Sunday 14 July 2013

أخر رسالة قبل السقوط فى هوة الجحيم

  عزيزي
أكتب إليك خطابي الأخير بعدما تركتك و ذهبت, أعتبره رسالة شكر أو اعتذار او ما تراه مناسباً. لقد طفح الكيل يا حبيبي وكنت قد قررت أن أقفز في بئر التخلي بعد أن علقت أحجار تمردي فى رقبتي حتى أن أضمن أنى لن أطفو بعد الآن, أردت أن أملأ رئتاي بالخواء و أن أترك المياه تشوه جلدي و ما نُقش عليه من عادات و تقاليد , أعذرني يا حُب فأنت أخر ما يربطني بالسماء و كان لابد من قطع تلك الحلقة لأسقط مع بني جنسي من أسفل سافلين
 كنت متشوقة للقائهم, أستقبلوني بعد ما أعلنوا موتي بسبع أيام, و ما كان هذا بموت بل هو ميلاد جديد, ميلاد حر من كل ما أكره من تابوهات و فرائض, عالم جديد يحكمه من هم مثلي, نتجول عراة لنحارب الرأسمالية و نبث أغاني موتزارت خمس مرات يومياً لننبه ساكني الجحيم أنه حان وقت ممارسة الحب, فيتركون ما بيدهم و يركضون نحو المساجد و الكنائس و المعابد ليعيدوا اكتشاف انسانيتهم وقتما تعلو أصداء أصوات وصولهم للذروة و تتخلل صوت الآذان و الجرس. لا تستغرب يا عزيزي فـ هنا الجنس ليس بالشىء الكريه كما يعلموك في أرضك الزائفة, الجنس هنا صلاة, الجنس هنا تعبد, هو هنا حق مثل الطعام و الشراب عندكم. أما هنا نحن نكتفي بأكل سطور من روايات ميلان كونديرا و أشعار إميل سيوران و نشرب كلاسيكيات بيتهوفن و تشوبين محاولين أن نتفادي الأخطاء التى أقترفها جنسكم. يحاولون هنا جاهدين أن يركزوا على تطهر الأرواح عن طريق الخطيئة, فكل ما كان خطيئة عندك هو فضيلة هنا, و لذلك أحتل مكانة كبيرة هنا, فأنت تعرف ميلي للخطيئة بدون الشعور بأدني ذنب, تجولت عارية وقتما جئت لأكون تفاحة أدم في الجحيم, يشتهوني و أنا محرمة عليهم, يتقربون إليً بشتي الطرق لعلي أرضي عنهم و أعطيهم مما يشتهون و لكني أمتنع, ليس لأني أعتقد أنى أفضل منهم, العكس تماما يا عزيزي, فبعد ما قطعت كلما يربطني بك قطعت علاقتي بكل أحلام الفتاة الفاضلة التى  كانت تحبك لأحرر العاهرة التى بداخلى, التى تريد أن تستهلك جسدها التى طالما حافظت عليه من أجلك و أجل حمل ذريتك الصالحة, تريد الآن أن تعبث في جسدها الآيادي, خصوصاً أحقرها و أقذرها, أريد أن أتحرر من فضيلتك و أكسر قيود نقاءك, أريد السواد و العار, أريد أن  أتخلص من حريتك المزيفة , أعلم أن الخضوع التام و الإنكسار هو ما سيجعلنى حرة في نهاية الأمر, سأتسكع في الشوارع الجانبية المظلمة لأضاجع هذا و ذاك, لأمنحهم ما منعته عنك لسنوات من دون مقابل, سأستمتع بالجنس معهم رغم برودي معك, و بعد تسع أشهر سأجلب أبن الحب الغير الشرعي و الكآبة لهذا العالم و أكذب و أقول أنه يسوع آخر, حملت به و أنا عذارء ليمجده الناس و يكون ولد صالح و يثبت صحة مثل يخلق الصالح من الطالح التى كانت تردده امي كلما رأت بنت جارتنا اتشق طريقها لصلاة التراويح و أمها تمارس خدماتها بضمير في شارع جامعة الدول العربية, و ربما تواتيني الجرأة هنا أن أقطع شريان معصمي مثلما أردت كثيراً و لكن إيماني بنفسي و بمستقبل أفضل منعوني
أريدك أن تعلم يا عزيزي أنى حاولت, حقاً حاولت من أجلك و من أجلى, و لكن الحفرة السوداء التى بداخلى كانت تبلعني أكثر و أكثر يوماً بعد يوم, و كان لابد أن أقفز فيها وحدي لأفديك حتى لا أسحبك معي إليها. حسناً أنا أكذب, أنا لا أكترث إذا أبتلعتك أو حتى ألتهمتك, كل ما في الأمر, أني أردت الإستسلام للسواد, أردت ان أغمض عيني و أسقط بمنتهى ارادتي, أسقط حتى أرتطم بسابع أرض حتى لا يتبقي فيً عظمة غير مهشمة, حتى لا يبقي فيً ما هو قابل للكسر, حينها فقط أكون في أمان من خيبات الأمل و كسرة القلب. أعلم أنها أنانية مني لأتركك تتعرض لما سقطت أنا حتى أتجنب, و لكن فاض الكيل يا حبيبي, أما أنت فأريدك أن تنتبه لحالك, حتى يُكسر قلبك بالقدر الكافي لتكون مستعد للسقوط و ستجدنى وقتها واقفة فاتحة ذراعي لتسقط بين أحضاني, حينها فقط سنستطيع أن نكون سوياً

إلى اللقاء  

Saturday 6 July 2013

وقت أما فرقنا السكوت

مع مرور الوقت علاقتنا مع نفسنا, مع الناس اللى بنحبها أو حتى أصدقائنا بتفقد حدتها أو كثافتها, علاقتنا بكل حاجة بقت ضحلة جداً معما تعمقنا و قربنا, الأحاسيس نفسها مبقتش بنفس قوتها, كل حاجة بتفقد ملامحها مع الوقت, الحضن مبقاش دافي زي الأول, البوسة مبقالهاش طعم و معظم الناس بقى وجودها زى غيابها مهما كانت أهميتهم فى حياتنا, الفقد بقى أسلوب حياة, فى الوقت اللى إحنا بنفتقد فيه كل حاجة, و كل ما الأفتقاد يزيد كل ما الفقد يكتر, و كأنك كل ما تحتاج هتخسر, فتلجأ للزهد, و تبدأ كل حاجة كنت بتجري وراها تيجي لوحدها بس خلاص أنت مبقتش عايزها ولا بقيت عايز حاجة. مبقناش نتخانق و نزعق و نمسك فى حاجة أو حد, مش عارفة أن كان إستسلام أم إذعان, بنزهد عشان مش عايزين ولا عشان خايفين نعوز, مش فارقة كتير النتيجة واحدة, إننا مبقناش عايزين خلاص, أكتشفت إنهاردة إني مبقتش أمسك أو أخاف على أي حاجة, اللى ييجي ييجي و اللى يروح يروح, مبقتش أزعل حتى للدرجة إنى ألوم بيها حد على حاجة عملها أو معملهاش, علاقاتي بالناس بتنتهي فى هدوء, لا بلوم ولا بعاتب ولا بتخانق, مجرد سكوت, بنتكلم بس ساكتين, حتى علاقتي بنفسى بتتخللها فترات من السكوت و الفتور مش مع الناس بس. الحاجات مبقتش تخلص, بقت بتتلاشي و ملامحنا بتضيع فى الأثناء.