Tuesday 28 May 2013

I'm Just Saying, Love.

I know you think that it was just a dream
But darling, it is as real as the way you blink repeatedly when you are thinking of the heavy burdens on your chest
Do you believe in Soul mates? Oh, How stupid of me to ask this question, you don't even believe that souls do exist
You are all about how science will logically explain everything and you are sure that one plus one will definetly equal two
If so love, can you explain to me how the solution was still one of the equation of me plus you?
I haven't read all the science books lying there on your bookshelf after you gave them parts of you some time ago so most probably I don't have a logical explanation for the question I just asked you
But let me answer it from my humble non scientific point of view;
The one I was on my own before I met you, and the one you were before you kissed me are totally different from the " one " we are together
it's like the difference between a Crescent sky and a Full moon kind of weather;
See, you were you and I was me, but darling can you taste the sweetness of the word " we "
I tasted it that night you sneaked a kiss from my lips while we were waiting for one of our friends
This is a memory that I'll keep in my heart forever, Even though if whatever we have ends
Did I tell you how much I hate rhymes? Well ,I do, very much but for some reason my words rhymes and my heart now beats to the rythm of your favorite song since the day I kissed you
Did I tell you that my fists aren't clenched and ready for the fight anymore? Did I tell you I don't even wanna fight anymore?
The fists turned into palms that day you kiss the bruises I got from holding on to those who pushed away, and the bruises turned into sunflower beds that follows your light wherever you go
The other night when you dreamt of me and you felt it as if it was so real it was because my soul left me and kept wandering around you
I put my ear to your heart and listened to the echo of your dreams,
I heard the fights your heart has with your logic, through the thick layers of nicotine that found their way into you through other's disappointments
I heard the pain screams inside you being muted by the sound of the sarcastic laugh you face everything with
I heard so many broken things that I vowed to myself to fix for you, so I leaned and placed a kiss on your cheek, the exact one that you dreamt of, as a seal for the deal
Consider that virtual kiss as a promise darling, yes a promise dear;
A promise to love you like your mother would have loved you if you were her only child
A promise to stick with you through the thick, thin and mild
A promise that my arms won't be strechted with love to anyone but you, and that no one will get to water the flowers in my palms with kisses but you
A promise that I love you to an extent that the god you don't believe in, will believe in you
Today when I held your palm in my hands and kept running my finger through it I had the urge to print five kisses on your fingers, starting from your thumb to your pinkie
Five kisses with five promises, to love you and love you and love you and love you and love you, I wish I can promise your forever, but I'd be lying, I don't know what might happen tomorrow, or the day after or a week from now, All i have is now, and my now is yours darling, if you asked for it.

and at last, I just wanna say that Jeffrey McDaniels, who happens to be one of my few favorite poets once said, “There's two kinds of women, those you write poems about and those you don't.”
I know that was a shitty poem, but I'm just saying , love, I am just saying.



Friday 24 May 2013

تصوُّف

" الحُب منك و إليك "

