Saturday 2 November 2013

جفنُه علم الغزل

أكاد أجزم اني أشعر بالحنين يتسرب من مسام جلدي. يتخلص البشر من سمومهم على شكل ماء و ملح يخرج من مسامهم, أما أنا فسمومي يفوح منها عبق النوستالجيا. موجة إشتياق غريبة تجتاحنى. أشتاق لأبي و لصديقة طفولتي التي فضلت ألا أتصل بها و أطلب أن أراها لنحكي عما مررنا به خلال الأربع سنوات الأخيرة. أشتاق لأول شخص أعجبت به و أريد أن أبحث عنه لأسأله عن حاله. لأول حبيب حقيقي. لتلعثم أول قبلة و فراشات أول لمسة. لأول كسرة قلب التي تغير بعدها الحال. لثـاني كسرة قلب, التي لم تك بنفس القوة و لكنهم تشابهوا في نفس طعم المرارة. أريد أن أجمعهم كلهم في ضمة كبيرة و أقول كل ما لم يسمح لي الوقت بقوله, لأسامح بعضهم و أعاتب بعضهم و أطلب السماح من بقيتهم
أنا ممتنة لكل ما حدث قبل هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الحروف. لكل شخص ساعدني للوصول إلي هذه المرحلة سواء بضرر أو بنفع. لم أعد غاضبة أو ناقمة على الحياة, بالعكس, الهدوء التام يسري في دمي, لم أعد أتسائل لماذا يحدث معي هذا أو ذاك, بل صرت أتقبل ما يطرأ من تغييرات بنفس راضية أو غير مكترثة, لم أعد أسأل الرب أن يظهر لي نفسه أو يتجلى لي بأي شكل, ربما بمسحة على رأسي أو بنسمة باردة ينفخها في صدري المتأجج بتنهيدات لا أطلقها خارجه
لم أعد أرغب في أن أسأله كيف واتته القدرة أن يتركني و يرحل بهذه البساطة أو أسألها لم تختار الفراغ كل مرة و تفضله عني, لم أخسر أنا أمام أي شيء يوضع أمامها, أستسلمت أو أذعنت لأي شيء يحدث أو قد يحدث, لأني أعلم الآن أني قادرة على تخطي أي شيء, علمني هو ذلك, و أعلم أني قادرة على خسارة أي أحد, و هذا درس علمتني هي إياه و لم و لن أنساه, علمتني كيف تحب شخص و الا تريده مع ذلك. أن تجلس أمام شخص ما, كان يعني العالم لك, ولا تشعر بأنك تريد أن تمد ذراعيك و تحتضنه, أن تكون على وشك أن تموت من العطش, و لا تمد يدك لتشرب من ذلك الكوب المغري أمامك, لأنك تعرف أن كل ما به سموم, سموم تجرعتها بكل رضا فيما سبق, و لكنها سموم لا تروي عطش ولا حتى تقتل, هي فقط تؤلمك لدرجة تجعلك مستعد أن تلقي نفسك من فوق أعلى مبني تعرفه لتسقط في الجحيم مع نيتشه و آمي واينهاوس. لم أعد أريد أن أعرف لم يستمر كل من أحبهم في خذلاني بشكل مفرط, و ما يحيرني أكثر هو قلبي, الصلب كالحجارة و غض كوجنتي طفل في آن واحد. ففي نفس الوقت الذي أريد فيه إعتزال الحياة و أن أدفع مكل من حولي بعيداً , روحي مسالمة كعيون من أحرص ألا أكتب عنها هنا أو في أي مكان. كلما وجدت نفسي في حاجة إلى أن أكتب عنها أستعيض بالكتابة لها, دون أن أريها معظم ما أكتبه, لأني لا أريد أن أقترب أو أتورط أكثر من ذلك
خطى ثابتة نحو البنات الجميلات, اللائي لا حول لهن ولا قوة حين يقعن في غرام أحدهم, ذوات الشعر المجعد و الناعم, ذوات القلوب المحطمة و القلوب التي تتوق إلي أن تتحطم, من يعرفن قيمتهن منهن و من لا يعرفن, الناعمات كالموسيقى الكلاسيكية و تفوح منهن رائحة الشمبانيا و التوت البري, هن فقط و طبقاتهن و تغيراتهن المزاجية, يستطعن أن يخرجن مني كل ما بي من حُب, حب نقي عذري, لا يرى جسد بل يرى خلاله, يرى الروح التي يحتجزها ذاك الجسد الجميل, و هذا السبب الرئيسي في أني أخطو خطي ثابتة في نفس الوقت في الإتجاه المعاكس, نحوهم هُم, الصبيان الوسيمون, ذوي الطبقة الواحدة, الشفافون كالمياه, الأغبياء لأنهم دائماً يعتقدون بأنهم الأذكى, من يرون الجسد و يعانون في تعرية الروح, من يوقظون شياطين الشهوة بداخلي, من يحررون جسدي من روحه, و يسكتون الأصوات التي تتحدث داخل رأسي طوال الوقت بقُبلة تقطع حبل أفكاري, هم, من أحبهم بقدر ما أكرههم بالضبط

أما أنتِ يا عزيزة القلب,   لم أخبرك بأني أكره الكتابة عنك, لسبب بسيط, أن أي كاتب قادر على إبتذال أي شخص في حياته و تحويله إلي قصة من حبر و ورق, سطور و حروف تكتب  و تقرأ مرات عدة حتى تفقد معناها, أريد أن أحتفظ بقصتك على هيئة مشاعر و أفكار لا أقدر أن أشاركها معك بالرغم من أني أعلم بأنكِ تحبين أن أحكي لك كل شيء.
 كلكِ جميل و ليس فيكي عيبة. أنا واقعة في غرام كل تفصيل بسيط فيكِ, بدءاَ من رائحة عطرك الهاديء مثلك, حتى كل إيماءة صغيرة تبدر منكِ, إبتسامتك, اللمعة التي أراها في عينك حين تنظرين إليّ, العلامات التي تركتها الأحذية في قدمك على مر السنين, لمسة يدك, الطريقة التي تنتهزين فيها أي فرصة لتختبئي في حضوري و تقتربي, آاه على المرات التي تسرقين أنفاسي فيها بكلمة تقوليها أو بلفتة بسيطة منك
القلب قد أضناه عشق الجمال يا أجملهن, و الصدر قد ضاق بكل ما لا يقال, و لكني أعرف أنكِ تعرفينه بالرغم من إني لا أعلم تحديداً ما أريد أن أقوله لك, و لكنك تعرفينه بطريقة أو بأخرى, قُربك في المرة الأخيرة التي رأيتك فيها أثار الرهبة في نفسي, وجدت نفسي لوهلة عاجزة عن النطق و الحركة, و كأني أصبحت في حضرة الجميل المُحب للجمال. أردت أن ألملم كل كينونتي و أضعها في راحة يديكِ, أو أن أختبيء بين أصابعك, أردت أن أفتح يدك التي تحكمين قبضتها دائماً و كأنك على وشك دخول معركة لأتسرب بداخلها في هدوء, أردت أن أخبرك كم كنتِ جميلة و لكني أعلم أنكِ كالعادة لن تصدقينني, حتى لو حلفت لكِ, وحياة كونديرا, الذي يعرفني أكثر من نفسي, بأنك كنتِ أجمل من اللحن الذي غنى به علي الحجار, جفنه علم الغزل, و الذي يشعرني برغبة مفاجئة في السقوط على ركبتي و البكاء من نشوة جماله. سامحيني يا حبيبة, لو تعديت حدودي, و قُلت ما يخالف قانون المنطقة الغير المعرفة التي لا أنوي تعريفها معكِ, لأني لم أفيق بعد من التعريف الذي سبقك, و لكن إن حدث, و خرجت منه, فكل ما لدي لأقوله, هو, إن عشقنا فعُذرنا, أن في وجهنا نظر


Monday 28 October 2013

The Years, The Love, The Hours

I'll buy the flowers myself. I said, like Mrs. Dalloway. I left my tiny apartement, the one I always wanted, wooden floors, big library and jazz music playing constantly.
I go buy some books, the kind of books that pat on your back and tell you it's okay to be bad. it's okay to be evil. it's okay to be messed up. it's okay in general.
I will go read in the book i'm currently reading somewhere quiet. alone. loneliness has been drawing me like a magnet lately. I want to shake everyone off my back. I want to be alone. I need to be alone. I don't want to talk or discuss anything. I just want to sit there. Watch a movie or read a book .. or just sit. 
As my vocabulary expands, my will to talk seems to cease. I stopped replying to almost everyone I know. I don't pick up my phone. I mostly nod or smile whenever someone says anything to me. I am detaching from everyone I know, with no apparent reason. It's cruel walking away like that with no explanation. But I don't have the energy to explain anything, to anyone. 
I might go have lunch afterwards, alone. Just sit there, enjoyinga meal while gazing at strangers go on living, while I stopped. 
Life is not slipping away from me anymore, I am willingly letting it go now. With a smile. I don't want any connections with whosoever. I am growing more fragile by time and people don't get that I am not that goodd in keeping contact or being there for them. I know it is selfish of me to get into something the bailing on it and packing my things and run to something now and so on. But I can't help it. After a while they turn into a burden even if nothing changes, I just get tired and I just want to leave. I don't want to talk or listen. I always want to sit alone. read alone. eat alone. listen to some music. watch some movie and think about being with someone rather than being with them. 
Then go buy some flowers before going home, and go get a couple of wine bottles, one red and another white, and go home, cook a nice meal, and maybe make a cheese cake, and wait for one of my many sexual partners, a married guy who is so sad with his wife and finds comfort in my arms, a girl who doesn't love herself, and thinks she only feels it in the way i touch her and a guy, who is desperately in love with a girl who doesn't love him back. I keep thinking if I keep on giving parts of me to strangers, I might disappear one day. Without any pain. I will vanish into others. I will still live, but they will have to carry the burden of my existing. I don't know.

*********

I always imagine my suicide scene will have this as a soundtrack; And anytime you feel the pain, Hey jude refrain.


http://www.youtube.com/watch?v=CfTrthOpKCA


و في سياق آخر, حطتني الدنيا قدام أول واحد حبيته و حبني في حياتي, ونا عندي 14 سنة, محمود, أكتشفنا إننا عرفنا بعض من عشر سنين, أتخرج هو, من نفس الكلية اللي دخلناها سوا لأن أنا أقنعته بيها بعد ما كان عايز يبقى هو مهندس, أتخرج و خطب واحدة زميلته أول السنة. أتخضيت, حسيتنا ايه ده, سألته, هو إحنا كبرنا أوي يا حودا كده و بقيت كبير و بتخطب, قاللي لأ, كل ما بكلمك بنرجع عيال تاني, المهم إطمنت عليه شويه, و كان كلامه حنين و طيب زيه, بس المرادي كان ع القد, بما إن بقى فيه واحدة ممكن تضايق من وجودي, واحدة متأكده أنه حاكيلها عني, بعد ما خلصنا كلام, وقفت و قولت يااه, مش لو مكنتيش سبتيه يا دينا كان زمانك معاه دلوقتي, خطيبته بقالك سنة و حبيبته من عشر سنين, بس رديت على نفسي, و قولت لو مكنتيش سبتيه زمان, كنتي هتتجوزيه خمس ست سنين و يصحى يوم ميلاقكيش. هو عادي و طبيعي بدرجة مريحة, و أنا العكس, بس فرحتله, عشان هو يستاهل يفرح, و يااه, عشر سنين بجد! مش عارفة

NA NA NA NANANANA HEY JUDE
NA NA NA NANANANA HEY JUDE  
NA NA NA NANANANA HEY JUDE 
NA NA NA NANANANA HEY JUDE   

Friday 25 October 2013

قليلاً من الدفء و كثيراً من الغدر

قليل من الدفء و الكثير من قبلات تُطبع على راحة يدي كافيان لبعث الطمأنينة في قلب صدأ. قُبلة فرنسية تصيبني بدوار مثل ذاك الذي يصيب صائم يتناول سيجارته الأولى بعد غروب الشمس. ريق عذب بطعم البيرة و خيبة الأمل, و شهوة تخترق رائحتها أنف أشتاقت لرائحة القهوة الصباحية معك بعد ليلة حُب طويلة. كم أشتقت إليك يا حُب, لعطرك الذي كان يطاردني في أجساد من عرفتهم بعدك, لتفاصيلك التي كانت تلتهمني في ليالي أكتوبر و أيامه و هي تفتح أبواب الحنين و أقف هشة أمام جارف من الذكريات و الوعود. مرت سنوات و بقيت عاجزة عن نسيانك, أو بمعنى اصح, نسيان ما كان بيننا. أبحثت عني مثلما بحثت عنك في وجوه العابرين و محطمي قلوب المراهقات؟ أبكيتني مثلما بكيتك في أحضان غرباء ألقيت نفسك فيها هرباً من ذكرياتنا؟ هل تشعر بقلبك ينكمش داخل قفص صدري, كانت تسكنه الورود و بات كهف لخفافيش و رغبات مكبوتة, كلما مررت بمكان قبلتنا الأولى؟ هل تذكر قبلتنا الأولى و لا زالت عيناك تلمع حين تتحدث عنها؟ هل لازلت تتحدث عنها بالأساس؟ لا يهم كل هذا حالياً, فأنت هنا الآن و سنعوض كل الوقت الذي ضاع منا, ستمحو اثار الزمن عن جسدي بقبلاتك التي ستنثرها على جسدي مثلما تنثر الملائكة الخير في العالم, ستقبلني قُبلة عن كل يوم غبته, بدءاً من أصابع قدمي التي أكرهها حتى جبيني. لقد غبت عني حوالي تسعمائة و ثلاثون قُبلة.  لن أتخلى عن أيهم. أطبع قبلات علي يدي. و جبيني. و رقبتي. بل أكثر من القبلات علي رقبتي. فقد كان حنينها إليك أقسي من باقي أجزائي. كانت نسمة صيفية هادئة محملة بعطرك من بلاد الغياب كافية لإشعال النيران في خلايا جلدها. قبلها يا حبيبي. قل لها أنك هنا. أعد إليها الإحساس. قبلها بعنف. أترك أثارك عليها. أريد شيئاً مرئي أواجهها به في الصباح و أنا أغسل أسناني أمام المرآة التي واجهتني بوحدتى من بعدك ليال طويلة

