسلام او ابتسامة مايا الطفولية بسبب موبايلها الجديد , أو الجمال فى موسيقى تضطرب دقات قلبى من جمالها او كتاب أرانى فى احد شخصياته مثل معظم كتابات ميلان كونديرا , فأنت تعلم كم أنا نرجسية و أحب نفسى جدا لدرجة الغرور أحيانا , و كم ضحكت منى بسبب عدم قدرتى على المرور من امام سطح عاكس دون النظر إلى انعكاسى و لكنك تعرف انى طيبة و غلبانة رغم كل شىء

أعشق الجو هذه الأيام , أكتشفت أن ربما الربيع هو فصلى المفضل و ليس الصيف كما ظننت , و ربما هو ما دفعنى للكتابة إليك , أكره الشتاء و أمقته و لا أحتمل بروده و بؤسه , فالشتاء بالنسبة إلى هو فصل الحزن و الكآبة و كل ما هو رمادى , وقعت فى حبه فقط هذا العام لأنى وقعت فى حب توأم الشتاء , شخص رمادى لأقصى درجة و الحزن من صفاته الأساسية و ربما لذلك كان لابد ان تنتهى هذه القصة مع انتهاء الشتاء , فيأتى فصل الربيع , و هو فصل الشغف بالنسبة إلى , جو معتدل لأمسيات حب طويلة نقضيها سوياً و نحن نتشارك فى كوب قهوة سىء و قطعة شيكولاتة سنيكرز و نحن نشاهد حلقات فريندز حتى الساعات الأولى من الفجر , ثم ندخل الشرفة لنتشارك فى سيجارة واحدة يطغى طعم ريقك على طعمها و ربما هذا السبب الوحيد الذى أدخنها لأجله , ثم نرقص على موسيقى أغنية أسمعها فى رأسى فأدندنها لك بصوتى القبيح فتقبلنى فقط حتى أصمت و لا أوقظ الجيران , جو معتدل لشاطىء فى سيناء و نحن نجلس نصف واعيين نأكل حلوى المارشملو غير مصدقين أن أسمها فى اللغة العربية حلوى الخطمى و أقولك أن هذا لأسم يفكرنى بالبربور فترد كم أنا فصيلة فشخ ,اااه لو لم أكن مليئة بالحياة بهذا الكم لكنت أرتحت قليلا , و لكن عشقى للجمال و اللحظات الجميلة لا يتركنى فى حالى , فكما تعرف الله جميل يحب الجمال و أنا بى من النرجسية لأكون من الألهة .. عمتاّ ملخص الكلام أنا بحب فصل الربيع فشخ و بحب أصحابى فشخ و بحبك أنت كمان رغم انى معرفش انت مين , بس أنا مضطرة أقوم أكمل شغل يا أسمك أيه. يلا تصبح على جمال و شغف و نور جوانى

إلى زائرة


أيتها المرأةُ التي كانت في سالف الزمان حبيبتي

لماذا تضعين الوقتَ في حقائبكِ..

وتسافرينْْ.؟

لماذا تأخذينَ معكِ أسماءَ أيام الأسبوعْ؟

وكرويّةَ الأرضْ..

كما لا تستوعب السمكةُ خروجها من الماءْ..

أنتِ مسافرةٌ في دمي..

وليس من السهل أن أستبدل دمي بدمٍ آخرْ..

ففصيلةُ دمي نادرةْ..

كالطيور النادرة..

والنباتات النادرةْ..

والمخطوطات النادرةْ..

وأنتِ المرأةُ الوحيدةُ ..

التي يمكنُ أن تتبرَّع لي بدمها...

ولكنكِ دخلتِ عليَّ كسائحهْ..

وخرجتِ من عندي كسائحهْ...

كانت كلماتُكِ الباردة..

تتطايرُ كفتافيت الورق..

وكانت عواطفكِ..

كاللؤلؤ الصناعيِّ المستوردة من اليابانْ...

وكانت بيروت التي اكتشفتها معكِ..

وأدمنتُها معكِ..

وعشتُها بالطول والعرض .. معكِ..

ترمي نفسَها من الطابق العاشر..

وتنكسرُ .. ألفَ قطعهْ...

5

توقَّفي عن النمو في داخلي..

أيّتها المرأة..

التي تتناسلُ تحت جلدي كغابهْ...

ساعديني.. على كسر العادات الصغيرة التي كوَّنتُها معك..

وعلى اقتلاع رائحتك..

من قماش الستائرْ..

وبللورِ المزهريّاتْ..

على تَذَكُّر اسمي الذي كانوا ينادونني به في المدرسهْ..

ساعديني..

على تَذَكّرِِ أشكال قصائدي..

قبل أن تأخذَ شكلَ جسدِكْ..

ساعديني..

على استعادةِ لُغَتي..

التي فَصَّلتُ مفرداتِها عليكِ..

ولم تعد صالحةً لسواكِ من النساءْ...

6

دُلّيني..

على كتابٍ واحدٍ لم يكتبوكِ فيهْ..

وعلى عصفورٍ واحدٍ..

لم تعلّمهُ أُمُّهُ تهجيةَ اسمكِ..

وعلى شجرةٍ واحدةٍ..

لا تعتبركِ من بين أوراقِها..

وعلى جدولٍ واحدٍ..

لم يلْحَسِ السُكَّرَ عن أصابع قَدَميْكِ..

ماذا فعلتِ بنفسكِ؟..

التي كانتْ تتحكَّمُ بحركة الريحْ..

وسُقُوطِ المطرْْ..

وطُولِ سنابل القمْحْ..

وعددِ أزهار المارغريت..

أيَّتُها المَلِكةُ...

التي كان نهداها يصنعان الطقسْ..

ويسيطرانِ ..

على حركةِ المدّ والجزْْرْ..

لتتزوّدَ بالعاج.. والنبيذْ..

ماذا فعلتِ بنفسكِ..

أيَّتُها السيّدةُ التي وقع منها صوتُها على الأرض..

فأصبحَ شَجَرهْ..

وَوَقَعَ ظلُّها على جَسَدي..

فأصبحَ نافورةَ ماءْ..

لماذا هاجرتِ من صدري؟..

وصرتِ بلا وطنْ..

لماذا خرجتِ من زَمَنِ الشِّعْْر؟

واخترتِ الزمنَ الضَيّقْ..

لماذا كسرتِ زجاجةَ الحبرِ الأخضرْ..

التي كنتُ أرسمُكِ بها..

وصرتِ امرأة..

بالأبيض..

والأسودْ..

أيَّتُها السيّدةُ التي وقع منها صوتُها على الأرض..

فأصبحَ شَجَرهْ..

وَوَقَعَ ظلُّها على جَسَدي..

فأصبحَ نافورةَ ماءْ..

لماذا هاجرتِ من صدري؟..

وصرتِ بلا وطنْ..

لماذا خرجتِ من زَمَنِ الشِّعْْر؟

واخترتِ الزمنَ الضَيّقْ..

لماذا كسرتِ زجاجةَ الحبرِ الأخضرْ..

التي كنتُ أرسمُكِ بها ..

وصرتِ امرأة..

بالأبيض..

والأسودْ..