كعادتي كلما تضاربت المشاعر بداخلى أسكبها كلها منى على ورقة حتى أقرأها و أعرف ما يدور بداخلى. أعرف أن قلبى كاد أن ينفجر من قدر الجمال و المحبة التى كانت تحاوطه من كل إتجاه, صوت عامر التوني الجهور و هو يصدح بحب الله, يغنّي لله و للمحبة و للعشق الإلهي و درويشه و هو يدور حول نفسه ليخرج من مدار هذا الكون و يتحول لذرات من عدم تهيم فى ملكوت الحُب, و رائحة عِطر تبعث في الطمأنينة لأنها تدل على أن أحد القلوب المليئة بالمحبة على بُعد خطوات منى.
إبتسامة بلهاء تعلو وجهي طوال التسعون دقيقة التى كان يغني فيها عن الحُب بصوته الأكثر من رائع, و كلما غنى فى حب الله كلما أتسعت إبتسامتى حتى كادت تسِع كل الحضور.
أكتشفت يومها سبب تعلُقي بالصوفية, لأنها فى حد ذاتها تتحدث عن الحب الصافي , الحب الذى لا يتخلله حِقد ولا ملل ولا يريد شيئاً فى المقابل, همست فى أذنه و قُلت: أعلم الآن سبب فشل علاقاتي السابقة, لأني دائما ما أحبهم بهذا القدر الذي يغني هذا المُنشد عنه. تأليه من أحبهم عادتي السيئة التى أقع فيها كل مرة, أحولها لآلهه و أنتظر منهم أن يتصرفوا على هذا الأساس, و أرضي بحكمهم بالجنة أو النار بنفس مَرضيّة, أتعبد لهم و أتمسك بهم حتى لو أشاحوا بوجههم عني طمعاً في جنتهم يوماً ما, لا أحاول أن أفهم كل مببراتهم لما يفعلوه معي و أتقبله كأنه أمر إلهي لا جدال فيه و أدور حول نفسي كالدراويش و أنا أردد " يا قلب أنت وعدتنى فى حبهم صبراً فحاذر أن تضيق و تضجرا " حتى أسقط من التعب و أنا أنتظر حتي يلقوا لي بشىء ما, بكِلمة أو علامة تقول بأنه مازال لي مكان فى جنتهم.
حان الوقت لأتذكر أنهم بشر, مثلهم مثلى, ليسوا أفضل منى بشىء سوى حبي لهم, حبي لهم هو ما يميزهم عن غيرهم. حان الوقت لأتوقف عن التصوف فى حُب بشر عجزوا عن أن يحبونى حُب إنساني.
سَقَاني الهَوى كَأسًا مِن الحُبِّ صَافِيًا, فَيَـــا لَيْتَه لَمَّا سَقَاني سَــــــقَاكُمُ , دائما ما أشرب كأس العشق وحدي و حقاً مللت من إحساس البؤس المُصاحب للسُكر وحدي, دائما ما أتجرع زجاجة العشق كلها وحدي, و كما نري فى الأفلام عندما يشرب شخص ما وحده فإنه فى الغالب ينتحر أو يؤذي حاله بعدها.
روحي مؤخراً أصبحت فى حالة تأهب دائم, كلما أقترب مني شخص ما و شعرب بألفة نحوه وجدتها تقف فى وضع إستعداد لمشاجرة جسدية, قلبى في يدي أعتصره في قبضة يدي اليسري و هى مرفوعة أمام وجهي و يدي اليمنى أمامها تحميها, قبضتا يدي متأهبتان للنزاع و الدفاع عن هذا القلب الذى لا زال ما تبقي منه ملىء الحب رغم كل شىء, و متمسك بالجمال و النصف الجميل من كل شىء, و لكني دائماّ صرت متأهبة للحرب, و كأن الحب ساحة معركة و ليس جنة كلها جمال و قلوب مليئة محبة و تقبل و سأظل هكذا حتي يأتي إليّ هو, المنتظر الذي لم أتبين ملامحه بعد, ليمسك بقبضتا يدي المستعدتان لتسديد اللكمات لمن يحاول الأقتراب, يفتحهما, ليحرر قلبي من بين يدي و يتركه ليهيم حباً, و يطبع قٌبلة على راحة يدي, قُبلة طمأنينة تقول أن كل شىء سيكون على ما يرام, كل شىء سيكون بخير, و تصير راحة يدي التى كانت مليئة بجروح تشبثي بكل قريب أراد أن يتركني و يرحل مليئة بالقُبل و الورود, لم أعد قادرة على أن أغلق راحة يدي على نفسها مرة أخري , صارت دائماُ مفتوحة , و الورود التي سيزرعها فيها بشفتيه ستتبع نوره أينما ذهب. مولاي إني ببابك قد بسطت يدي, فمن لي ألوذ بِه إلاك يا سندي ؟

Saturday 18 May 2013

..