أنا مستسلمة لك. أفعل بي ما تشاء. تسعمائة و ثلاثون يوم من التعب. من الإرهاق الذي لا يزول. أريدك. أريدك. أريدك. أشتقت إليك. لوجودك الملموس. لرائحة جسدك. للحرارة التي تنبعث منك حين تقترب مني فتُحِدْ من رائحة عطرك فيغمرني حضورك. للشعيرات القليلة التي تتناثر بلا مبالاة على صدرك. لشفتاك المكتنزتان و هي تلتهم شفتاي. قبلني يا حبيبي. ذكرني كيف كنت أتنفس قبل رحيلك. علمني كيف أخرج مني زفير كتمته لأنه كان آخر ما تنفسته فيّ في آخر لقاء لنا الذي لم أكن أتوقع أبدأً أنه سيكون آخر مرة أشعر بأصابعك الدقيقة تداعب بشرتي التي تعشق نعومتها. مستسلمة ليديك و هم يحكمان قبضتهما على معصمي, ذراعاي فوق رأسي. ظهري للحائط. جلدك يلامس جلدي. أتنفس زفيرك. عيناك تخترقاني مثلما تفعل دائماً.  أنت وحدك. أو ربما أنا أخلع عني كل أقنعتي أمامك فقط لأتحول مرة أخرى لصغيرة, كبرت على يدك. نسيت كل ما تعلمته خلال تسعمائة و ثلاثون يوماً. لا تريد سواك. و لا تعرف أي شيء سوى حروف أسمك و كلمة " حاضر " كما علمتها. طفلة. عارية. خاوية. غبية. طفلة كنت أنت كل مسلمات حياتها. لتسعمائة و ثلاثون يوم, دنستها بصمات أصابعك على جسدها. طاردتها. دفعتها إلى أحضان آخرون علهم يمسحون أثارك من عليها. دفعتها إلى أحضان من تعتقده صديقك الأقرب, تركته يأخذ مثلما أخذت منها حتى يضحك بينه و بين نفسه كلما رآك لأنه رأى صديقتك السابقة عارية و ذهب حيث ذهبت أنت. نعم إنتقام أبله, لأنها عرفت على يده لأول مرة معنى أن يشتهي أحد جسدها فقط, ألا يكترث لأمرها, أنت تنظر في عينيه فتجد شهوة خالصة خالية من أي حب. لأول مرة شعرت بمعني أن تكون رخيصة, أداة تُستعمل و تُستهلك ثم تترك بكل سهولة. مثلما فعلت أنت. و كونك فعلت هذا بكل حُب و هو فعله بكل شهوة يجعل ذنبك أشد قبحاً. ذاك اليوم أنزلقت صغيرتك في هوة الإنحدار و تلقفتها ذراعي ذاك الشهواني المتزوج الذي أخذ ما أخذه منها في سيارة مركونة بإحدى الشوارع الجانبية و ذلك الصديق الذي يحبها فقط وقتما يحب أن يستعرض أمام أصدقائه التافهين صاحبته الجميلة. و أسوأ من ذلك بكثير, و هي مستسلمة تماماً, تتابع سقوطها كشخص آخر, شخص عاجز,  شخص توقف عقارب حياته يوم رحلت أنت

 أراهن أنك لا تعرف كم مغري السقوط,  جاذبية الإنحدار التي لا تقاوم, حرية أن تكون قذر, رخيص, بلا أخلاق, بلا مبادىء, حر من أي طموح أو مستقبل. لا أعتقد أنك ستفهم إلى أين ذهب بها كل هذا, ولا أعتقد أنك توقفت للحظة لتفكر في عواقب رحيلك, لتفكر عن كم الأذى المتوقع أن يلحق بصغيرتك التي ضيقت مساحتها, حتى لا يكون لها أي شخص غيرك إثر رحيلك الغير مبرر, أعلم أن كل هذا لم يمر على عقلك المحدود الذي لم و لن يحتوي لا نهائيتي, فأنت لا تفكر سوى في نفسك. أفيق من غيبوبة أفكاري و أفتح عيناي لأجدك, تنظر إلي بكل حًب, و تقبلني كما طلبت منك, و تعد بصوت مسموع, مائتان  واحد و أربعون, تعض أذني اليمني و تهمس لي أنك تشعر بأنك بعثت للحياة من جديد, بين فخذاي, و كأني ولدتك من جديد, تقول لي أنني أمك, و أختك, و حبيبتك و كل ما تبقى لك من هذه الدنيا, تعتذر و تعتذر و تعتذر و تهمس شيئاً عن الظروف و إنك أضطررت, و شيئاً آخر عن إنك لن تتركني أبداً و أنك تغفر لي كل تغيراتي أثناء غيابك, تغفر لي لون شعري الجديد الذي تكرهه, و طريقة كلامي البذيئة أمام الناس, و التي يجب أن تكون بيني و بينك فقط, تحب بذائتي في أحضانك و لكن ليس من الضروري أن يعرفها الناس, و بالطبع سأقلع عن التدخين, و سأتوقف عن إرتداء الفساتين القصيرة ذات الورود التي أحبها, و سأتوقف عن و عن و عن و عن,,

 صوت جيتار يتبعه رشيد طه و هو يغني فُقت فُقت

صغيرة تدفع مغفل محدود خارجها

  حرفياً و معنويا

  ترتدي فستان يصل إلى ركبتها منقوش بورود ربيعية و تحرر شعرها من ذيل الحصان
( الطريقة التي كان يحبها أن تصفف شعرها بها)

  
ترحل عنه دون رجعة

دون أن تقول كلمة

تتناسي سروالها الداخلي في شقته

لأنها أرادت أن تترك له جزء من كبتها

و لأنها, في أعماقها, كانت تريد أن تُقبل 

نسمات الحرية

بشفتيها السفليتين


تمت


Tuesday 22 October 2013

رسالة إلى كاتب مجهول


عزيزي

لا أعلم لم أكتب هذا الخطاب و لكنني كنت عاجزة عن الكتابة لفترة ليست بـوجيزة و لسبب ما شعرت أنني في حاجة لأكتب إليك. أود أن أسألك عن حالك و عن جديدك و لكني لا أعرف قديمك و لست في حالة تسمح لي لأهتم بالسؤال عنه. أنا مرهقة, كانت ليلتي طويلة, قضيتها في قراءة قليلاً من كتاباتك و تدخين ما تبقى من علبة سجائر بالمنتول أحتفظ بها لليال خريفية مثل هذه حين يأتي الحنين على ما تبقى مني.  أمضيت الكثير من وقتي مؤخراً و أنا أقرأ عن أناييس نين, لسبب ما أشعر بأنها تكتبني, فأنا و هي تجرعنا من نفس الكأس المليئة بالشغف اللا محدود, شيء خفي يدفعنا لطلب المزيد, ليس هناك ما يشبع جوعنا للحياة, و ربما هذا سبب كتابتي لك, فبعد أن قرأت لك, ذكرتني كثيراً بعشيقها الشهير, هنري ميلر, فأنت وقح مثله في تعبيراتك و وصفك , تجرد الجنس من أي خجل أو حياء, و تنعت أعضاء شخصياتك الحميمة بأقذر المسميات, تتعدى كل حد أو تابو وضعه المجتمع بخطى واثقة دون أدنى اكتراث. لا تسيء فهمي, فأنا لا أسرد عليك كل هذا كـعيوب, بل أوضح سبب تشبيهي لك به

هنري ميلر, إن كنت لا تعرفه, هو من أخذ بـيد أناييس نين و عبر بها كل الحدود الجنسية, هو من أضرم بها نيران الحياة, قبله كانت طفلة خجولة, فقد ذكر في إحدى كتاباته أنه هو من جعلها إمرأة, و أوافقه في ذلك, فكلما قرأت  لها قبله تأكدت من تأثيره عليها, و أنت يا عزيزي, هنري ميلر الخاص بي على هذه الصفحة, اليوم و الآن, على هذه الصفحة سأتحول إلي إمرأة جديدة علي يديك. ستحرر ذلك الجزء التي ربتني أمي و مجتمعي على كبته, ستحررني مني و من حدودي, سنصنع آلة سفر عبر الزمن إثر التحام جسدينا, ستأخذنا إلى زقاق مظلم خلف البار الذي غنت فيه بيلي هوليداي عن الحب الذي لم تعرفه يوماً قبل شهرتها, ستمارس الجنس معي على نغمات الجاز المفضلة لي و قبلاتك التي تفوح منها رائحة الويسكي و كل النساء التي كنت معهم قبلي, سأمانع في البداية و لكنك ستلفظ نفس الجملة التي تلاها هنري ميلر على مسامع أناييس حين أراد أن يمارس معها الجنس بأحدى أزقة باريس و حين مانعت قال لها
"Let me undress you, vulgarize you a bit"
و لكنك ستقولها لي بلغة فاحشة أخجل أن أذكرها هنا, و سأتركك تفعل ما تشاء بي لأني أردت هذا لمدة طويلة, أردت شخصاً أن يسحبني خارج دائرتي و يجردني من كل شيء, بداية بملابسي وصولاً إلى شخصيتي الإزدواجية التي ترفض أن أكون سعيدة بأي شيء. أنا لست بائسة يا حبيبي, و لكني غير راضية بشكل عام, فأنا أريد كل شيء, نصفي يريد المنزل, و الزوج المحترم ذو الدخل الثابت و السيارة و طفلان, أأمل أن يكون احداهم بنت, أريد أن أطبخ و أصنع أطباق المعكرونة و التشيز كيك ليتناولها زوجي و أصدقائه في تجمعهم الإسبوعي بمنزلنا, يريد الحياة الهادئة المستقرة, و نصفي الآخر يمقت هذه المرأة و حياتها, و ينظر لها شذراً حين يقابلها عند الكوافير و هي محتارة عم تفعل لتصير أحلى في عين زوجها الذي يمارس معها الجنس مرة كل إسبوع في نفس الوضع لمدة نصف ساعة ثم يحتضنها و يقول لها أنه يحبها قبل أن يغط في النوم حتى لا تشك أنه يخونها أو فقد إهتمامه بها. نصف آخر يريد الحرية و الفرص التي ليس لها حد, نصف لا يريد أن يملك أحداً و لا أن يملكه أحد, نصف يريد السهر حتى الصباح و تدخين الحشيشة في الشرفة على أنغام إيديث بياف و هو يقرأ ديوان جمال كافر للشاعر - مهندس العالم حقاً - عماد أبو صالح للمرة الخمسين. جزء يريد أن يرقص معك في إحدي البارات و يشعر بيدك تجتاح كل أجزاءه المحرمة على نغمات الترانس قبل أن يسحبك إلى أقرب حمام و يطلب منك أن تمتلكه للساعة القادمة و تفعل به ما شئت, سأرفع رايات صديرتي البيضاء و أستسلم ليديك التي تعبث بكل أجزائي. سأفيق من نشوة هذا اللقاء, لأجدنا على إحدى شواطيء نويبع, عراة, لأنه على حد قولك, لا وقت لدينا لنضيعه, أسألك لم لا نستطيع أن نبقى هنا للأبد, نأكل النجوم و نشرب مياه شهوتنا, لا ترد و تكتفي بأن تغوص بوجهك بين فخذي, نعم, أعرف ما تكتبه بلسانك على شفتاي السفلتين, هذا اقتباسي المفضل لميلان كونديرا, فقط هو يفعل بي هذا, فقط هو يحول صرخاتي إلي كونشيرتو الهارب و الفلوت الخاص بموتسارت, نعم, هو
لا أدري كم مر من الوقت و لكني أنبهك بأننا تأخرنا على ميعادنا مع موراكامي و قطه المتكلم الذي يفزع من صديقنا الثالث, جوني واكر, ولا يريد أن يغفر له محاولته لأخذ روحه ليصنع منها بوق الخلود, و تنتقم أنت للقط كل مرة من عدوه واكر و أنت تشير إلى شفتاي السفليتين و أنت تقول أنك وجدت بوق الخلود الخاص بك في الحين الذي فشل هو في ذلك. ستقرر أن نتخلف عن ميعادنا معه لأنك تريد أن "نلف سيجارتين" و تحكي لي عن أن أول ذكرى لك كانت و عمرك لا يزال سنتان عن أمرأتان لا تستطيع أن تتذكر ملامحهن مهما حاولت يقبلان بعضعن بشغف لم تر مثيل له, ولا تستطيع أن تفهم كيف أنك تتذكر ذلك, سأخبرك عن تلك المرأة التي كان أبي يخون أمي معها و لكني لم أنطق بكلمة عن الموضوع رغم صغري حتى لا أفتعل مشكلة كبيرة, سأخبرك, حين تبدأ في النوم, أنه ربما, في عالم موازي, كان نصفي الآخر, الرتيب, سيرغب فيك أيضاً, لتكون أنت الزوج الذي أطبخ له طبقه المفضل في الثانية صباحاً, عارية, لأشاركه في حمام دافيء, نسافر فيه في رحلة غرام أخري, قبل أن نتناول ما طبخت على السرير أمام فيلمك المفضل, سأخبرك بكل شيء أحتفظت به لنفسي لوقت طويل, ستكون أنت الأب الإعترافي الخاص بي في هذه اللحظة و سأطلب منك أن تمحو عني آثامي لأقوم من بين ذراعيك, جديدة, طاهرة, بريئة كما ولدتني أمي. سأحكي كل شيء, و ستسامحني على كل شيء, و خصوصاُ حقيقة أنك تعرف أنك ستستيقظ في الصباح لتجدني تركتك و رحلت

مودتي الوقتية   

Saturday 31 August 2013

مكتبة كبيرة/ حوض أستحمام لطيف/ ظل أباجورة على سقف الغرفة

لم يعد للكلام معنى, لم يعد للصمت معنى. ولا راحة لي بينهم. كلما أنفرجت شفتاي لتتحدث عما بداخلي أعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة و في نفس الوقت صمتي يؤذيني. أنا عدوتي اللدودة. أنا أكثر شخص يستطيع إيذائي ولا يرحمني. أشعر بجميع أجزاء جسدي تتمرد علي. صمت مريب في رأسي يرفض أن يحدثني عما بي, فم لا ينبذ ببنت شفة حتى يشرح للآخرين عما أشعر تجاههم. حتى ذريتي التي لم يكتب لها أن تأتي إلى الحياة, ترفض أن تنسل مني في ميعادها الشهري. و كأن جسدي قرر أن يثور علي, قرر أن يحتفظ بكل سمومه لنفسه. يرفض أن يترك أي شيء يخرج مني, ربما لأنه يعلم أنه إذا تركني سأقطعه قطع و أوزعه على الغرباء الذين بيتسمون إليّ في الشارع من دون مناسبة, قطعة لسائق التاكسي اللطيف الذي لم يتصرف معي بفظاظة, و قطعة لذاك الشاب الذي لم يتحرش بي حين مررت به, و قطعة آخرى لقلب شعرت بأساه و لم أستطع فعل أي شيء له سوى أن أعطيه ما تبقى مني. كلما زادت مفرداتي كلما قلت قدرتي عن التعبير, كلما زاد حبي لشخص ما زادت كراهيتي له في نفس الوقت. أكتشفت أنني أحب الجميع و أكرههم بشكل متساوي, مما يعني أنني حقاً لا أشعر بأي شيء تجاه أي شخص. أو بمعنى أصح أسباب حبي لهم تقابلها أسباب كثيرة لكرههم, أو لنكون دقيقين المصطلح هنا هو عدم حبهم و ليس الكره, فأنا لست بالقوة التي يتطلبها الكره. صرت متأهبة للخسارة في أي ساعة. دورة حياة أي شخص معي واحدة, يأتي شخص جديد ليوعد بأشياء كثيرة لا ينوي تنفيذها, التوقعات, خيبات الأمل, البكاء خلف باب الحمام المغلق, نظرات مشحونة التوتر بين عينان تجتاحها الشعيرات الدموية إثر البكاء و شفرة, صوت العقل يعلو و يقول أنا هنا, أنا سأظل معك, أرجوكِ لا تؤذيني, السقوط على أرض الحمام في نوبة بكاء هيستيري, ثم الهدوء التام و الرجوع للحالة الطبيعية بعد تلف قطعة جديدة من القلب
العلاج النفسي بشراء الكتب, قصص مضمونة نهايتها سواء كانت حزينة أو سعيدة نهايتها واحدة, لن تستيقظ يوماً لتجد روايتك المفضلة قررت ترك مكتبتك لمكتبة أخرى لسيت هيستيرية أو درامية مثل مكتبتك, لن تخبىء سطورها عنك و ترفض أن تقول ما بها و لن تمل منك مهما قرأتها. الكتب طيبة و ستتقبل حبي للتملك بصدر رحب. نعم, سأوفر طاقاتي المهدورة على البشر و أستهلكها في إحدى روايات كونديرا أو تولستوي. سأطرد جميع من أحب من حياتي و أستبدلهم بشخصيات رواياتي المفضلة. سأستبدل قصة حبي التي دامت أربع سنوات و فشلت لأسباب خارجة عن إرادتي بتسعمائة صفحة و يزيد كتبهم تولستوي عن أنا كارنينا, أما صديقتي المفضلة سيحل محلها مذكرات أنايس نين علها تتعلم أنها لا تستطيع أن تنقذ الناس من أنفسهم سوى بالحُب. أن تحبهم محبة غير مشروطة. سأشبع رغباتي الجنسية بتخيلات أضاجع فيها ميلان كونديرا و أوعده أن أحتفظ بعلاقتنا كـسر ثم سأكتب عنها رواية ستتصدر قائمات الكتب الأكثر مبيعاً و سيسامحني لأنه يعلم أنني كـسابينا, أخون و أكذب و أرحل عن من أحب في محاولة مني للوصول للخفة الغير المحتملة لأن عظامي تحطمت مراراً تحت ثقل قلبي كـتيريزا. نعم, مكتبة عملاقة هي ما أحتاج
   
حوض أستحمام يبدو كفكرة جيدة أيضاً. لطالما كان حوض الإستحمام أو المياه بشكل عام هي أول ما الجأ إليه حين أشعر بالوحدة, أستلقي في حوض الأستحمام لتحتضني المياه و تحاوطني من كل إتجاه لتقول لي: لستِ وحدك. أو قطرات مياه تتساقط من الدش لتطبع قبلات حانية علي ظهري و أكتافي لتعوضني عن إشتياقي لحب مضى أو لم يأتي بعد, لا أتذكر. 

