Tuesday 14 May 2013

سهرانة لحالى

أحدق بهذه الصفحة البيضاء منذ نصف ساعة, أعلم أنى أريد أن أدفع ببعض الكلمات و الأفكار من داخلى لأسكبها هنا حتى تتحول من مشاعر تُحس لجمل و كلمات تُقرأ و تُحلل و ربما تُصحح ما بها من أخطاء إملائية و نحوية و بذلك تفقد معناها و مصداقيتها. يلومنى أصدقائي على ما وصلت إليه من حال معها و يقولون أنني ألقى بنفسى فى النار مرة أخري بعدما كنت بدأت أن أنجو بقلبى من خيبات أملها و حبها الغير واضح, حقاً لا أعرف إن كانوا أصدقائي من قالوا هذا فعلاً أم قلته أنا لنفسى, لا أتذكر حقاً, وجودها مُشوِش بدرجة كبيرة بالنسبة لى , يطغى إحساس ال " لا أعلم " عليّ فى حضورها.حقاً لا أعلم ماذا أنا بفاعلة أو ماذا أريد منها و لِم سمحت لها بالإنسلال إلى داخلى مجدداً, أشعر بها فى مسام جلدى و فى عروقى و فى كل زفير و هي تتمسك بخلايا رئتي و ترفض الخروج منى. أنا نفسى لن أحاول أن أخرجها مني بعد الآن, أستسلمت و أذعنت لحبها. حسناً أنا أحبها و اعترف بهذا, و هى لا تحبنى, أو تحبنى كصديقة أو لدرجة لا تكفى لكى تكون معى, لكى تكون ملكى و ليس ملكها. تؤلمنى هذه الحقيقة و لكن ليس مثلما كانت تؤلمنى فى بادىء الأمر, لا أبكى كثيراً, فقط بعض المرات التي اواجه حقيقة أنها لا تحبنى من خلال رد لها أو حين أرى أثنين سعداء حياتهم أسهل بكثير من حياتى معها ,أو حين أشتاق لسماع صوتها و أعلم تماماً أنى لا أستطيع أن أتصل حرصاُ على كرامتى لأنها لن ترد حتى و ستتذرع أى عذر و سأصدقه أنا بطبيعة الحال حتى أستطيع أن أتجاهل الموضوع ولا أواجه نفسى بحقيقة أنها لا تشتاق إلى مثلما أشتاق إليها

أنا متعبة, أريد أن أختفى. قلت لصديقى أحمد فى أخر محادثة تليفونية معه
هو : أنتِ من تعذبين نفسك بيدك
أنا: لن تستطيع أن تفهم
هو: العكس صحيح, بل أنا من يستطيع أن يفهم لأننى خارج دائرة مشاعرك المشوشة 
أنا: أنا أعرف كل شيء
هو: و مع ذلك تبقين ؟ لا أفهمك
أنا : لا أفهمنى أنا الأخري
هو : أتركيها
أنا: أنا لست معها لأتركها , هى مجرد صديقة
هو: صديقة يهمك أمرها أكثر مما يهمك أمر نفسك
أنا : ألامر معقد
هو: لا ليس معقد, أنتِ تريديها و هى لا تريدك هكذا, إذا أردتى أن تكونى صديقتها كوني صديقتها و لكن لا تعطيها مميزات أو صلاحيات أكبر من صلاحيات مجرد صديقة
أنا : لا أستطيع أن أعاملها بطريقة مختلفة غير تلك التى عودتها عليها
هو: و لماذا إذاً تعاملك هى هكذا ؟ لما ترضين الا يُرد على مكالماتك و أن لا يُشتاق إليكى, لماذا ترضين بأقل مما تستحقين, أنا أعلم جيداً كم تشتاقين إلى علاقة سوية, أرى تعبيرات وجهك حين ترين أثنان يجلسان فى ركن ما , متعانقين الأيدي و عيناهم تحكى الكثير, لم ترضين بأن تكونى فى علاقة حب من طرفك إنتى فقط 
أنا :  ليس عندى رد لهذا
هو : فكري يا حبيبتى, فكرى بنفسك و لو لمرة و فكرى ماذا سيكون رد فعلك حين تحب هى أحداً ما و انتى ما زلتى تنتظرين أن تحن عليكى بمكالمة تليفون 
أنا : و لكنها قالت أنها لا تصلح لأن تكون فى علاقة مع أي شخص و لو كانت تقدر لكانت معي الآن
هو: أتستمعين لسذاجة ما تقولين ؟
لا أرد فيكمل هو
هو : أتعلمين كم مرة قولت هذا العذر لأشخاص لم أهتم لأمرهم بالكم الكافى لأكون معهم و أتحمل إختلافاتهم ؟ حسناً كم مرة قولتيه أنتى؟
لا أرد لأن كلامه منطقى فيسترسل هو فى تعريتى أمام نفسى و تجريدي من الأعذار التى ألتمسها لها
هو : أنا لا أقول على فكرة أنها تخدعك, ربما هى نفسها تعتقد أنها لا تقدر أن تحب لأنها لم تقابل الشخص المناسب إلى الأن, أو ربما الشخص الغير مناسب هو أنتى
أصمت و أغرق فى أفكارى و أتذكر كل من حكتلى هى عنهم و كيف ملّت منهم بعد فترة مثلما حدث معى 
هو: فكري لبعض الوقت و قرري, انتِ تعلمين أنى لا أريد منك شيئاً سوى أن تكوني سعيدة