حزن صامت. إنكسار عاجز و أخرس. أشعر بالوحدة فى أعماق رحمي بينما يتسلل الشعور الوهمي بالأمان الذى أعطانى إياه وجوده المؤقت مؤخراً مع دورتي الشهرية التى تعلن عن إبن أو بنت لي لن يولد, كما أعلم الآن أن كل الآمال التي علقتها عليه لمجرد أنه يتعامل معي بإنسانية لن تثمر بشىء. أكره تعودي السريع و تعلقي بكل شخص يبتسم لي أو يهتم لأمري. أريد أن أبكي في صمت فى حضن أحد يهتم لأمري, ظننت أنه هو ذاك الشخص و لكن لا أعلم لم أختفي فجأة أو تراجع عن الخطوة التى التى خطاها تجاهي مؤخراً. ربما أنا التى بالغت فى تفسير أفعاله .. ربما أنا التى توقعت الكثير و تعلقت سريعاً بحنيته معي و خيلت لنفسي أنه ربما يهتم لأمري حقاً و أن هذه ليست طريقته مع الكل .. ربما أهتم حقاً .. حسناً فى الحالتين لا أكترث 

لم أعد أشعر بالحنين إليها. بداخلى غضب عظيم تجاهها, أشعر أنها أهانتني و أساءت معاملتى. تطاردنى ذكرياتها السيئة هذه الأيام و حملها ثقيل على روحي, أريد أن أسامحها و أنسي, أريد أن أتقبل حقيقة أنها أهانتني لهذا الحد و واتتها الجرأة على أن تقول أنها لا تريدني فى حياتها كأكثر من صديقة. حقاً من تظن نفسها لتفعل هذا بي؟ كيف أستغلت حبي لها أسوأ أستغلال و لم تحاول من أجلى. أعلم تماماُ الأن أنها لا تحبني و ربما لم تحبني أبداً, فقط أحبت نفسها و أحبت كيف أحبها, أحبت فكرة أن يحبها أحد لهذه الدرجة و لم تعبأ بالروح التى أمتصتها مني , تركتني محطمة و فارغة. لم أعد أريدها رغم إنى أعلم تماماُ أنى لا زلت أحبها و لا زلت أشتاق إليها. و لكن من أشتاق إليه ليس من تتكلم معي الأن , شخص أخر , عرفته فى زمن ما, أحبني أو ظن أنه يحبني, شخص فراقي ليس سهل عليه هكذا. أكره أنانيتها حقاً و أود لو تشعر بما أشعر به حين تخبرني أنها لا تريدني, أو حين لا ترد على مكالماتي, أو حين ترفض أن نتقابل أو تتجاهل مشاعري. أتمني أن تحب شخص ما مثلما أحببتها يوماً و أدعو أن يكون هذا الشخص مثلها لتشرب من نفس الكأس الذى ظلت تسقيني منه لا مبالاة و إهمال و سوء معاملة. تريد كل شىء على هواها, لم يكن لى أي إختيار في هذه العلاقة تماماً. كنت مجرد تابعة لها, كهاتفها المحمول أو كتاب لم تبذل مجهود فى قرآته فقررت أن تتركه رغم أنها لو فقط حاولت .. لو فقط تحاملت على نفسها و لو قليلاُ لكانت عرفت أن نهايته سعيدة. بدأت علاقتها معي وقتما شاءت, تحدثنا فى الهاتف وقتما شاءت, و كانت ترد أو لا ترد إذا شاءت و أحياناً أخري إذا تعطفت صديقتها و تركتها ترد على مكالماتي ,كل  شىء حسب طروفها هي و إرادتها هي و كأن أنا لا أهم , حقاً أنا لا أهم و أعلم ذلك تماماً الآن. حررتها من حبي و قريباً سوف أتحرر أنا الأخرى منه , أو على الأقل أجتزت أول خطوة و هي أني لم أعد أريدها معي كأكثر من صديقة أو شخص كان يعني الكثير فى يوم ما

لا أعلم لم تعقدت العلاقات البشرية هكذا. لماذا لم يعد الحب شىء يقدر , لماذا لا يفكر البشر فى عواقب أنانيتهم, لماذا لم يعد أحد يحاول من أجل من يحب, لماذا أصبح دائما الفراق هو الحل, لماذا لم يعد أحد يحفظ وعده بالبقاء, لماذا نجرح من أحبنا أكثر مما نحبنا. لماذا تتغير المشاعر و يفتر الشغف و ينطفىء النور فجأة كأنه ما كان؟ 