زجاجة خمر, لا أذكر نوعها و سيجارة بالنعناع و كتاب لـهاروكي موراكامي يحكي لي عن قطط تتحدث و تخشى جوني واكر لأنه يقطع رؤوسهم و يسرق أرواحهم لصناعة بوق ما, أشعر بالخدر يسري في أعصابي, يسفط الكوب من يدي, حرق في يدي أرجح أنه بسبب السيجارة التي تطفو الآن في حوض الإستحمام معي و صوت كاميليا جبران و هي تسأل أين تنتهي الظلمات و أين يبدأ النور, السؤال الذي نبهني أن أفتح عيني لأجد المياه تغطيني و رئتاي أمتلئت غرق

شهيق غاضب و زفير مخيب للآمال

 إدمان الألم بشكل العام لأنه أصبح الشيء الوحيد الذي يذكرني أنني على قيد الحياة

جسد مليء بالأسي, قلب مليء بالحب و روح مهترئة. لا أستطيع أن أتنفس بملىء رئتاي, شيء ما يمنعني. ركن غرفة أنزوي فيه في الظلام محدقة بدائرة على السقف يخلقها ظل أباجورة جلبتها صديقة لي.أشعر بأن تلك الدائرة هي المكان الوحيد الذي يقبل بي. فيها أكسرني لأعيد ترتيبي لأصير أقوى 

كوب قهوة أنسكب نصفه على ما تبقى منك فيّ. أكره مرارة القهوة و لكن شكل حبوبها أنيق, أتذكر أن حمالة الصدر السوداء التي ألبسها رغم أنها تؤلمني لأنها تجعل شكل ثديي أجمل تحت الملابس, و علامة على كل قدم إثر أرتداء أحذية غير مريحة لنصير أجمل في عيون رجال يسخرون من طموحنا
 
فيروز تغني: صباح و مسا, شي ما بينتسي, تركت الحُب و أخدت الأسى في بيت الدين

أنتهى

Sunday 14 July 2013

أخر رسالة قبل السقوط فى هوة الجحيم

  عزيزي
أكتب إليك خطابي الأخير بعدما تركتك و ذهبت, أعتبره رسالة شكر أو اعتذار او ما تراه مناسباً. لقد طفح الكيل يا حبيبي وكنت قد قررت أن أقفز في بئر التخلي بعد أن علقت أحجار تمردي فى رقبتي حتى أن أضمن أنى لن أطفو بعد الآن, أردت أن أملأ رئتاي بالخواء و أن أترك المياه تشوه جلدي و ما نُقش عليه من عادات و تقاليد , أعذرني يا حُب فأنت أخر ما يربطني بالسماء و كان لابد من قطع تلك الحلقة لأسقط مع بني جنسي من أسفل سافلين
 كنت متشوقة للقائهم, أستقبلوني بعد ما أعلنوا موتي بسبع أيام, و ما كان هذا بموت بل هو ميلاد جديد, ميلاد حر من كل ما أكره من تابوهات و فرائض, عالم جديد يحكمه من هم مثلي, نتجول عراة لنحارب الرأسمالية و نبث أغاني موتزارت خمس مرات يومياً لننبه ساكني الجحيم أنه حان وقت ممارسة الحب, فيتركون ما بيدهم و يركضون نحو المساجد و الكنائس و المعابد ليعيدوا اكتشاف انسانيتهم وقتما تعلو أصداء أصوات وصولهم للذروة و تتخلل صوت الآذان و الجرس. لا تستغرب يا عزيزي فـ هنا الجنس ليس بالشىء الكريه كما يعلموك في أرضك الزائفة, الجنس هنا صلاة, الجنس هنا تعبد, هو هنا حق مثل الطعام و الشراب عندكم. أما هنا نحن نكتفي بأكل سطور من روايات ميلان كونديرا و أشعار إميل سيوران و نشرب كلاسيكيات بيتهوفن و تشوبين محاولين أن نتفادي الأخطاء التى أقترفها جنسكم. يحاولون هنا جاهدين أن يركزوا على تطهر الأرواح عن طريق الخطيئة, فكل ما كان خطيئة عندك هو فضيلة هنا, و لذلك أحتل مكانة كبيرة هنا, فأنت تعرف ميلي للخطيئة بدون الشعور بأدني ذنب, تجولت عارية وقتما جئت لأكون تفاحة أدم في الجحيم, يشتهوني و أنا محرمة عليهم, يتقربون إليً بشتي الطرق لعلي أرضي عنهم و أعطيهم مما يشتهون و لكني أمتنع, ليس لأني أعتقد أنى أفضل منهم, العكس تماما يا عزيزي, فبعد ما قطعت كلما يربطني بك قطعت علاقتي بكل أحلام الفتاة الفاضلة التى  كانت تحبك لأحرر العاهرة التى بداخلى, التى تريد أن تستهلك جسدها التى طالما حافظت عليه من أجلك و أجل حمل ذريتك الصالحة, تريد الآن أن تعبث في جسدها الآيادي, خصوصاً أحقرها و أقذرها, أريد أن أتحرر من فضيلتك و أكسر قيود نقاءك, أريد السواد و العار, أريد أن  أتخلص من حريتك المزيفة , أعلم أن الخضوع التام و الإنكسار هو ما سيجعلنى حرة في نهاية الأمر, سأتسكع في الشوارع الجانبية المظلمة لأضاجع هذا و ذاك, لأمنحهم ما منعته عنك لسنوات من دون مقابل, سأستمتع بالجنس معهم رغم برودي معك, و بعد تسع أشهر سأجلب أبن الحب الغير الشرعي و الكآبة لهذا العالم و أكذب و أقول أنه يسوع آخر, حملت به و أنا عذارء ليمجده الناس و يكون ولد صالح و يثبت صحة مثل يخلق الصالح من الطالح التى كانت تردده امي كلما رأت بنت جارتنا اتشق طريقها لصلاة التراويح و أمها تمارس خدماتها بضمير في شارع جامعة الدول العربية, و ربما تواتيني الجرأة هنا أن أقطع شريان معصمي مثلما أردت كثيراً و لكن إيماني بنفسي و بمستقبل أفضل منعوني
أريدك أن تعلم يا عزيزي أنى حاولت, حقاً حاولت من أجلك و من أجلى, و لكن الحفرة السوداء التى بداخلى كانت تبلعني أكثر و أكثر يوماً بعد يوم, و كان لابد أن أقفز فيها وحدي لأفديك حتى لا أسحبك معي إليها. حسناً أنا أكذب, أنا لا أكترث إذا أبتلعتك أو حتى ألتهمتك, كل ما في الأمر, أني أردت الإستسلام للسواد, أردت ان أغمض عيني و أسقط بمنتهى ارادتي, أسقط حتى أرتطم بسابع أرض حتى لا يتبقي فيً عظمة غير مهشمة, حتى لا يبقي فيً ما هو قابل للكسر, حينها فقط أكون في أمان من خيبات الأمل و كسرة القلب. أعلم أنها أنانية مني لأتركك تتعرض لما سقطت أنا حتى أتجنب, و لكن فاض الكيل يا حبيبي, أما أنت فأريدك أن تنتبه لحالك, حتى يُكسر قلبك بالقدر الكافي لتكون مستعد للسقوط و ستجدنى وقتها واقفة فاتحة ذراعي لتسقط بين أحضاني, حينها فقط سنستطيع أن نكون سوياً

إلى اللقاء  

Saturday 6 July 2013

وقت أما فرقنا السكوت

مع مرور الوقت علاقتنا مع نفسنا, مع الناس اللى بنحبها أو حتى أصدقائنا بتفقد حدتها أو كثافتها, علاقتنا بكل حاجة بقت ضحلة جداً معما تعمقنا و قربنا, الأحاسيس نفسها مبقتش بنفس قوتها, كل حاجة بتفقد ملامحها مع الوقت, الحضن مبقاش دافي زي الأول, البوسة مبقالهاش طعم و معظم الناس بقى وجودها زى غيابها مهما كانت أهميتهم فى حياتنا, الفقد بقى أسلوب حياة, فى الوقت اللى إحنا بنفتقد فيه كل حاجة, و كل ما الأفتقاد يزيد كل ما الفقد يكتر, و كأنك كل ما تحتاج هتخسر, فتلجأ للزهد, و تبدأ كل حاجة كنت بتجري وراها تيجي لوحدها بس خلاص أنت مبقتش عايزها ولا بقيت عايز حاجة. مبقناش نتخانق و نزعق و نمسك فى حاجة أو حد, مش عارفة أن كان إستسلام أم إذعان, بنزهد عشان مش عايزين ولا عشان خايفين نعوز, مش فارقة كتير النتيجة واحدة, إننا مبقناش عايزين خلاص, أكتشفت إنهاردة إني مبقتش أمسك أو أخاف على أي حاجة, اللى ييجي ييجي و اللى يروح يروح, مبقتش أزعل حتى للدرجة إنى ألوم بيها حد على حاجة عملها أو معملهاش, علاقاتي بالناس بتنتهي فى هدوء, لا بلوم ولا بعاتب ولا بتخانق, مجرد سكوت, بنتكلم بس ساكتين, حتى علاقتي بنفسى بتتخللها فترات من السكوت و الفتور مش مع الناس بس. الحاجات مبقتش تخلص, بقت بتتلاشي و ملامحنا بتضيع فى الأثناء.

Sunday 16 June 2013

For You.

If I talk real slowly, if I try real hard, to make my point dear, that you have my heart. So here I go, I'll tell you what you already know;

I love you, now and forever, and since the day my heart knew what love is,
not just since eighty-two days ago,
Most of the times I'm mad at myself because it took me almost twenty three years to find you,
And I wonder, What if,
What If I met you before you met them, those who left permenant scars on your beautiful little heart, those who let you down and pushed away when you opened your arms with love,
it would have saved you a lot of the heartache you went through, Although I know for a fact that this glow of sadness in your eyes only made you prettier,
I'm Sorry dear, I'm sorry for it took me so long to find you, but I promise I'll make it up for you,
For eighty-two times, I apologize for all what happened before I come along,
For eighty-two times, I apologize for what might happen from me, in advance,
For eighty-two times, I will kiss the middle left of your chest, hoping if I believed and wished hard enough, those kisses will find their way to that beating organ that thinks of quitting its job eighty-two times a day,
For eighty-two nights, I'll hug you to sleep and be your dream catcher to bring only happy thoughts to your subconscious,
For eighty-two times, I want to tell you that,

All I know is that you are so nice, you are the nicest thing I've seen;

You are the cutest thing I've seen,
You are the kindest heart I've came across,
You the purest soul that touched me from day one,
Make me your mirror, and I promise you that I'll do my best to not be like your previous mirrors,
I will do my best so I won't break and make you cut yourself while your are trying to put the shatters of me and you together,
I promise that I'll do my best so I'd only reflect beauty, and inner peace,
Make a home out of my heart, so whenever you break down, you will feel how it clenches in my chest and aches for your own wounds,
I want you to be inside of it when it clenches with ache, so it'd give you one heart warming - literally- hug and protect you from whatever is upsetting you,
Then you can take a walk in my chest, so whenever you see your reflection printed in all the dusty corners of my soul, and scream ugly, it will echo back and say, Beauty, you have always been beauty,
And when you finally decide to let your guard down in my presence, my immune system will build up walks of love and acceptance around you, that will defend you - even against me - in the case of any harm,
I want you later to find your way to my mind -as you smell find it's way always to my nostrils- since the thought of you occupies it already,
I want you to know how it constantly thinks about you,
How it constantly cares about you,
How it constantly will pick you over my desires at any time,
How it will always hold on to you when you want to let go just because you are scared,
How it will make me stay, whenever I want to run the other way because I want you so bad and I know that I don't deserve to want you,
All I ask of you darling, in case I broke down once, and tried to go,
Please,

Speak as I try to leave cause we both know what we'll choose, if you pull then I'll push too deep and I'll fall right back to you.

I will always fall right back to you.
                 willingly
                              vulnerably
                                               and pridelessly.
                                         



Friday 7 June 2013

The damaged loves the damaged.

I Don’t know what blood type I’m, but my mother has always guessed I’d be an A,
Since she and my father carry this blood type and I carry their gene,
But deep down I am kind of convinced that my Blood Type is O, or at least the blood type of the blood in my heart is O,
And for those who are not familiar with blood types, O is called the universal donor, because it can donate blood to anyone but only takes from an O,
Frankly I don’t think that anything can describe me better than this,
I am a walking talking O, a giver by nature , I have nothing yet I have so much to give,
I blame it on my pathological need to form an intimate relationship with anyone who is in an emotional mess,
The damaged loves the damaged they say, and I am beyond repair,
So I go ahead and embrace others pains, and bleed through their wounds, hug their insecurities away,
This constant urge to give pieces of me to every frowning stranger that passes by,
I take bus rides and stare at strangers faces’ wandering what keeps them up at night and what weighs their hearts down,
I am pathetically in love with humans, I believe in the kindness of strangers and see potential in some people that they don’t even see in themselves,
I believe that a warm hug can save humanity, and a passionate kiss can turn all the wrongs right,
And yes, I believe in true love and happy endings still although everything around me says otherwise,
The same old dilemma of those who love you are never those you love is the story of my love,
As an O kind of person, O gives everyone but can only receive from an O,
So the only people I kind of fall for or want them to give me are who are as emotionally crippled I am,
Unlike attracts and alike repel, they told us in our first physics class, but they never told me what to do when you only get attached to those who are just like you,
Let me tell you what they didn’t tell you in that physics class, They will come along and give you tingles and butterflies but then freak out and step away just like you did with that person who wasn’t an O,
Karma strikes right at your heart, giving the opportunity for you abandonment issues to grow a little bit more, for your trust issues to come between you and between the next person who will come along,
Things that has the potential to work scares me, because I know everything ends, and some days I’m too scared to put my heart out there one more time, for one more break, but then I remember Rumi’s quote, “ the wound is the place where light enters you “ ,
So I jump one more time, wearing my heart on my sleeves, thinking if I hit rock bottom, again , there is nowhere to go but up,
I’m not afraid of breaking my heart anymore, actually I already shattered it into a million pieces, and I thought that I had to glue it back together so I can love again, but I have came to realize that one person will come along , that deserves to be loved with a million part, not just one fist sized beating organ.