أنهى مكالمة التليفون معه لأنها تركتنى مهزوزة , و عكرت صفو الوهم الذى خلقته لنفسى لأعيش به و أتعايش مع وجودها فى حياتى من دون توقعات, أتحدث معاها لبعض الوقت و يشاء القدر أن يقودنا الموضوع لنتحدث عن الخطط المستقبلية, و تصدمنى نفسى لأننى أتصدمت حين أستمعت لخططها التى لا تتضمنى, و لماذا تكونين ضمن مخطاطتها يا حمقاء؟ أقول محدثة نفسى, ينتابنى جوع مفاجىء شديد , أكل كل ما أجده أمامى و أنا أمنع نفسى من البكاء, ألمح نفسى فى المرآة التى أمامى, أشعر بقبحى و بكره مفاجىء نحو جسدى, تؤلمنى بطنى بشدة و أشعر بأنى أريد أن أفرغ ما بمعدتى, أركض بإتجاه الحمام و أتقيىء كل ما كان بمعدتى, آه كم يؤلمنى هذا الفعل و خصوصاً أن معدتى قد فرغت و لكنها لسبب ما مازالت عضلاتها تدفع بشىء ما من داخلى للخارج, ربما هذه وسيلة جسدى للتعبير عن رفضه لحبها الذى يسكننى. أجلس على أرضية الحمام ظهرى للحائط و أحتضن ركبتى بذراعي الأثنين و كأننى أعانق نفسى, أضحك بينما تنهمر دموعى على حالى, أأكون مصابة بأضطراب فى التغذية أيضاً ؟ أهذا ما يسموه الشره المرضى؟ أضحك ساخرة من نفسى حتى لو مصابة به, مرض جديد على قائمة أمراضى, أبكى لفترة ثم أحاول الوقوف بصعوبة و أستحم لإيمانى الشديد بأن الإستحمام يتخلص من الحزن و الإكتئاب و بالفعل أخرج منه منتعشة و أحدث نفسى فى المرايا وأقول : أنتِ بخير

أغرق جسدى بالعطور و مستحضرات الجميل ذات الرائحة النفاذة و أحاول أن أتجاهل رغبتى العارمة فى البكاء و فى أن أتحدث معها و أشاركها ما أشعر به, فأنا إذا تعلمت شىء من علاقتى معها هو الا أقول ما أشعر به ولا اطلب أي شىء , لا أريد أن تفزع منى مرة أخرى و تركض فى الأتجاه المعاكس, أحاول تجاهل قلبى و روحى و لكننى ما زلت أسمعهم , أمسك هاتفى و أفعل مثلما أفعل كل مرة و أتصل بذلك الغريب الذى يعرف كيف يجعلهم يصمتون, يرحب بي و هو يخبرنى أن لديه نوع ويسكى جديد سأحبه جداً , أتفق معه على ميعاد بعد ساعة من الآن و أنهى المكالمة و أبدأ فى التحضير لمقابلته و أنا أدندن أغنية هدى حداد و أظل أردد معها

ســـهرانة لحالى
و غيـــابك ببالى
يا طــــــول الليـــــــــــــــالى

و أفكر كيف أن هدى لم تأخذ نصيبها من الشهرة رغم أن صوتها رائع, و هدى لمن لا يعرفها هى أخت فيروز محاولة ألا أسمع عقلى و هو يسألنى و ماذا بعد ؟ و لماذا أظل أعود لهذا الغريب و أنا أعلم تماماً انى أمقت من يعيشون تبع شهواتهم, لماذا أحقر من نفسى بهذا القدر أمام نفسى , فلا أحد يعلم ماذا يدور بينى و بينه سواي أنا و هو و الموسيقى الرائعة التى دائماً تلعب فى حجرته, ربما لأنى أريد أن أكون حقيرة , ربما لأنى أريد أن أكون أقل مما أنا عليه و مما أستطيع أن أكونه, ربما إذا قللت من قيمتى لن أستطيع أن ألومها عم تفعل معى, ربما وقتها يكون تجاهلها لى هو ما أستحق بالضبط و عندها لن أستطيع أن أتذمر و تستطيع هى أن تبقى , أهرب من ملاقاة أعيننى فى المرآة و أركز على جسدى و شكله فى الملابس الداخلية التى أخترتها خصيصاً له و أكمل ارتدائي ملابسى و أنا أردد: سهرانة ع غياب الأحباب يا طول السهر ع الباب يا طوال الليالى

  

1 comment:

  1. بــ طبعي ضعيفة في التعبير بالكلمات
    بس حبيت أقول إني .. حبيت و حسيت و فقط !

    ReplyDelete