قلبي مرهق و مثقل بخيبة الأمل و ألم الفراق, و روحي حزينة لأنى حقاً تعبت و أستسلم, كل ما أردته يوماً أن أكون سعيدة مع أحد يريدني و لا يتركني كنوع من التغيير , ربما أطلب المستحيل .. حسناً لا أريد شيئاً, سأدفن رأسي بين صفحات كتاب لأشعر مشاعر ناس أخرين و أحزن لأحزانهم و أفرح معهم حتى أغفو لأحلم حلم لن أتذكره غالباً حين أستيقظ لأذهب إلى عملى الذي أمقته. أتمني لو أنى ذاهبة لأنام فى حضنه. أعلم أنى لا أحبه و لكني أحب حميميته و دفئه. الدفء شىء جميل كنت مفتقداه معها, فهى بعيدة و باردة و تترك مسافة بينهما و بين كل ما يريد الحياة فيها فما بالك بالمسافة التى كانت  تتركها معي .. و لكن حين كنت معها شعرت بدفئها هذه المرة فقط, كانت دافئة و حميمية و جميلة و كأنها شخص أخر غير تلك التى تقتلني ببرود. بعدما نفثت عن غضبي فى السطور السابقة , حسناً أنا لا أريد لقلبها أن يُكسر أو أن تشعر بما أشعر به الآن, إن كنت سأتمني شيئاً لها فقط أتمنى أن تفتح قلبها المحدود لتحتوي نفسها أولاً ثم تحتوي من سيأتي من بعدي ربما تعلم أن الحياة ليست بالشىء السىء رغم كل شىء. أما هو, فهو جميل كما هو, فلتحافظ على جمالك يا حُب 


        

Tuesday 14 May 2013

حان الوقت لأتوقف عن الوقوع فى غرام الآلهة

حسناً أنا أبكى مرة أخرى بسببها
حسناً ها هي تبتعد مرة أخرى لأني تجرأت و سألتها و ماذا بعد؟
و ها أنا أركض ورائها أسألها إلى أين تذهب و لم تتركنى مرة أخرى
و تجاوب هى قائلة أنها لم تذهب إلى أي مكان 
وأنا أعلم تماماً أنه الصنم هو من يتكلم و ليس هي
آه كم أكره هذا الصنم الشبيه لها المجرد من كل المشاعر و الأحاسيس
الصنم الذى تركنى و واتته الجرأة أن يتركنى مرة أخرى بعدما تركنى
ترحل و ترجع و هى هنا أمامي, تتركنى و تغيب و تعود و تغيب و هكذا إلى الما لا نهاية
و كل مرة ترحل تأخذ شيئاً منى, نفس أو ضحكة أو قطعة من قلب لم يتبق منه الكثير
و كل مرة أبكى و أبكى و أوعد نفسى أن تكون أخر مرة حتى تقرر الرجوع فأقفز فى دوامة حبها مرة أخري بكامل إرادتى
كم يقتلنى جبنها و أنانيتها و تخليها عني فى كل مرة أطلب منها أن تتشبث بي
 و كم يسحق ضعفها ما تبقى منى من قوة
كم أريد أن أحتضنها حتى تتكسر عظامها ربما تشعر بالألم .. ربما تشعر بأي شىء
ربما حين يعود إليها إحساسها تتذكر أنها فى يوم أحبتنى و تعود 
حسناً, أعلم أنها لن تعود و كل شىء لم يحدث لن يحدث لأن النهاية جاءت رغم رفضى لها
حسناُ, أعترف بخسارتى أمامها فى حرب رفضت هى أن تخوضها حتى
أنسحبت هي و لسخرية القدر خسرت أنا و تركتنى هنا بعدما خسرت كل شىء
آمنت بها و كفرت بالله و لم تستجب لدعواتى مثلما لم يستجب لها رب السموات
ربما حان الوقت لأتوقف عن الوقوع فى غرام الآلهة, فهم أنانيون ولا يردون مهما تضرعت و صليت لهم وأفنيت نفسك فى عبادتهم
كلما خنعت لهم و خضعت تظل وعودهم بالجنة غير موقوتة, غير مقنعة و غير صادقة
كلما تذللت لهم كلما أهملوك و أشاحوا بوجههم عنك
و مهما طلبت فرصة أخري, ردوا بتكبر و قالوا: يا عزيزى, رُفعت الأقلام و جفت الصحف
 