Sunday 2 June 2013

Lover, Would you ?


Lover,
Would you still love me if I showed you how weak and damaged I am?
Would you still want me if I clinged to the walls of your heart because I am just too scared to face life alone?
Would you still hold me if I let you into my dreams so you can see yourself how I am always running away from something even when I am sleeping?
Would you still kiss the palms of my hands if I told you that those exact palms held the ropes of holding on with former lovers till the cuts got too deep that their names are engraved on my bones?
Would you get burdened with my heavy heart and leave or will you stay and free it from all the memories weighing it down ?
Would you remind me gently how to breathe when my cries of help take my breath away?
Would you push back when I push you away just because I want to so much that my insecurities can't handle it?
Would you remind my heart that you love me every five seconds because my goldfish heart tends to forget that I'm love worthy?
Would you protect me from me? Would you protect us from me? or will you give me up like you gave up on your childhood hobby?
Would you try to love me the way I'm and promise that you won't try to save me? Would you stand aside as I save and fix myself?
Would you forgive me when I get jealous when you kiss your bestfriend on the cheek because I'm just that insecure?
Would you still love me when you get me all figured out and there is nothing interesting about me anymore?
Would you laugh at me when I tell you that I still believe in the kindness of people or would you smile and tell me that my green heart is what made you fall for me?
Would you promise me that if I took off my fake smile, you would kiss the frowns away ?
Would you print those " i love you " kisses on the back of my neck on those days when I feel as little and as cold as pluto feels when it looks at the sun?
Would you put up with my mood swings and come up with excuses for me because you know life has been hard enough on me?
Would you understand that when I say that I don't need anyone or that I'm okay, it's because I am too proud to say " help me " ?
Would you understand that when I get too possesive or too demanding, it's because that you are all I have and all I ever wanted?
Would you love me like Gatsby loved Daisy, or better yet, like God loved himself?
Would you swear that if you were my former lover, you'd have been there for me in my father's funeral so you can hold my hand so strong to assure me that I didn't lose everything and that I still have you the minute they were taking my dad away once and for all ?
Would be freak out if I told you that I'd kill myself without thinking twice if I got cancer and forgive me for not fighting it to spend a little more time with you because you know I'm that fragile?
Would you feel insecure when I tell you about how I'm familiar with loss and that I have lost so much that I got used to it and I even expect it?
Would you pity me if I told you about those times I had my lunch in the toilet just so I can avoid any possible human contact because I'm that sad?
Would you pity me if I told you about those times I had my lunch in the toilet just so I can avoid any possible human contact because I'm that sad?
Would you get over your issues as I will get over my issues for the sake of making whatever we have work ?
Would you leave if I asked you to leave or would you stay because you know I only said that just so you tell me you are not going anywhere?
And at the end lover, would you promise that you will forget I said any of that so I can keep on pretending that I'm fine and that I'm not falling apart?

Saturday 1 June 2013

Forgive me lover, for I have sinned.

Did I tell you how lonely it gets when you are asleep and I'm still up?
Well if I didn't, the answer is it gets so lonely that the seconds of silence between the tracks on my playlist feels like a decade.
Sometimes I miss you so much that my mind plays tricks on me and makes me smell your scent even when you are not around.
Did I tell you how my skin pores tries to preserve your perfume in it for nights like this so nostalgia won't eat me alive,
And how my skin itches like an addict suffering from withdrawl symptoms whenever I crave your touch and you are not here to lullaby me to sleep by the symphonies you play on my skin with your finger tips.
Did I tell you that you are so beautiful and that I'm so scared of you to a point I can't even speak about,
Because the last time I got caught up in a beautiful soul like yours it shattered me broken into thousand parts that if there is a god out there, it'd take him another seven days to put the pieces of my world back together so he can throw me in hell on judgment day.
See darling, I'm down on my knees, insecure and incomplete, former lovers took parts of me to fill the bits of emptiness within their souls, and the more parts I gave away, the more they asked for more until I fell apart, with nothing more to give.
Heart broken and hurt, I grabbed my suitcase full of nothing along with shatters of my dignity and crawled my way out of the darkness, searching for that so called light, at the end of every tunnel,
Until I caught a glimpse of it, in the spaces between the fingers of a little god who only believes in what he reads in science books.
A god that promised nothing, but his nothing was a lot more than everybody's everything, a god that didn't promise heaven or hell, but only promised now, a god that believed in me so much that I regained my will to live.
The lightness of your heart is exactly what I need, but somehow tomorrow always haunts me, will you get lighter and lighter till one day I wake up to find out that you faded away like a beautiful spring cloud? Or will I burden you to the extent that whatever we have will suffocate beneath the heaviness of my love? It's just I know nothing stays the same, lover, and you know it.
I wish you were here now, to print a kiss on my cheek like you always do and tell me to let it be, and to just embrace the moment we are in,
Wake up darling and remind me how to love myself by the way you look at me when you see me in a new outfit,
Or better yet darling, take off my cloth and pull me closer to your chest, so close that I'd feel the echoes of your heart beats in my rib cage,
Baptize me in the water of my own orgasms, then I'll whisper; forgive me lover, for I have sinned and confess all my previous heartbreaks and mention the details that might make you uncomfortable, and in your so godly way, you will breathe your holy spirit in my mouth, and a new heart will be born, unbroken and beats only to the letters of your name.

Tuesday 28 May 2013

I'm Just Saying, Love.

I know you think that it was just a dream
But darling, it is as real as the way you blink repeatedly when you are thinking of the heavy burdens on your chest
Do you believe in Soul mates? Oh, How stupid of me to ask this question, you don't even believe that souls do exist
You are all about how science will logically explain everything and you are sure that one plus one will definetly equal two
If so love, can you explain to me how the solution was still one of the equation of me plus you?
I haven't read all the science books lying there on your bookshelf after you gave them parts of you some time ago so most probably I don't have a logical explanation for the question I just asked you
But let me answer it from my humble non scientific point of view;
The one I was on my own before I met you, and the one you were before you kissed me are totally different from the " one " we are together
it's like the difference between a Crescent sky and a Full moon kind of weather;
See, you were you and I was me, but darling can you taste the sweetness of the word " we "
I tasted it that night you sneaked a kiss from my lips while we were waiting for one of our friends
This is a memory that I'll keep in my heart forever, Even though if whatever we have ends
Did I tell you how much I hate rhymes? Well ,I do, very much but for some reason my words rhymes and my heart now beats to the rythm of your favorite song since the day I kissed you
Did I tell you that my fists aren't clenched and ready for the fight anymore? Did I tell you I don't even wanna fight anymore?
The fists turned into palms that day you kiss the bruises I got from holding on to those who pushed away, and the bruises turned into sunflower beds that follows your light wherever you go
The other night when you dreamt of me and you felt it as if it was so real it was because my soul left me and kept wandering around you
I put my ear to your heart and listened to the echo of your dreams,
I heard the fights your heart has with your logic, through the thick layers of nicotine that found their way into you through other's disappointments
I heard the pain screams inside you being muted by the sound of the sarcastic laugh you face everything with
I heard so many broken things that I vowed to myself to fix for you, so I leaned and placed a kiss on your cheek, the exact one that you dreamt of, as a seal for the deal
Consider that virtual kiss as a promise darling, yes a promise dear;
A promise to love you like your mother would have loved you if you were her only child
A promise to stick with you through the thick, thin and mild
A promise that my arms won't be strechted with love to anyone but you, and that no one will get to water the flowers in my palms with kisses but you
A promise that I love you to an extent that the god you don't believe in, will believe in you
Today when I held your palm in my hands and kept running my finger through it I had the urge to print five kisses on your fingers, starting from your thumb to your pinkie
Five kisses with five promises, to love you and love you and love you and love you and love you, I wish I can promise your forever, but I'd be lying, I don't know what might happen tomorrow, or the day after or a week from now, All i have is now, and my now is yours darling, if you asked for it.

and at last, I just wanna say that Jeffrey McDaniels, who happens to be one of my few favorite poets once said, “There's two kinds of women, those you write poems about and those you don't.”
I know that was a shitty poem, but I'm just saying , love, I am just saying.



Friday 24 May 2013

تصوُّف

" الحُب منك و إليك "

كعادتي كلما تضاربت المشاعر بداخلى أسكبها كلها منى على ورقة حتى أقرأها و أعرف ما يدور بداخلى. أعرف أن قلبى كاد أن ينفجر من قدر الجمال و المحبة التى كانت تحاوطه من كل إتجاه, صوت عامر التوني الجهور و هو يصدح بحب الله, يغنّي لله و للمحبة و للعشق الإلهي و درويشه و هو يدور حول نفسه ليخرج من مدار هذا الكون و يتحول لذرات من عدم تهيم فى ملكوت الحُب, و رائحة عِطر تبعث في الطمأنينة لأنها تدل على أن أحد القلوب المليئة بالمحبة على بُعد خطوات منى.
إبتسامة بلهاء تعلو وجهي طوال التسعون دقيقة التى كان يغني فيها عن الحُب بصوته الأكثر من رائع, و كلما غنى فى حب الله كلما أتسعت إبتسامتى حتى كادت تسِع كل الحضور.
أكتشفت يومها سبب تعلُقي بالصوفية, لأنها فى حد ذاتها تتحدث عن الحب الصافي , الحب الذى لا يتخلله حِقد ولا ملل ولا يريد شيئاً فى المقابل, همست فى أذنه و قُلت: أعلم الآن سبب فشل علاقاتي السابقة, لأني دائما ما أحبهم بهذا القدر الذي يغني هذا المُنشد عنه. تأليه من أحبهم عادتي السيئة التى أقع فيها كل مرة, أحولها لآلهه و أنتظر منهم أن يتصرفوا على هذا الأساس, و أرضي بحكمهم بالجنة أو النار بنفس مَرضيّة, أتعبد لهم و أتمسك بهم حتى لو أشاحوا بوجههم عني طمعاً في جنتهم يوماً ما, لا أحاول أن أفهم كل مببراتهم لما يفعلوه معي و أتقبله كأنه أمر إلهي لا جدال فيه و أدور حول نفسي كالدراويش و أنا أردد " يا قلب أنت وعدتنى فى حبهم صبراً فحاذر أن تضيق و تضجرا " حتى أسقط من التعب و أنا أنتظر حتي يلقوا لي بشىء ما, بكِلمة أو علامة تقول بأنه مازال لي مكان فى جنتهم.
حان الوقت لأتذكر أنهم بشر, مثلهم مثلى, ليسوا أفضل منى بشىء سوى حبي لهم, حبي لهم هو ما يميزهم عن غيرهم. حان الوقت لأتوقف عن التصوف فى حُب بشر عجزوا عن أن يحبونى حُب إنساني.
سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا, فَيَـــا لَيْتَه لَمَّا سَقَاني سَــــــقَاكُمُ , دائما ما أشرب كأس العشق وحدي و حقاً مللت من إحساس البؤس المُصاحب للسُكر وحدي, دائما ما أتجرع زجاجة العشق كلها وحدي, و كما نري فى الأفلام عندما يشرب شخص ما وحده فإنه فى الغالب ينتحر أو يؤذي حاله بعدها.
روحي مؤخراً أصبحت فى حالة تأهب دائم, كلما أقترب مني شخص ما و شعرب بألفة نحوه وجدتها تقف فى وضع إستعداد لمشاجرة جسدية, قلبى في يدي أعتصره في قبضة يدي اليسري و هى مرفوعة أمام وجهي و يدي اليمنى أمامها تحميها, قبضتا يدي متأهبتان للنزاع و الدفاع عن هذا القلب الذى لا زال ما تبقي منه ملىء الحب رغم كل شىء, و متمسك بالجمال و النصف الجميل من كل شىء, و لكني دائماّ صرت متأهبة للحرب, و كأن الحب ساحة معركة و ليس جنة كلها جمال و قلوب مليئة محبة و تقبل و سأظل هكذا حتي يأتي إليّ هو, المنتظر الذي لم أتبين ملامحه بعد, ليمسك بقبضتا يدي المستعدتان لتسديد اللكمات لمن يحاول الأقتراب, يفتحهما, ليحرر قلبي من بين يدي و يتركه ليهيم حباً, و يطبع قٌبلة على راحة يدي, قُبلة طمأنينة تقول أن كل شىء سيكون على ما يرام, كل شىء سيكون بخير, و تصير راحة يدي التى كانت مليئة بجروح تشبثي بكل قريب أراد أن يتركني و يرحل مليئة بالقُبل و الورود, لم أعد قادرة على أن أغلق راحة يدي على نفسها مرة أخري , صارت دائماُ مفتوحة , و الورود التي سيزرعها فيها بشفتيه ستتبع نوره أينما ذهب. مولاي إني ببابك قد بسطت يدي, فمن لي ألوذ بِه إلاك يا سندي ؟

Saturday 18 May 2013

..