سهرانة لحالى

أحدق بهذه الصفحة البيضاء منذ نصف ساعة, أعلم أنى أريد أن أدفع ببعض الكلمات و الأفكار من داخلى لأسكبها هنا حتى تتحول من مشاعر تُحس لجمل و كلمات تُقرأ و تُحلل و ربما تُصحح ما بها من أخطاء إملائية و نحوية و بذلك تفقد معناها و مصداقيتها. يلومنى أصدقائي على ما وصلت إليه من حال معها و يقولون أنني ألقى بنفسى فى النار مرة أخري بعدما كنت بدأت أن أنجو بقلبى من خيبات أملها و حبها الغير واضح, حقاً لا أعرف إن كانوا أصدقائي من قالوا هذا فعلاً أم قلته أنا لنفسى, لا أتذكر حقاً, وجودها مُشوِش بدرجة كبيرة بالنسبة لى , يطغى إحساس ال " لا أعلم " عليّ فى حضورها.حقاً لا أعلم ماذا أنا بفاعلة أو ماذا أريد منها و لِم سمحت لها بالإنسلال إلى داخلى مجدداً, أشعر بها فى مسام جلدى و فى عروقى و فى كل زفير و هي تتمسك بخلايا رئتي و ترفض الخروج منى. أنا نفسى لن أحاول أن أخرجها مني بعد الآن, أستسلمت و أذعنت لحبها. حسناً أنا أحبها و اعترف بهذا, و هى لا تحبنى, أو تحبنى كصديقة أو لدرجة لا تكفى لكى تكون معى, لكى تكون ملكى و ليس ملكها. تؤلمنى هذه الحقيقة و لكن ليس مثلما كانت تؤلمنى فى بادىء الأمر, لا أبكى كثيراً, فقط بعض المرات التي اواجه حقيقة أنها لا تحبنى من خلال رد لها أو حين أرى أثنين سعداء حياتهم أسهل بكثير من حياتى معها ,أو حين أشتاق لسماع صوتها و أعلم تماماً أنى لا أستطيع أن أتصل حرصاُ على كرامتى لأنها لن ترد حتى و ستتذرع أى عذر و سأصدقه أنا بطبيعة الحال حتى أستطيع أن أتجاهل الموضوع ولا أواجه نفسى بحقيقة أنها لا تشتاق إلى مثلما أشتاق إليها

أنا متعبة, أريد أن أختفى. قلت لصديقى أحمد فى أخر محادثة تليفونية معه
هو : أنتِ من تعذبين نفسك بيدك
أنا: لن تستطيع أن تفهم
هو: العكس صحيح, بل أنا من يستطيع أن يفهم لأننى خارج دائرة مشاعرك المشوشة 
أنا: أنا أعرف كل شيء
هو: و مع ذلك تبقين ؟ لا أفهمك
أنا : لا أفهمنى أنا الأخري
هو : أتركيها
أنا: أنا لست معها لأتركها , هى مجرد صديقة
هو: صديقة يهمك أمرها أكثر مما يهمك أمر نفسك
أنا : ألامر معقد
هو: لا ليس معقد, أنتِ تريديها و هى لا تريدك هكذا, إذا أردتى أن تكونى صديقتها كوني صديقتها و لكن لا تعطيها مميزات أو صلاحيات أكبر من صلاحيات مجرد صديقة
أنا : لا أستطيع أن أعاملها بطريقة مختلفة غير تلك التى عودتها عليها
هو: و لماذا إذاً تعاملك هى هكذا ؟ لما ترضين الا يُرد على مكالماتك و أن لا يُشتاق إليكى, لماذا ترضين بأقل مما تستحقين, أنا أعلم جيداً كم تشتاقين إلى علاقة سوية, أرى تعبيرات وجهك حين ترين أثنان يجلسان فى ركن ما , متعانقين الأيدي و عيناهم تحكى الكثير, لم ترضين بأن تكونى فى علاقة حب من طرفك إنتى فقط 
أنا :  ليس عندى رد لهذا
هو : فكري يا حبيبتى, فكرى بنفسك و لو لمرة و فكرى ماذا سيكون رد فعلك حين تحب هى أحداً ما و انتى ما زلتى تنتظرين أن تحن عليكى بمكالمة تليفون 
أنا : و لكنها قالت أنها لا تصلح لأن تكون فى علاقة مع أي شخص و لو كانت تقدر لكانت معي الآن
هو: أتستمعين لسذاجة ما تقولين ؟
لا أرد فيكمل هو
هو : أتعلمين كم مرة قولت هذا العذر لأشخاص لم أهتم لأمرهم بالكم الكافى لأكون معهم و أتحمل إختلافاتهم ؟ حسناً كم مرة قولتيه أنتى؟
لا أرد لأن كلامه منطقى فيسترسل هو فى تعريتى أمام نفسى و تجريدي من الأعذار التى ألتمسها لها
هو : أنا لا أقول على فكرة أنها تخدعك, ربما هى نفسها تعتقد أنها لا تقدر أن تحب لأنها لم تقابل الشخص المناسب إلى الأن, أو ربما الشخص الغير مناسب هو أنتى
أصمت و أغرق فى أفكارى و أتذكر كل من حكتلى هى عنهم و كيف ملّت منهم بعد فترة مثلما حدث معى 
هو: فكري لبعض الوقت و قرري, انتِ تعلمين أنى لا أريد منك شيئاً سوى أن تكوني سعيدة

أنهى مكالمة التليفون معه لأنها تركتنى مهزوزة , و عكرت صفو الوهم الذى خلقته لنفسى لأعيش به و أتعايش مع وجودها فى حياتى من دون توقعات, أتحدث معاها لبعض الوقت و يشاء القدر أن يقودنا الموضوع لنتحدث عن الخطط المستقبلية, و تصدمنى نفسى لأننى أتصدمت حين أستمعت لخططها التى لا تتضمنى, و لماذا تكونين ضمن مخطاطتها يا حمقاء؟ أقول محدثة نفسى, ينتابنى جوع مفاجىء شديد , أكل كل ما أجده أمامى و أنا أمنع نفسى من البكاء, ألمح نفسى فى المرآة التى أمامى, أشعر بقبحى و بكره مفاجىء نحو جسدى, تؤلمنى بطنى بشدة و أشعر بأنى أريد أن أفرغ ما بمعدتى, أركض بإتجاه الحمام و أتقيىء كل ما كان بمعدتى, آه كم يؤلمنى هذا الفعل و خصوصاً أن معدتى قد فرغت و لكنها لسبب ما مازالت عضلاتها تدفع بشىء ما من داخلى للخارج, ربما هذه وسيلة جسدى للتعبير عن رفضه لحبها الذى يسكننى. أجلس على أرضية الحمام ظهرى للحائط و أحتضن ركبتى بذراعي الأثنين و كأننى أعانق نفسى, أضحك بينما تنهمر دموعى على حالى, أأكون مصابة بأضطراب فى التغذية أيضاً ؟ أهذا ما يسموه الشره المرضى؟ أضحك ساخرة من نفسى حتى لو مصابة به, مرض جديد على قائمة أمراضى, أبكى لفترة ثم أحاول الوقوف بصعوبة و أستحم لإيمانى الشديد بأن الإستحمام يتخلص من الحزن و الإكتئاب و بالفعل أخرج منه منتعشة و أحدث نفسى فى المرايا وأقول : أنتِ بخير