حزن صامت. إنكسار عاجز و أخرس. أشعر بالوحدة فى أعماق رحمي بينما يتسلل الشعور الوهمي بالأمان الذى أعطانى إياه وجوده المؤقت مؤخراً مع دورتي الشهرية التى تعلن عن إبن أو بنت لي لن يولد, كما أعلم الآن أن كل الآمال التي علقتها عليه لمجرد أنه يتعامل معي بإنسانية لن تثمر بشىء. أكره تعودي السريع و تعلقي بكل شخص يبتسم لي أو يهتم لأمري. أريد أن أبكي في صمت فى حضن أحد يهتم لأمري, ظننت أنه هو ذاك الشخص و لكن لا أعلم لم أختفي فجأة أو تراجع عن الخطوة التى التى خطاها تجاهي مؤخراً. ربما أنا التى بالغت فى تفسير أفعاله .. ربما أنا التى توقعت الكثير و تعلقت سريعاً بحنيته معي و خيلت لنفسي أنه ربما يهتم لأمري حقاً و أن هذه ليست طريقته مع الكل .. ربما أهتم حقاً .. حسناً فى الحالتين لا أكترث 

لم أعد أشعر بالحنين إليها. بداخلى غضب عظيم تجاهها, أشعر أنها أهانتني و أساءت معاملتى. تطاردنى ذكرياتها السيئة هذه الأيام و حملها ثقيل على روحي, أريد أن أسامحها و أنسي, أريد أن أتقبل حقيقة أنها أهانتني لهذا الحد و واتتها الجرأة على أن تقول أنها لا تريدني فى حياتها كأكثر من صديقة. حقاً من تظن نفسها لتفعل هذا بي؟ كيف أستغلت حبي لها أسوأ أستغلال و لم تحاول من أجلى. أعلم تماماُ الأن أنها لا تحبني و ربما لم تحبني أبداً, فقط أحبت نفسها و أحبت كيف أحبها, أحبت فكرة أن يحبها أحد لهذه الدرجة و لم تعبأ بالروح التى أمتصتها مني , تركتني محطمة و فارغة. لم أعد أريدها رغم إنى أعلم تماماُ أنى لا زلت أحبها و لا زلت أشتاق إليها. و لكن من أشتاق إليه ليس من تتكلم معي الأن , شخص أخر , عرفته فى زمن ما, أحبني أو ظن أنه يحبني, شخص فراقي ليس سهل عليه هكذا. أكره أنانيتها حقاً و أود لو تشعر بما أشعر به حين تخبرني أنها لا تريدني, أو حين لا ترد على مكالماتي, أو حين ترفض أن نتقابل أو تتجاهل مشاعري. أتمني أن تحب شخص ما مثلما أحببتها يوماً و أدعو أن يكون هذا الشخص مثلها لتشرب من نفس الكأس الذى ظلت تسقيني منه لا مبالاة و إهمال و سوء معاملة. تريد كل شىء على هواها, لم يكن لى أي إختيار في هذه العلاقة تماماً. كنت مجرد تابعة لها, كهاتفها المحمول أو كتاب لم تبذل مجهود فى قرآته فقررت أن تتركه رغم أنها لو فقط حاولت .. لو فقط تحاملت على نفسها و لو قليلاُ لكانت عرفت أن نهايته سعيدة. بدأت علاقتها معي وقتما شاءت, تحدثنا فى الهاتف وقتما شاءت, و كانت ترد أو لا ترد إذا شاءت و أحياناً أخري إذا تعطفت صديقتها و تركتها ترد على مكالماتي ,كل  شىء حسب طروفها هي و إرادتها هي و كأن أنا لا أهم , حقاً أنا لا أهم و أعلم ذلك تماماً الآن. حررتها من حبي و قريباً سوف أتحرر أنا الأخرى منه , أو على الأقل أجتزت أول خطوة و هي أني لم أعد أريدها معي كأكثر من صديقة أو شخص كان يعني الكثير فى يوم ما

لا أعلم لم تعقدت العلاقات البشرية هكذا. لماذا لم يعد الحب شىء يقدر , لماذا لا يفكر البشر فى عواقب أنانيتهم, لماذا لم يعد أحد يحاول من أجل من يحب, لماذا أصبح دائما الفراق هو الحل, لماذا لم يعد أحد يحفظ وعده بالبقاء, لماذا نجرح من أحبنا أكثر مما نحبنا. لماذا تتغير المشاعر و يفتر الشغف و ينطفىء النور فجأة كأنه ما كان؟ 

قلبي مرهق و مثقل بخيبة الأمل و ألم الفراق, و روحي حزينة لأنى حقاً تعبت و أستسلم, كل ما أردته يوماً أن أكون سعيدة مع أحد يريدني و لا يتركني كنوع من التغيير , ربما أطلب المستحيل .. حسناً لا أريد شيئاً, سأدفن رأسي بين صفحات كتاب لأشعر مشاعر ناس أخرين و أحزن لأحزانهم و أفرح معهم حتى أغفو لأحلم حلم لن أتذكره غالباً حين أستيقظ لأذهب إلى عملى الذي أمقته. أتمني لو أنى ذاهبة لأنام فى حضنه. أعلم أنى لا أحبه و لكني أحب حميميته و دفئه. الدفء شىء جميل كنت مفتقداه معها, فهى بعيدة و باردة و تترك مسافة بينهما و بين كل ما يريد الحياة فيها فما بالك بالمسافة التى كانت  تتركها معي .. و لكن حين كنت معها شعرت بدفئها هذه المرة فقط, كانت دافئة و حميمية و جميلة و كأنها شخص أخر غير تلك التى تقتلني ببرود. بعدما نفثت عن غضبي فى السطور السابقة , حسناً أنا لا أريد لقلبها أن يُكسر أو أن تشعر بما أشعر به الآن, إن كنت سأتمني شيئاً لها فقط أتمنى أن تفتح قلبها المحدود لتحتوي نفسها أولاً ثم تحتوي من سيأتي من بعدي ربما تعلم أن الحياة ليست بالشىء السىء رغم كل شىء. أما هو, فهو جميل كما هو, فلتحافظ على جمالك يا حُب 


        

Tuesday 14 May 2013

حان الوقت لأتوقف عن الوقوع فى غرام الآلهة

حسناً أنا أبكى مرة أخرى بسببها
حسناً ها هي تبتعد مرة أخرى لأني تجرأت و سألتها و ماذا بعد؟
و ها أنا أركض ورائها أسألها إلى أين تذهب و لم تتركنى مرة أخرى
و تجاوب هى قائلة أنها لم تذهب إلى أي مكان 
وأنا أعلم تماماً أنه الصنم هو من يتكلم و ليس هي
آه كم أكره هذا الصنم الشبيه لها المجرد من كل المشاعر و الأحاسيس
الصنم الذى تركنى و واتته الجرأة أن يتركنى مرة أخرى بعدما تركنى
ترحل و ترجع و هى هنا أمامي, تتركنى و تغيب و تعود و تغيب و هكذا إلى الما لا نهاية
و كل مرة ترحل تأخذ شيئاً منى, نفس أو ضحكة أو قطعة من قلب لم يتبق منه الكثير
و كل مرة أبكى و أبكى و أوعد نفسى أن تكون أخر مرة حتى تقرر الرجوع فأقفز فى دوامة حبها مرة أخري بكامل إرادتى
كم يقتلنى جبنها و أنانيتها و تخليها عني فى كل مرة أطلب منها أن تتشبث بي
 و كم يسحق ضعفها ما تبقى منى من قوة
كم أريد أن أحتضنها حتى تتكسر عظامها ربما تشعر بالألم .. ربما تشعر بأي شىء
ربما حين يعود إليها إحساسها تتذكر أنها فى يوم أحبتنى و تعود 
حسناً, أعلم أنها لن تعود و كل شىء لم يحدث لن يحدث لأن النهاية جاءت رغم رفضى لها
حسناُ, أعترف بخسارتى أمامها فى حرب رفضت هى أن تخوضها حتى
أنسحبت هي و لسخرية القدر خسرت أنا و تركتنى هنا بعدما خسرت كل شىء
آمنت بها و كفرت بالله و لم تستجب لدعواتى مثلما لم يستجب لها رب السموات
ربما حان الوقت لأتوقف عن الوقوع فى غرام الآلهة, فهم أنانيون ولا يردون مهما تضرعت و صليت لهم وأفنيت نفسك فى عبادتهم
كلما خنعت لهم و خضعت تظل وعودهم بالجنة غير موقوتة, غير مقنعة و غير صادقة
كلما تذللت لهم كلما أهملوك و أشاحوا بوجههم عنك
و مهما طلبت فرصة أخري, ردوا بتكبر و قالوا: يا عزيزى, رُفعت الأقلام و جفت الصحف
 

سهرانة لحالى

أحدق بهذه الصفحة البيضاء منذ نصف ساعة, أعلم أنى أريد أن أدفع ببعض الكلمات و الأفكار من داخلى لأسكبها هنا حتى تتحول من مشاعر تُحس لجمل و كلمات تُقرأ و تُحلل و ربما تُصحح ما بها من أخطاء إملائية و نحوية و بذلك تفقد معناها و مصداقيتها. يلومنى أصدقائي على ما وصلت إليه من حال معها و يقولون أنني ألقى بنفسى فى النار مرة أخري بعدما كنت بدأت أن أنجو بقلبى من خيبات أملها و حبها الغير واضح, حقاً لا أعرف إن كانوا أصدقائي من قالوا هذا فعلاً أم قلته أنا لنفسى, لا أتذكر حقاً, وجودها مُشوِش بدرجة كبيرة بالنسبة لى , يطغى إحساس ال " لا أعلم " عليّ فى حضورها.حقاً لا أعلم ماذا أنا بفاعلة أو ماذا أريد منها و لِم سمحت لها بالإنسلال إلى داخلى مجدداً, أشعر بها فى مسام جلدى و فى عروقى و فى كل زفير و هي تتمسك بخلايا رئتي و ترفض الخروج منى. أنا نفسى لن أحاول أن أخرجها مني بعد الآن, أستسلمت و أذعنت لحبها. حسناً أنا أحبها و اعترف بهذا, و هى لا تحبنى, أو تحبنى كصديقة أو لدرجة لا تكفى لكى تكون معى, لكى تكون ملكى و ليس ملكها. تؤلمنى هذه الحقيقة و لكن ليس مثلما كانت تؤلمنى فى بادىء الأمر, لا أبكى كثيراً, فقط بعض المرات التي اواجه حقيقة أنها لا تحبنى من خلال رد لها أو حين أرى أثنين سعداء حياتهم أسهل بكثير من حياتى معها ,أو حين أشتاق لسماع صوتها و أعلم تماماً أنى لا أستطيع أن أتصل حرصاُ على كرامتى لأنها لن ترد حتى و ستتذرع أى عذر و سأصدقه أنا بطبيعة الحال حتى أستطيع أن أتجاهل الموضوع ولا أواجه نفسى بحقيقة أنها لا تشتاق إلى مثلما أشتاق إليها

أنا متعبة, أريد أن أختفى. قلت لصديقى أحمد فى أخر محادثة تليفونية معه
هو : أنتِ من تعذبين نفسك بيدك
أنا: لن تستطيع أن تفهم
هو: العكس صحيح, بل أنا من يستطيع أن يفهم لأننى خارج دائرة مشاعرك المشوشة 
أنا: أنا أعرف كل شيء
هو: و مع ذلك تبقين ؟ لا أفهمك
أنا : لا أفهمنى أنا الأخري
هو : أتركيها
أنا: أنا لست معها لأتركها , هى مجرد صديقة
هو: صديقة يهمك أمرها أكثر مما يهمك أمر نفسك
أنا : ألامر معقد
هو: لا ليس معقد, أنتِ تريديها و هى لا تريدك هكذا, إذا أردتى أن تكونى صديقتها كوني صديقتها و لكن لا تعطيها مميزات أو صلاحيات أكبر من صلاحيات مجرد صديقة
أنا : لا أستطيع أن أعاملها بطريقة مختلفة غير تلك التى عودتها عليها
هو: و لماذا إذاً تعاملك هى هكذا ؟ لما ترضين الا يُرد على مكالماتك و أن لا يُشتاق إليكى, لماذا ترضين بأقل مما تستحقين, أنا أعلم جيداً كم تشتاقين إلى علاقة سوية, أرى تعبيرات وجهك حين ترين أثنان يجلسان فى ركن ما , متعانقين الأيدي و عيناهم تحكى الكثير, لم ترضين بأن تكونى فى علاقة حب من طرفك إنتى فقط 
أنا :  ليس عندى رد لهذا
هو : فكري يا حبيبتى, فكرى بنفسك و لو لمرة و فكرى ماذا سيكون رد فعلك حين تحب هى أحداً ما و انتى ما زلتى تنتظرين أن تحن عليكى بمكالمة تليفون 
أنا : و لكنها قالت أنها لا تصلح لأن تكون فى علاقة مع أي شخص و لو كانت تقدر لكانت معي الآن
هو: أتستمعين لسذاجة ما تقولين ؟
لا أرد فيكمل هو
هو : أتعلمين كم مرة قولت هذا العذر لأشخاص لم أهتم لأمرهم بالكم الكافى لأكون معهم و أتحمل إختلافاتهم ؟ حسناً كم مرة قولتيه أنتى؟
لا أرد لأن كلامه منطقى فيسترسل هو فى تعريتى أمام نفسى و تجريدي من الأعذار التى ألتمسها لها
هو : أنا لا أقول على فكرة أنها تخدعك, ربما هى نفسها تعتقد أنها لا تقدر أن تحب لأنها لم تقابل الشخص المناسب إلى الأن, أو ربما الشخص الغير مناسب هو أنتى
أصمت و أغرق فى أفكارى و أتذكر كل من حكتلى هى عنهم و كيف ملّت منهم بعد فترة مثلما حدث معى 
هو: فكري لبعض الوقت و قرري, انتِ تعلمين أنى لا أريد منك شيئاً سوى أن تكوني سعيدة

أنهى مكالمة التليفون معه لأنها تركتنى مهزوزة , و عكرت صفو الوهم الذى خلقته لنفسى لأعيش به و أتعايش مع وجودها فى حياتى من دون توقعات, أتحدث معاها لبعض الوقت و يشاء القدر أن يقودنا الموضوع لنتحدث عن الخطط المستقبلية, و تصدمنى نفسى لأننى أتصدمت حين أستمعت لخططها التى لا تتضمنى, و لماذا تكونين ضمن مخطاطتها يا حمقاء؟ أقول محدثة نفسى, ينتابنى جوع مفاجىء شديد , أكل كل ما أجده أمامى و أنا أمنع نفسى من البكاء, ألمح نفسى فى المرآة التى أمامى, أشعر بقبحى و بكره مفاجىء نحو جسدى, تؤلمنى بطنى بشدة و أشعر بأنى أريد أن أفرغ ما بمعدتى, أركض بإتجاه الحمام و أتقيىء كل ما كان بمعدتى, آه كم يؤلمنى هذا الفعل و خصوصاً أن معدتى قد فرغت و لكنها لسبب ما مازالت عضلاتها تدفع بشىء ما من داخلى للخارج, ربما هذه وسيلة جسدى للتعبير عن رفضه لحبها الذى يسكننى. أجلس على أرضية الحمام ظهرى للحائط و أحتضن ركبتى بذراعي الأثنين و كأننى أعانق نفسى, أضحك بينما تنهمر دموعى على حالى, أأكون مصابة بأضطراب فى التغذية أيضاً ؟ أهذا ما يسموه الشره المرضى؟ أضحك ساخرة من نفسى حتى لو مصابة به, مرض جديد على قائمة أمراضى, أبكى لفترة ثم أحاول الوقوف بصعوبة و أستحم لإيمانى الشديد بأن الإستحمام يتخلص من الحزن و الإكتئاب و بالفعل أخرج منه منتعشة و أحدث نفسى فى المرايا وأقول : أنتِ بخير

أغرق جسدى بالعطور و مستحضرات الجميل ذات الرائحة النفاذة و أحاول أن أتجاهل رغبتى العارمة فى البكاء و فى أن أتحدث معها و أشاركها ما أشعر به, فأنا إذا تعلمت شىء من علاقتى معها هو الا أقول ما أشعر به ولا اطلب أي شىء , لا أريد أن تفزع منى مرة أخرى و تركض فى الأتجاه المعاكس, أحاول تجاهل قلبى و روحى و لكننى ما زلت أسمعهم , أمسك هاتفى و أفعل مثلما أفعل كل مرة و أتصل بذلك الغريب الذى يعرف كيف يجعلهم يصمتون, يرحب بي و هو يخبرنى أن لديه نوع ويسكى جديد سأحبه جداً , أتفق معه على ميعاد بعد ساعة من الآن و أنهى المكالمة و أبدأ فى التحضير لمقابلته و أنا أدندن أغنية هدى حداد و أظل أردد معها

ســـهرانة لحالى
و غيـــابك ببالى
يا طــــــول الليـــــــــــــــالى

و أفكر كيف أن هدى لم تأخذ نصيبها من الشهرة رغم أن صوتها رائع, و هدى لمن لا يعرفها هى أخت فيروز محاولة ألا أسمع عقلى و هو يسألنى و ماذا بعد ؟ و لماذا أظل أعود لهذا الغريب و أنا أعلم تماماً انى أمقت من يعيشون تبع شهواتهم, لماذا أحقر من نفسى بهذا القدر أمام نفسى , فلا أحد يعلم ماذا يدور بينى و بينه سواي أنا و هو و الموسيقى الرائعة التى دائماً تلعب فى حجرته, ربما لأنى أريد أن أكون حقيرة , ربما لأنى أريد أن أكون أقل مما أنا عليه و مما أستطيع أن أكونه, ربما إذا قللت من قيمتى لن أستطيع أن ألومها عم تفعل معى, ربما وقتها يكون تجاهلها لى هو ما أستحق بالضبط و عندها لن أستطيع أن أتذمر و تستطيع هى أن تبقى , أهرب من ملاقاة أعيننى فى المرآة و أركز على جسدى و شكله فى الملابس الداخلية التى أخترتها خصيصاً له و أكمل ارتدائي ملابسى و أنا أردد: سهرانة ع غياب الأحباب يا طول السهر ع الباب يا طوال الليالى

  

Thursday 9 May 2013

وقفنا الشعور, وقفنا العواطف و خصوصى الحنين.