أغرق جسدى بالعطور و مستحضرات الجميل ذات الرائحة النفاذة و أحاول أن أتجاهل رغبتى العارمة فى البكاء و فى أن أتحدث معها و أشاركها ما أشعر به, فأنا إذا تعلمت شىء من علاقتى معها هو الا أقول ما أشعر به ولا اطلب أي شىء , لا أريد أن تفزع منى مرة أخرى و تركض فى الأتجاه المعاكس, أحاول تجاهل قلبى و روحى و لكننى ما زلت أسمعهم , أمسك هاتفى و أفعل مثلما أفعل كل مرة و أتصل بذلك الغريب الذى يعرف كيف يجعلهم يصمتون, يرحب بي و هو يخبرنى أن لديه نوع ويسكى جديد سأحبه جداً , أتفق معه على ميعاد بعد ساعة من الآن و أنهى المكالمة و أبدأ فى التحضير لمقابلته و أنا أدندن أغنية هدى حداد و أظل أردد معها

ســـهرانة لحالى
و غيـــابك ببالى
يا طــــــول الليـــــــــــــــالى

و أفكر كيف أن هدى لم تأخذ نصيبها من الشهرة رغم أن صوتها رائع, و هدى لمن لا يعرفها هى أخت فيروز محاولة ألا أسمع عقلى و هو يسألنى و ماذا بعد ؟ و لماذا أظل أعود لهذا الغريب و أنا أعلم تماماً انى أمقت من يعيشون تبع شهواتهم, لماذا أحقر من نفسى بهذا القدر أمام نفسى , فلا أحد يعلم ماذا يدور بينى و بينه سواي أنا و هو و الموسيقى الرائعة التى دائماً تلعب فى حجرته, ربما لأنى أريد أن أكون حقيرة , ربما لأنى أريد أن أكون أقل مما أنا عليه و مما أستطيع أن أكونه, ربما إذا قللت من قيمتى لن أستطيع أن ألومها عم تفعل معى, ربما وقتها يكون تجاهلها لى هو ما أستحق بالضبط و عندها لن أستطيع أن أتذمر و تستطيع هى أن تبقى , أهرب من ملاقاة أعيننى فى المرآة و أركز على جسدى و شكله فى الملابس الداخلية التى أخترتها خصيصاً له و أكمل ارتدائي ملابسى و أنا أردد: سهرانة ع غياب الأحباب يا طول السهر ع الباب يا طوال الليالى

  

Thursday 9 May 2013

وقفنا الشعور, وقفنا العواطف و خصوصى الحنين.

أجد نفسى فى سريره مرة ثالثة. لا أعلم حقاً لماذا و لكنى إستيقظت مبكراً و دعانى هو أن آتى لنتناول الفطار سوياً "  و ممكن نكمل نوم  فى حضن بعض و إحنا بنسمع مزيكا حلوة " على حد قوله. الساعة لا تزال السادسة و النصف صباحاً و أنا أقف عارية أمام مرايتى, أتفحص جسدى و بعض الشعيرات القليلة التى عادت لتنمو فى أنحاء متفرقة. أبدأ فى إزالة شعر جسدى الظاهر و أنا أحاول أن أكذب على نفسى و أتحجج بأنى أفعل ذلك لأنى سأرتدى ملابس صيفية و ليس لما قد يحدث بينى و بينه. أسأل نفسى مم أنا خائفة , بينما أحدق فى جسدى الذى بدأت ملامح بشرته الشبيهة ببشرة الأطفال تظهر و أشعر بهشاشته و ضعفه, لا أعلم إن كنت أحبه أم أكرهه كجسد فقط خالى من أى روح, علاقتى بجسدى مضطربة جداً, بشعراته القليلة التى أنزعها عنى بمنتهى العنف كأنى أستمتع بإيلامي و أرى قطرات دماء صغيرة تظهر من جراء ساديتى مع نفسى , ثم أمر بأصابعى على الخطوط البيضاء التى على بطنى و جانبى ردفاي  و التى تدل على إزدياد و فقدان الوزن بشكل متكرر و أتخيلها الفتحات التى إنسل منها الراحلون الذين سكنوا روحى لفترة مؤقتة و ذهبوا بلا رجعة. لا , لا دخل لروحى بهذا الأن, فأنا مجرد جسد فانى, أريد أن أكون جسد, يشتهى و يثور و يحتاج. أريد أن أبرأ من خوفى من أن يقترب أحد منى , أريد أن تخاف روحى و تبتعد كلما أقتربت روح منها والعكس لجسدى, سأحاول, نعم سأكون مثل الجميع, مللت من أن أكون مختلفة , أريد أن أكون حيوانية و أختزل مشاعرى فى الجوع و الشهوة مثل صديقى الآخر. أعلم أنى لن أستطيع أن أكون هكذا كلياً و لكنى سأحاول على الأقل