أجد نفسى فى سريره مرة ثالثة. لا أعلم حقاً لماذا و لكنى إستيقظت مبكراً و دعانى هو أن آتى لنتناول الفطار سوياً "  و ممكن نكمل نوم  فى حضن بعض و إحنا بنسمع مزيكا حلوة " على حد قوله. الساعة لا تزال السادسة و النصف صباحاً و أنا أقف عارية أمام مرايتى, أتفحص جسدى و بعض الشعيرات القليلة التى عادت لتنمو فى أنحاء متفرقة. أبدأ فى إزالة شعر جسدى الظاهر و أنا أحاول أن أكذب على نفسى و أتحجج بأنى أفعل ذلك لأنى سأرتدى ملابس صيفية و ليس لما قد يحدث بينى و بينه. أسأل نفسى مم أنا خائفة , بينما أحدق فى جسدى الذى بدأت ملامح بشرته الشبيهة ببشرة الأطفال تظهر و أشعر بهشاشته و ضعفه, لا أعلم إن كنت أحبه أم أكرهه كجسد فقط خالى من أى روح, علاقتى بجسدى مضطربة جداً, بشعراته القليلة التى أنزعها عنى بمنتهى العنف كأنى أستمتع بإيلامي و أرى قطرات دماء صغيرة تظهر من جراء ساديتى مع نفسى , ثم أمر بأصابعى على الخطوط البيضاء التى على بطنى و جانبى ردفاي  و التى تدل على إزدياد و فقدان الوزن بشكل متكرر و أتخيلها الفتحات التى إنسل منها الراحلون الذين سكنوا روحى لفترة مؤقتة و ذهبوا بلا رجعة. لا , لا دخل لروحى بهذا الأن, فأنا مجرد جسد فانى, أريد أن أكون جسد, يشتهى و يثور و يحتاج. أريد أن أبرأ من خوفى من أن يقترب أحد منى , أريد أن تخاف روحى و تبتعد كلما أقتربت روح منها والعكس لجسدى, سأحاول, نعم سأكون مثل الجميع, مللت من أن أكون مختلفة , أريد أن أكون حيوانية و أختزل مشاعرى فى الجوع و الشهوة مثل صديقى الآخر. أعلم أنى لن أستطيع أن أكون هكذا كلياً و لكنى سأحاول على الأقل

أرتدى ملابس بسيطة و مريحة و أربط شعرى على هيئة ذيل حصان و أتعطر و أدهن بشرتى بلوشن برائحة الفانيلا. أشعر بثقتى فى نفسى و جسدى ترتفع قليلاً و أذهب لمقابلته. يحيينى بقبلة على جبينى و حضن دام دقيقة, جو الغرفة مشجع على الحب, موسيقى جميلة تنبعث من مكان ما بالغرفة و الشمس تنسل من بين الستائر الأرجوانية, أم كانت برتقالية اللون, لا أتذكر . خلعت عنى حذائي و أستلقيت على السرير و قلت فى نفسى " ها أنا فى سريره للمرة الثالثة, ها أنا أحدق فى سقف حجرته مرة ثالثة, ها هو مستلقى بجانبى مرة أخرى و رائحة مسحوق الغسيل التى تنبعث مما يرتديه تتسلل إلى أنفى مرة أخرى " يفتح ذراعه لى فأقترب ليطوقنى بذراعه و أريح رأسى على صدره. نجلس فى صمت لمدة لا أعلم إن كانت قصيرة أم طويلة, ثم أشعر بأصابعه على شفتاي, لاأعلم ماذا يفعل فإن أصابعه تمتد إلى داخل فمى, أنظر إليه فى ذعر , فيضحك و يقول لى لا تقلقى , أنا لا أنوى أن أغتصبك, فقط أريد أن آخذ هذه العلكة التى تمضغيها فقد أثارت أعصابي, أبتسم فى طمأنينة و أفتح فمى, يقترب منى و أشعر برطوبة شفاه و لسانه على فمى و إذا به يلتقط العلكة من بين شفتاي بفمه و يمضعها لدقيقة ثم يطبع قبلة على فمى و يلقيها فى منفضة السجائر التى بجانبه و يعود ليطوقنى بذراعه مرة أخرى. يغمض عيناه و يبدو على ملامحه كم هو مستمتع بصوت فيروز و هى تغنى

تبقى ميّل تبقى إسأل
متل الأول ضل إسأل
الله لا يشغلك بال
وديلى منك مرسال
إسأل إسأل     

أتابعه فى صمت بإبتسامة خفيفة تعلو وجهى. حقاً لا أعلم شعورى تجاهه, لا أعلم إن كان حتى يعجبنى كشخص ليس حتى كحبيب, أعلم تماماً أنه ليس حبيب و لن يكون و يتلخص جماله فى هذه النقطة, أنه لن يحدث معه أى شىء بعد هذه اللحظة, سعادتى معه وقتية جداً, هذا إن أطلقنا عليها سعادة, ترددى عليه هو نوع من الهروب من الواقع, من واقعى , منها, و من أمى , و من مسؤؤلياتى و من نفسى قبل كل شىء,  فمعه أتصرف كشخص آخر, أفعل كل ما لا أجرأ على فعله و كل ما أكره فعله أو أخشى فعله, أعطيه أجزاء منى لا أحتاجها أو لا أريدها, لا أعلم, لا أشعر أنى أعطيه أى شىء رغم إنى أتركه يعبث بجسدى الذى منعته على كل من أقترب و أراد أن يأخذ ما يقدر عليه, ربما لأنه لا يهتم إن أخذ أو لم يأخذ, ربما لأنه لم يحاول خداعى و يقنعنى بأنه يحبنى أو الأسوأ بأن يطلب منى أن ندخل فى علاقة جنسية بحتة و يشيد بقدراته الجنسية و إننى سأستمتع, فقد جاء كل شىء معه بسلاسة, و بكل حميمية , آه كم أفتقد الحميمية فى حياتى, أكره الجنس و أكره حيوانيته و أرى أن الحميمية تليق بإنسانيتى أكثر, أحب القبلات الحنونة التى تطبع على يدى و جبينى, و أن يقبلنى قبلات كثيرة كأن بشفتاي نهر الخلود, أن يريدنى أنا , فقط أنا, و لا يكون مثل جميع الرجال حين يصل إلى مرحلة ما سيؤدي أى ثقب معه الغرض لإطفاء شهوته. رغم إنه كل أحلامى الجنسية دائما تنتهى بإغتصابى أو إيلامى جنسياً و أكون دائماً فى ألم, لم أحلم قط بشخص أحبه أو أريده, كل أحلامى الجنسية تكون بغرباء يهينونى أو يألموننى لسبب ما.  الحميمية معه مريحة و آمنة لأنى أعلم أنه ليس ملكى و لن يكون, فشخص مثله لا يمتلك حتى شىء ليعطيه, أعلم أنه كل ما أملكه منه هو بعض الساعات التى أكون معه فيها,  أعلم أن معظم البنات التى يعرفها إما واقعات فى غرامه أو على الأقل معجبين به لأنه يفعل ذلك مع معظم من يعرف, و لست مهتمة بم يفعل ولا مستاءة من نفسى , و لا ألومه ولا ألومهم, فهو حقاً رائع و يعرف كيف يتعامل مع أى أنثى و يعرف كيف يشعرها أنها إنسانة و ليست فقط منفذ لإخراج طاقته الجنسية حتى لو كانت حقاً مجرد منفذ, و هن من حقهن أن يشعرن بأنوثتهم و يعاملوا بحنان و عناية لأن هذا نادر ولا يحدث إلا قليلا

ألتفت إليه و أعترف له بأنه أول شخص يلمسنى منذ زمن بعيد, يعتقد أنى أقصد أول رجل لأنه يعلم عنها, أعترف له أيضاً إنى لم ألمسها أكثر من قبلة طبعتها بتهور على يديها لأننى لم أستطع أن أمنع نفسى و حضن سريع خبأتها فيه بداخلى أو أستخبيت أنا بداخلها بينما كان سائق التاكسى ينتظرنى بتململ, لا يندهش أو ينجع فى إخفاء إندهاشه, فأسترسل قائلة ربما أنا لست من محبى الجنسين, أعتقد إنى لا أحب أيهما و أتكاثر ذاتياً مثل الخميرة أو ربما لا أحب الجنس بشكل عام و أضحك, يبتسم بينما ينفخ دخان سيجارته على شكل حلقات و يقول  , لا تقولى هذا أنا أعلم تماماً أنه ربما بعض التجارب السيئة هى التى دفعتك لتقولى هذا أو ربما تكون هى كمان سبب إنجذابك لبنات جنسك, و لكنك طبيعية تماماً و لغة جسدك تفضحك كلما أقتربت منكِ, أضطرابك, عضلات جسدك تشد , يتورد وجهك و كلما أقتربت كلما أستطعت أن أشتم رائحة جسدك, أحسست فجأة بأن درجة حرارة الغرفة زادت عشرون درجة و هنا أبتسم و دنا منى و ظل يقبلنى لفترة ليست بقصيرة , يقبلنى كأنه مشتاق إلّي كأنه محتاج إلي, أغمض عينى حتى لا أرى عينه الخالية من أى شىء, لأنى أعلم أنه ليس مشتاق إلّى ولا يحتاج إلّي , ما يحدث هو شىء جسدى خالص, خالى من المشاعر و الروح, فهو حتى لا يعترف بوجود الروح, هو يعترف بجسد و جهاز تنفس و هرمونات و تفاعلات كيميائية داخل الجسم , و أظن أنه على حق فبينما كان عقلى يفكر فى كل ما أكتبه الآن كان جسدى يستجيب له بكل ما فيه من قوة, لسانى يحتضن لسانه و يدي تعبث بالشعيرات القليلة فى ظهره و و عيناي تنظر له و لى و كأنها ترانا من مسقط أفقى, كأنها تضحك منى و مستمتعة برؤيتي مستلقية تحت غريب لا يحبنى ولا أحبه, أفكر فى قريبة أصبحت أشعر بالغربة فى حضورها, وجودها لم يعد يشعرنى بالأمان, بل لم أعد أشعر حتى بوجودها حتى و نحن نتكلم , فوجئت منذ يومين أننى أخذت حوالى ثلاث دقائق حتى أتبين من هى فى صورة جديدة لها, لم أتعرف عليها, نعم كنت أعرف أن هذه هى و لكن لسبب ما شعرت أنها لم تعد تشبهها, فقدت جزء منها فلم أعد أشعر أننى متأكدة من هى, و بينما يعبث لسان و فم هذا الغريب بأُذني أكتشفت أننى عرفت ماذا فقدت هى, فقدت الجزء الذى كان يحبنى فيها, هى لا تكرهنى أكيد و لكن بيننا جبال ثلج أعلم تماماً أنها لن تذوب لأنها لا تريد, و تنتهز كل فرصة لتتحدث عن كيف أنى مدمنة للمشاعر و عن شخصيتى البندولية التى تتأرجح بين يوفوريا من الحياة و ميول إنتحارية و ربما أكون كذلك و لكن لا أرى أين المشكلة فى أن أكون محتارة تائهة فى ذاتى و فى عالمى, لم علي أن أكون ثابتة على موقفى تجاه شىء ما و من أنتي يا حبيبة القلب لتصدرى أحكامك المسبقة على شخص عمر لقائكم أربع ساعات و حضن, و حتى لو كنت هكذا , لم لا تريننى بعين المحبة أو حتى عين الذكريات الجميلة , لم لا تتذكرى كيف أحببتك, لم لا تفكرى فى أول كلمة بحبك, لم تملين فراغك بكل ما تكرهينه فى, لم تكرهين أى شىء فيا بالأساس, أوليست مرآة الحب عمياء أو على الأقل غفارة للعيوب, حتى و إن كان رصيدى من الحب فى قلبك نفذ, هل نسيتي كل شىء كان بيننا هكذا؟ هل نسيتى كم كنتى تكرهين أن تظلى مستيقظة و أنا غافية, هل نسيتى يوم حلفتينى الا أتركك مهما حدث و يوم تركتك ذكرتينى بهذا الوعد و ظللنا محدقين فى شاشات هواتفنا نبكى على حالنا سوياً حتى عدت إليكى كما يعود الإنسان لأصله - التراب - بعدما يموت , نسيتى أول مرة سجلتلك رسالة بصوتى و أرسلتها لكى ؟ هل ما زلتى تحتفظين بها على هاتفك أم مسحتيها مثلما مسحتينى من حياتك, أتعلمين أنى ما زلت أتذكر ردك أول ما سمعتيها حين تركتى كل شىء و علقتى على صوت زياد رحبانى الذى كان يلعب فى الخلفية عندى و يغنى بلا ولا شى, ثم قلتى أنك وقعتى فى غرام صوتي من أول ما سمعتيه؟ و فى نفس هذه اللحظة كانت الأغنية تقول " حبينى و فكرى شوى " , أتعلمين أنى أستمع إليها الأن لا أعلم لماذا .. حبينى و فكرى شوى .. أو حبينى و متفكريش .. أو متحبنيش .. فلم أعد أنتظر أى شىء فى المقابل , لم أعد أريد أى شىء منكِ, لم أعد أضع خطط قصيرة ولا طويلة المدى لنا , لم أعد أحلم بالمرة القادمة التى سأراكى فيها, لم أعد أحلم بطعم شفتيك , لم أعد أحلم من الأساس, زهدتك و زهدت العلاقات كلها و ثقلها الذى يكسر ضلوعى, أريد أن أكون خفيفة على نفسى قبل أى شىء, أريد أن ألا أهتم بأبعد من هذه اللحظة,  و الآن أنا أقبل شخص لا أكن له الحب, بكل حب, لا أعلمكم مر من الوقت و لكن ها هو راقد بجانبى بعينين مغمضتين و أنا أتأمله أثناء نومى , أقبل جبينه و يده الناعمة ذات الأصابع الرفيعة, و أرتدى ما خلعه عنى و جزء منى يحاول البحث عن إجابات لكل الأسئلة التى كنت أسألك إياها منذ قليل فينتبه لشرودى و هو نصف مغمض و يسألنى ماذا بى و إذا كنت أشعر بإنى على ما يرام؟ و لسخرية القدر , أسمع صوت زياد رحبانى آت من حاسوبه الإليكترونى و هو يقول : لا تسألنى شو حاسس, وقفنا الشعور, وقفنا العواطف و خصوصى الحنين , أضحك على الطريقة التى يعبث بها القدر معى , أقذف له قبلة فى الهواء و أنا أترك له نصف ما فى حقيبتى من مال لأنى أعلم أنه لا يعمل و ربما يحتاج لأى شىء, أو ربما لأنى أريد أن أشوه حميمية ما يحدث بينى و بينه بالماديات, أعلم أنه لن يستاء ولا أى شىء, فهو لا يعمل و أنا شبه متأكده انه يعيش على الأشياء التى تجلبها له صديقاته اللاتى يشاركننى فى حميميته و حضنه و قبلاته و سريره, و لكنى أردت أن أقنع نفسى بأنى واحدة منهم , يقترب منها و يعطيها ما يظن أنها تحتاج فقط لكى تغدق عليه بشىء يساعده على إجتياز يوم آخر .. لا يهم فأنا لا أهتم بالمال كما لا أهتم لأمره, سأتركه و أرجع مرة أخرى لعالمى و لكن بمرارة اللاشىء الحلوة على شفتاي و بعض العضات الخفيفة التى تهمس تعاليم اللامبالاة فى أذنى. إلى لقاء آخر يا عزيزى الخفيف ذو الأصابع النحيلة و الروح المرهقة التى تنكر وجودها 

Monday 6 May 2013

ثم نجلس كى نحكى الحواديت بصوت مبحوح

أكرهنى هذه الأيام و لا أتحملنى كلما شعرت بالهشاشة تتخلل عظامى مرة أخرى. أتكون هشاشتى مرتبطة بها و بوجودها فى حياتى؟ مجرد عودتها إلى حياتى دفع بى إلى هاوية الهشاشة مرة أخرى, أشعر بى و أنا أسقط و لا أعلم لكم من الوقت سأظل معلّقة فى الهواء قبل أن أرتطم بأرض الواقع و خيبة الأمل مرة أخرى و لكنى لست خائفة هذه المرة, فلم يبقى شىء لينكسر منذ سقوطى الأخير, و حتى إن تكسرت القطع المنكسرة لقطع أصغر لا أبالى, بل بالعكس سيصبح قلبى الذى طالما أثقله الحب أكثر خفة و أكثر راحة 

ينتابنى حب غير مبرر هذه الأيام للغرباء, أقع فى غرام كل غريب يجلس أمامي فى أى مكان و تظل عينى متعلقة به, كل شخص أقابله لأول مرة و أى شخص يبتسم لى لمجرد أن عينانا تلاقيا و فى نفس الوقت صرت أرتعب من أى شخص يقترب زيادة عن اللزوم, أى شخص يحاول أن يعبر ذلك الخط الذى يقع بين غريب تربطنى به معرفة سطحية خفيفة و قريب تثقل علاقتنا أحجار الإهتمام و العشم و أشياء من هذا القبيل التى تتحول مع الوقت إلى واجب و ضرورة أكثر منها مشاعر و رغبات نشعر بها, متى يحدث و يحولنى أحدهم لجزء من الروتين اليومي فى حياته أو يقترب أكثر مما سمحت له ,أختنق و أعجز عن التنفس و أبدأ فى الركض إلى الإتجاه الأخر لشخص ما فى الغالب لا يحبنى ولا يهتم لأمرى مثل ذاك الذى أهرب منه مثلما فعلت هى معى

ما زال برودها يزعجنى و لا مبالاتها تقضى على ما تبقى فيّ من طاقة, أحيانا أشعر بأن أنا التى تبالغ لأننى لسبب ما أنتظر منها معاملة خاصة ثم أضحك من نفسى لأننى أتوقع شيئا بعدما أنتهى كل شىء من تلك التى لم تكن مستعدة حتى لأن تحلم بأى خطة قصيرة المدى معى و قالت لى أننا لم نكن و لن نكون سعداء أبداً و رحلت بكل ثقة ثم صدت كل محاولاتى للرجوع و أغلقت الباب فى وجه تلك التى لم تقو على أن ترفضها يوماً أو حتى أن تقول لها لا مرة

سنتقابل يوم السبت, هكذا وعدتنى و ظللنا نخطط و بعد أن اتفقنا على كل شىء قالت أنه لا يناسبها لسبب ما , حزنت و لكننى لم ألومها لأنى فرحت بمبادرتها بالطلب لأن ترانى حتى و إن لم يعن ذلك شيئاً لها و لكنه كان يعنى لى الكثير, ثم من دون أى مقدمات وجدت رسالة منها تطلب منى أن أحاول ألا أذهب للعمل يوم الخميس و أقابلها بما إنها لن تستطيع يوم أجازتى, فرحت و قررت أنه مهما حدث سأذهب و أقابلها حتى لو أنتهى الأمر بخسارتى لوطيفتى و بالفعل لم أذهب للعمل فى اليوم التالى و وقفت أمام المرآة ساعة أحاول أن أظهر فى أحسن صورتي فقد مر حوالى أربعة مذ رأيتها أخر مرة , حسناً أعترف, أشتقت لها و لإبتسامتها, أشتقت لوجودها الفعلى , أشتقت لأن أكون أنا و هى فى نفس المكان فى نفس الوقت و قبل أن أوصل بنصف ساعة , قالت إنها لن تستطيع أن تأتى لأنها وعدت أمها أنها ستذهب معها لمكان  ما و سألتنى إذا كنت مستاءة , قلت لا و بالفعل لم أعتب عليها أو ألومها بل تمنيت لها وقت سعيد مع أمها و قلت أننا سنعوضها فى يوم أخر و رددت على مسامعى نفس الكلام و إذ بى أفاجأ بدمعة منى تسقط على تليفونى و أنا أحدق فى المحادثة التى تدور بينى و بينها و حينها عرفت بأنى لم أكن على ما يرام , و لم أقل أنى لم أشعر بإنى لست على ما يرام لأنى حقاً لم أشعر بشىء, فقد أصاب كل عواطفى شىء من الخدر و العجز , ليس لدى من القوة بأن أمسك فى أى شىء و أى شخص, أتركهم ينسلون من بين يدي دون حراك, سأترك تلك التى تحبنى أكتر مما تحب نفسها و تستمع لكل حكاياتى عن تلك التى لا تبدى أدنى إهتمام لوجودى بلا ملل , نعم سأتركها حتى تكسر قلبها الذى أحبنى بيديها حتى تكون أقوى و تعرف قيمة نفسها التى تهينها بكل إرادتها كما جعلتنى الأخرى أكسر قلبي و أصب كل محتوياته تحت قدميها لتدوس عليه و هى راحلة , و سأبعد تلك التى تبدى إهتمام بى من بعيد لبعيد لأنى صرت لا أقوى على الإقتراب من أى شخص , أما ذاك الذى أعجبت به لفترة و حين أقتربت وجدته أقرب ما يكون لحيوان متكلم , تحكمه شهوات نفسه, تتلخص مشاعره كلها فى إحساسن مختلفين إما الجوع أو الهيجان الجنسى, يعتقد إننى أنا من يحلم بها أن تشاركه سرير الزوجية, نعم سرير و ليس حتي الحياة, أكرهه و أمقته حين يبدأ فى الحديث عن جمالى و ما يعجبه فيّ , كلما يقترب منى أكثر كلما شعرت بالغثيان منه و من كل الرجال , يحاول أن يقنعنى أنه من الطبيعى أن يشتهى الرجل تلك التى يحبها و أنه من الطبيعى أن يرغب فى جسدها , ربما عنده حق و لكن ما أراه فى عينه هو مجرد شهوة و ليس حب, كل ما سيريده فى تلك اللحظة التى سأكون فيها بسريره هو الجسد الذى أكرهه أنا , سينظر إلى عينى و لن يرى كل الدموع التى بكيتها على أحباب رحلوا, و حين ينظر إلى صدرى لن يرى من خلاله بقايا قلب وزعت أشلائه على عابرون , سيمرر يداه على جلدى و لن يشعر بذعر مسامه من عدد المرات التى فكرت فيها أن أقطع أنهار الشرايين التى تجرى من تحته و أتركها تقطر كل السم الذى تحتويه, بمنتهى البساطة لن يرانى, كل ما سيراه هو جسد مجرد أو مجرد جسد و هذا أشد كوابيسى رعباً

 أتصل بذاك الغريب الحنون و أسأله إذا بإمكانى أن آزوره لقليل من الوقت لأنى لا أشعر بأنى على ما يرام, يرحب بى بحرارة, على درجات سلمه أقف للحظات لأسوى من ملابسى و أضع بعد العطر و أتأكد أن شكلى العام مهندم, يفاجأ من إعتنائي الزائد بنفسى هذه المرة و أرى صدمة فى عينه متبوعة بإعجاب, يلاحظ الضيق على وجهى بسرعة و يسألنى ماذا بى, تنسل دمعة من عينى و تتبعها أخرى ثم أخريات , يستمع إلى فى صمت و يضمنى إلى صدره و هو يمرر صوابعه بين خصلات شعري و حين أنتهيت من البكاء و الكلام آتى و وضع قطعة من الشوكولا المملوءة بالويسكي فى فمى و طبع قبلة على شفتاى, يجلب كوبان من يصب كأس ويسكى لنفسى و أخر لى من زجاجة قال لى أنه يحتفظ بها لذوي القلب المجروح مثلى , أبتسم و أرتشف كأسى فى هدوء و أستلقى على سريره و أستمتع بعقل فارغ منها و من ذكرايتها و من تلك الأخرى و من ذاك و من هؤلاء, تتعلق عيناى بسقف حجرته مرة أخري يضمنى إلى صدره و يعلو صوت موسيقى موتسارت على صمتنا, يلعب بأصابع يديه المعزوفة التى نسمعها على عمودى الفقرى , أرفع عينى لأنظر إليه وجدته ينظر بإتجاهى, يتجمد الزمن لحظة قبل أن يبدأ فى طبع قبلات متتالية على شفتاى و و عينى و جبينى و ما تستطيع أن تصل إليه شفتاه من وجهى, أغمض عيناى و أغرق فى قبلة طويلة معه و أشعر برطوبة لسانه يجول فى فمى , ظل يقبلنى لا أعلم لكم من الوقت و يده تتحسس ملمس جلدى و تعزف مع الموسيقى أحياناً , و بدأت يداه تنسل بين ملابسى ليلمس بطنى, يقشعر بدنى من لمسته, فأنا لم يلمسنى أحدهم هكذا منذ وقت طويلو هذا شخص قابلته مرة واحدة فى حياتى , و لدهشتى لم أمانع أن يلمسنى و حين كنت نصف غارقة فى أفكارى , نصف غارقة فى شهوتى وجدته يدندن الكونشيرتو الذى يلعب لموتسارت فى أرجاء الغرفة لصدرى و هو ينثر قبلات ضغيرة على صدرى كما تنثر الورود على العروس يوم زفافها, سألته ضاحكة ماذا يفعل, قال أنه يحاول أن يهدى من روع ذاك القلب المختبىء وراء حمامتان السلام النائمين على صدرى, رفعت وجهه مقابل وجهى و بدأت أقبله بجنون و أحتضنه أكثر و أنا نصف عارية و لا أكترث من التعرى أمام غريب مثله , أتساءل للحظة لماذا أرفض ذلك الأخر الذى أعلم أنه يحبنى و يريد أن يتزوجنى فى وقت ما و لا أمنحه جسدى الذى يشتهيه مثلما أستسلم بين ذراعي ذاك الغريب الذى لا يستطيع أن يمنحنى سوى تلك اللحظة فقط, أبتسم نصف إبتسامة لأنى أعلم تماماً لماذا , ليس فقط لأنه ذو تفكير لم يمر على أى من مراحل التطور و توقف عن الإنسان البدائي و لكن فى ثياب حضارية و لكن لأنه و إن كان طيب و يحبنى بطريقته الحيوانية تلك فرصة حقيقية, بمعنى أنه من الممكن أن نظل سوياً و هكذا سأضطر أن أكون ملك شخص غيرها , نعم فقد كنت ملكها, و ما زال كل ما هو روحانى في يحن لها , و لذلك ها أنا ذا أدفن كل ما هو روحانى و إنسانى و يحمل رائحة ذكرياتها فى جسدى و إحتياجاته و أدفن جسدى فى جسد هذا الغريب , تصدر آهه منى قد يعتقد هو أنها مما يفعله بجسدى و لكنها كانت من قلبى الذى يكرهها بقدر ما يحبها لما تفعله به و بى و كم تشعرنى بأنى قليلة, عاجزة و أقل من أن تخاف على مشاعرى أو حتى أن ترد على مكالماتى. أشعر بصوت جسدى و هو يحاول أن يعلو على صوت أفكارى , و ينجح لوقت وجيز قبل أن أشرد لسبب ما فيها, و ماذا قد تكون تفعل الأن, و إن كانت بخير و تتنفس , هوسى بتنفسها يزداد سوءاً كل مدى و أحياناُ أعجز أنا عن التنفس من شدة خوفى عليها أن تنسى أو تتناسى أن تتنفس, فأخسرها مرة أخرى و لكن هذه المرة ليس لشخص أخر - و إن كان هذا أكبر مخاوفى الآن - و لكن للموت , سريعاً أبعد هذه الفكرة عن رأسى و اتظاهر بأنى لا لم أفكر فى هذا و كأنى هكذا أخبيها من الموت , لا أعلم لماذا تنتابنى كوابيس كثيرة بشأن هذا الموضوع رغم أنها تبدو بخير و تبدو سعيدة بشكل ما. أشعر بيده تسحبنى من أفكارى السوداوية حين تلمس يداي و يسألنى إذا كنت بخير, أقبله قبلة سريعة و أطمأنه و أخبره بإنى فقط لابد أن أذهب لأقابل بعض الرفاق, يطلب منى أن أمكث قليلاً و لكنى أرفض بقبلة أخرى أطبعها على عينه, يبتسم و يبدأ فى مساعدتى حتى أسوى ملابسى و يقبلنى قبلة طويلة عند الباب و أرحل مبتسمة له دون ادنى شعور بالذنب لما حدث للتو رغم أنه هذا إذا حدث مع شخص أحبه و يحبنى كنت سأشعر ببعض تأنيب الضمير لسبب ما, أحب لمساته على جلدى و رائحة مسحوق التنظيف التى تنبعث من ثياب المنزل التى يرتديها, أحب أن أستلقى فى حضنه, على سريره, أستمع إلى موسيقاه و ما لديه ليقوله بين الحين و الأخر, رغم أنه كشخص لا أعرف عنه الكثير و اعلم تماماً أن ما يحدث هذا لن يذهب إلى أى مكان أبعد من هذه الغرفة و تلك الدقائق المسروقة من الزمن, و ربما يكون هذا بالظبط السبب, أنى أريد أن أقف فى هذه اللحظة, لحظة أستطيع أن أشعر فيها بدفء شخص ما حولى من دون أن أشعر بإنى حقاُ تركتها و بدأت أن أعطى ما كان لها بداخلى لشخص أخر , لا أعلم حقاُ إلى متى سوف يستمر هذا الوضع, لماذا أرتعب من مجرد فكرة أن يحل محلها أحد مهما أردت رغم أنى أعلم أن الموضوع إنتهى بالنسبة لها, أأتحجج بها لأنه لم يأت الشخص المناسب بعد  أم أنى فعلاً أحببتها بهذا القدر, لا أعلم و لكن حتى أعلم, يبقى الوضع كما هو عليه

Thursday 2 May 2013

لحظة

لم أتخيل يوماً أننى سأجد نفسى فى سرير شخص غريب عنى أراه لأول مرة فى حياتي, إستسلام تام بين ذراعي شخص غريب تماماً عنى و ربما يكون هذا سبب شعورى بالألفة تجاهه. صرت أخشى القريبين و أرتعب من القرب الزائد عن حده. أمقت التعود و الوعود التى أعلم جيداً الآن أنها لا توفى

 غرفة صغيرة بالكاد تتسع للسرير الذى أستلقيت فى أحضانه عليه فى صمت أستمع لصوته الخافت و هو يدندن مع الأغانى التى تلعب من راديو قريب و بأصابعه يعزف ألحانها فى المسافة بين رقبتي و كتفى ببراعة و أنا مستسلمة له تماماً و أكتفى بالتحديق فى سقف الحجرة الذى حفرت تفاصيله فى عقلى من كثر ما حدقت فيه., لمساته على جسدى حنونة و لم تخيفنى تماماً , فيشرد جسدى معها بينما يسرح عقلى فيما وصل إليه حالى, صرت أحتمى فى الغرباء من القريبين و خيبات الأمل المصاحبة لهم

أحببت غرفته و صغر حجمها رغم خوفى من الأماكن الصغيرة الذى يصل لحد الفوبيا فى أحيان كثيرة. و لكن الموسيقى و الضوء الخافت و أصابعه على جلدى أعطتنى شعوراً غريباً بالأمان و كأننى أختبىء من العالم عند شخص غريب لأنه سيكون أخر مكان يبحث عنى الحزن فيه. لوهلة بدا أن الوقت قد توقف فى هذه اللحظة, لحظة مليئة بالأمان و الجمال. و يكمن جمال اللحظة فى كم إنها لم تكن متوقعة , هكذا كنت أفكر بينما كان يعبث بخصلات شعري و هو يطبع بقبلات حانية على جبينى و وجنتي , آه كم أكره إنفصالى الدائم عن ذاتى هذا و تفككى إلى روح و جسد و عقل و قلب الذين نادراً ما تتفق آرائهم, فأصبحت جسد مستلقى فى أحضان هذا الغريب مستمتع بلمساته الحنونة التى أفتقدها بينما يبكى قلبى تلك القريبة التى لم و لن تقترب أبداً بالحد الكافى الذى يسمح لها رؤية كم أحببتها و كم كنت ممتلئة بها فحين رحلت تركتنى فارغة ضائعة من حالى و كلما ناديتنى يردد صدى فراغي كم أشتاق إلى قليلها الذي كان ولا زال أهم من كثير غيرها. و يعلو صوت نزاع جسدى مع قلبى فينتهى بى الأمر مشتتة فى البين البين الرمادى الذى أكرهه و لكنى لم أخرج منه منذ عرفتها , و كلما أستسلم جسدى له كلما حن قلبى إليها , يريده جسدي و يمقته و يمقتنى قلبى الذى لا يكف عن ضخ حبها فى شرايينى و تسميمي بحبها حتى أستسلمت لمرض حبها الذى أعلم أن نهايتى ستكون على يده

فى هذه اللحظة تملكتنى رغبة عارمة للبكاء , فأحتضنته بكل قوتى حتى أخفى دموعى و أتمالك نفسى التى تتداعى كلما أقترب منى أحدهم فما كان به إلا أنه أحتضنى و ظل يقبل راحة يداي و يدندن مقطوعات موتسارت فى أذنى كما تُكبِر الأم فى أذن إبنها حين يبكى, فهو لا يؤمن بالرب و لكنه مؤمن بالموسيقى و السعادة اللحظية و لإيمانى بأن الله محبة و جمال و موسيقى هدأت بعدما سمعت ألحان إحدى أنبيائه فى أذنى. وددت لو تركنى قلبى أن أستسلم للا شىء الجميل معه, ربما تُحل على يديه كل عقدى الجنسية و خوفى المرضى من ان يقترب منى أى أحد, فمن أفضل من هذا الغريب الحنون الذى يهمس بألحان موتسارت فى أذنى بينما يكتب مقطوعة جديدة بأصابعه الماهرة على جلدي و لكن شىء ما يمسكنى دائماً و يمنعنى من ترك جسدي الذى طمع فيه الكثيرون بين يدي هذا الغريب ليجرده من مخاوفه واحد تلو الأخر , ليمحو تلك الآثار التى تركها هؤلاء القريبين الذين لم يروا الروح التى تختبىء فى هذا الجسد المتوسط الجمال , يدور هذا الحوار بين روحي و قلبى بينما يشعر جسدى بأنفاسه الدافئة على رقبتى متجهة نحو شفتاي , إزداد معدل تنفسى و لا أعلم إن كانت عيناى تجوب الغرفة أم الغرفة التى تجوب بي, يزداد إدراك حواسى من حولى, فتخترق رائحة عطره أنفى و أشعر بمسام جلدى تتشبع بها, بينما تنتبه أذنى إلى صوت كاميليا جبران تشدر بصوتها الأكثر من رائع

هذه اللحظة عندى ما لها قبل و بعد
لم يعد للزمن المحدود عندى أى معنى
قد تلاشى الأمس أصداءً و ظلاً
و الغد المجهول يمتد بعيداً
ليس يُجلى

فأبتسمت أنا و قلبى فى نفس الوقت شاكرين الصدفة البحتة على هذه اللحظة المليئة بالحب الغير معرف و الشعور اللحظى بالأمان فى أحضان هذا الغريب , طبعت قبلة سريعة على شفتاه لتخبره عنى كم أنا ممتنة على هذه اللحظات القليلة التى أختبأت فيه من عالمى و لملمت أشيائي و خرجت من مخبأه إلى عالمى الغير حنون الغير آمن و لكن بداخلى زادت لحظة سعادة و لحظة أمان سيجعلونى أتحمل لحظة خيبة أمل أخرى و لحظة إنكسار أخرى. و نزلت على درج المبنى الذى يقطن فيه هذا الغريب القريب و أنا أردد, طوبى للغرباء الذين ينقذونا من خيبات أملنا التى سببها أقرب الأقربون, طوبى للغرباء الذين ينقذونا من خيبات أملنا التى سببها أقرب الأقربون 

Friday 8 March 2013

عن شجرة

اليوم سأقص عليكم حكاية بنت صغيرة بقلب كبير , مشاعر بداخلها و هوس بالحياة و التجارب أكبر من أن يتحمله جسدها الهش وحده , فكانت هذه لعنتها فى الحياة لأنها أصبحت دائمة البحث على من يشاركها ما بداخلها و يحمله عنها , وقعت فى حب ولد صغير مثلها, حمل عنها أحلامها و أمالها و طموحاتها , و مع مرور الوقت أكتشفت أنه لم يساعدها فى حملهم فقط بل سرقهم منها و أستبدلهم بأحلامه هو و طموحاته هو فى ليلة ما و هى نائمة فى أحضانه غير متحصنة بحصون الإحتياط و الخوف , كان هو حصنها الوحيد و لذلك حين  قرر الرحيل عنها فى يوم ما , تركها عارية من دون أحلام و لا طموحات ولا أمان , علمت حينها أن عليها أن تبدأ فى البحث أحلامها مرة أخرى و عن نفسها التى فقدتها فى أحضانه و عليها أن تكون أقوى حتى تحمل أحلامها وحدها ولا تحتاج لأحدأً ما , عانت كثير فى رحلتها للبحث عنها , و كلما جلست لتستريح مر عليها عابر يقنعها أنه هنا ليساعدها فى البحث و لكنها تكتشف بعد فوات الأوان كل مرة أنه هنا ليسرق جزء ما منها. حتى جائها يوم ما عابر حاول يسرق كل ما هو جميل فيها و كان على وشك الفوز لولا أنها أستماتت فى الدفاع عن القليل المتبقى منها حتى رحل بعدما تركها مليئة بخدوش قررت هى أن تحتفظ بهم و لا تعالجهم كتذكار لغبائها مع البشر حتى لا تترك اي منهم يدخل حياتها مرة أخرى. أنغلقت على ذاتها و قررت أن تكتفى بنفسها , أستعادت طموحاتها و أحلامها شيئا فى شيئا و كبرت و تحولت من طفلة صغيرة عاجزة إلى إمرأة قوية لا يلفت نظرها أي أحد و تعرف كيف تدافع عن نفسها و أحلامها

فى يوم ما بينما كانت تهيم على وجهها فى إحدى الشوارع الجانبية لفت أنتباهها شجرة وحيدة تقف فى وسط أرض تدل اللافتة أنها ملك لورثة شخص ما , أقتربت من الشجرة قليلاً وجدتها على وشك الإنتهاء من فنجان قهوة سكر زيادة و هى تضع نظاراتها الطبية و تستأنف القراءة فى كتاب ما , لم تصدق عيناها و أعتقدت أنها فى حلم ما , كيف لشجرة أن تقرأ و تشرب القهوة  بل و ترتدى النظارات الطبية , و كأن أندهاشها لفت نظر الشجرة فتركت الكتاب جانبا و سألتها إن كانت تائهة , أندهشت البنت و عجزت عن الرد , أبتسمت الشجرة و طمأنتها ألا تخاف , و لكن البنت لم تكن خائفة , شيئاً ما فى هذه الشجرة المتكلمة كان يشد أنتباها و يسرق أنفاسها , أرتاحت البنت للشجرة و جلست بجانبها حتى الصباح تحكى لها عن كل هؤلاء الذين أرادوا أن يسرقوا أحلامها و نجحوا بالفعل فى سرقة أجزاء منها , حكت لها عن كل طموحاتها و عن كل ما تريده من الحياة و أستمعت لها الشجرة بكل إهتمام , و فى النهاية قامت البنت أحتضنتها و قالت لها : أنتى طيبة أوى , أنا أحب الشجر فأبتسمت الشجرة و قالت :  و أنا أحبك 

وخزت هذه الكلمة قلب البنت و ظلت طوال الليل تفكر فى الشجرة متعجبة كيف لها أن تقع فى غرام شجرة و ليس إنسان , فردت على نفسها : و ماذا فعل معك البشر سوى محاولة كسرك. و حتى لو لم يكن الرد مبرر مقنع للقوع فى غرام شجرة إلا أنها كانت فى منتصف الطريق و الرجوع لم يكن خيار. ظلت تتردد على الشجرة و تحكى لها عن كل أحلامها لهم سوياً , كانت تحكى لها كيف أنها تريد أن تأخذها لترى مطعمها المفضل و أن تحتضنها ليلا و هم يشاهدان فيلمها المفضل أو أن يذهبا للبحر ليلة ما ليحتسيا النبيذ و يقعا فى غيبوبة نوم لذيذة بعدما يقضيان أمسيتهما فى مشاهدة النجوم , و كان رد الشجرة واحد على كل شىء : أتمنى ذلك , و لكنى لا أستطيع لأنى شجرة , كانت تعلم البنت فى قرارة نفسها أن كل هذا لن يتحقق فعلاً لأنها شجرة و هذا لن يتغير , و لكن لم لا , و طرأت فكرة فى عقل البنت و قررت أن تعيد الحياة لهذه الشجرة حتى تستطيع أن تشاركها حياتها , قررت أن تساعدها أن تنخلع من جذورها التى تقيدها مكانها و تمنعها من أختبار الحياة بشكل فعلى , فى اليوم التالى ذهبت إلى عرافة و قصت عليها قصتها و أخبرتها العرافة أنها تستطيع أن تعطيها وصفة تعيد الشجرة للحياة و تدب فيها الروح و لكن عليها أن تتبرع بنصف روحها حتى تنجح الوصفة و لم تتردد البنت فى الموافقة . و ذهببت إلى الشجرة وجدتها منهمكة فى القراءة فأستبدلت قهوتها السوداء بكوب من الألوان به الوصفة السحرية حتى تتلون فروعها بألوان الربيع , و بينما كانت الشجرة تتفحص ألوانها الجديدة أستبدلت كتابها الذى تقرأ فيه دائما عن الموت , بكتاب يتحدث عن الحياة و الجمال , و بالفعل بدأت الوصفة فى النجاح و يوم بعد يوم بدأت الشجرة تتحول إلى بنت جميلة ذات أبتسامة من وسعها تستطيع أن ترى لثتها أحياناً , عيناها بنيتان كتذكار من ماضيها الذى كانت فيه شجرة , و بهما لمعة تحكى عن قصة حب ما , و عاشا سعيدان لفترة من الزمن , و لكن البنت خارت قواها و قدرة تحملها بعدما أعطت نصف روحها للشجرة , و زادت مطالبها لأنها الأن لا تستطيع أن تحمل طموحاتها وحدها ولا أن تحقق أحلامها وحدها , فأصبحت دائمة الإحتياج لنصفها الأخر المتمثل فى الشجرة , فبدأ النزاع و الخلاف , البنت تحتاج لحياة أكثر و مشاعرأكبر و الشجرة نصف روح أكثر من كافية بالنسبة إليها , و بدأت البنتان فى الخلاف وجرح إحداهما الأخرى و إلقاء عيوبهما فى وجه الأخر و ألقيا بعرض الحب و الذكريات عرض الحائط حتى ذلك اليوم المشئوم الذى قررت فيه البنت التى كانت شجرة أن تترك الأخرى و تمضى , لأنها لم تصبح شجرة بعد الأن و لن تتحمل أن يلقيها الناس بالحجارة بعد الأن لأنها تستطيع أن ترحل و تمضى فى طريقها , و بالفعل رحلت الشجرة بعدما أخذت نصف روح البنت و رحل معها النصف الأخر حزناُ عليها , و جلست البنت مكانها نادمة على محاولتها فى أن تحولها إلى بشر لأنها ربما إذا كانت تركتها كما كانت شجرة لم تكن ستقدر أن ترحل و تتركها , فجلست تبكى مكانها على أطلال الحنين , و أرتدت نظارتها و مسكت كتابها ربما تستعيد جزءا منها , و لكن مع الوقت تحولت هى إلى شجرة مكانها , عاجزة خالية من اى روح , و ضاع منها كل شىء سوى ذكرى من زمن بعيد عن شجرة أحبتها و كانت سعيدة معها , و تقضى أوقاتها الأن مكانها تقرأ من كتابها و تشرب فنجان قهوتها الأسود و أحيانا و هى تتذكرها تأخذ شهيقاً بعمق , ربما تكون الريح حملت نسمة من زفيرها إلى هنا, من مدينة نصر, أخر مكان سمعت أنها تعيش به الأن