أرتدى ملابس بسيطة و مريحة و أربط شعرى على هيئة ذيل حصان و أتعطر و أدهن بشرتى بلوشن برائحة الفانيلا. أشعر بثقتى فى نفسى و جسدى ترتفع قليلاً و أذهب لمقابلته. يحيينى بقبلة على جبينى و حضن دام دقيقة, جو الغرفة مشجع على الحب, موسيقى جميلة تنبعث من مكان ما بالغرفة و الشمس تنسل من بين الستائر الأرجوانية, أم كانت برتقالية اللون, لا أتذكر . خلعت عنى حذائي و أستلقيت على السرير و قلت فى نفسى " ها أنا فى سريره للمرة الثالثة, ها أنا أحدق فى سقف حجرته مرة ثالثة, ها هو مستلقى بجانبى مرة أخرى و رائحة مسحوق الغسيل التى تنبعث مما يرتديه تتسلل إلى أنفى مرة أخرى " يفتح ذراعه لى فأقترب ليطوقنى بذراعه و أريح رأسى على صدره. نجلس فى صمت لمدة لا أعلم إن كانت قصيرة أم طويلة, ثم أشعر بأصابعه على شفتاي, لاأعلم ماذا يفعل فإن أصابعه تمتد إلى داخل فمى, أنظر إليه فى ذعر , فيضحك و يقول لى لا تقلقى , أنا لا أنوى أن أغتصبك, فقط أريد أن آخذ هذه العلكة التى تمضغيها فقد أثارت أعصابي, أبتسم فى طمأنينة و أفتح فمى, يقترب منى و أشعر برطوبة شفاه و لسانه على فمى و إذا به يلتقط العلكة من بين شفتاي بفمه و يمضعها لدقيقة ثم يطبع قبلة على فمى و يلقيها فى منفضة السجائر التى بجانبه و يعود ليطوقنى بذراعه مرة أخرى. يغمض عيناه و يبدو على ملامحه كم هو مستمتع بصوت فيروز و هى تغنى

تبقى ميّل تبقى إسأل
متل الأول ضل إسأل
الله لا يشغلك بال
وديلى منك مرسال
إسأل إسأل     

أتابعه فى صمت بإبتسامة خفيفة تعلو وجهى. حقاً لا أعلم شعورى تجاهه, لا أعلم إن كان حتى يعجبنى كشخص ليس حتى كحبيب, أعلم تماماً أنه ليس حبيب و لن يكون و يتلخص جماله فى هذه النقطة, أنه لن يحدث معه أى شىء بعد هذه اللحظة, سعادتى معه وقتية جداً, هذا إن أطلقنا عليها سعادة, ترددى عليه هو نوع من الهروب من الواقع, من واقعى , منها, و من أمى , و من مسؤؤلياتى و من نفسى قبل كل شىء,  فمعه أتصرف كشخص آخر, أفعل كل ما لا أجرأ على فعله و كل ما أكره فعله أو أخشى فعله, أعطيه أجزاء منى لا أحتاجها أو لا أريدها, لا أعلم, لا أشعر أنى أعطيه أى شىء رغم إنى أتركه يعبث بجسدى الذى منعته على كل من أقترب و أراد أن يأخذ ما يقدر عليه, ربما لأنه لا يهتم إن أخذ أو لم يأخذ, ربما لأنه لم يحاول خداعى و يقنعنى بأنه يحبنى أو الأسوأ بأن يطلب منى أن ندخل فى علاقة جنسية بحتة و يشيد بقدراته الجنسية و إننى سأستمتع, فقد جاء كل شىء معه بسلاسة, و بكل حميمية , آه كم أفتقد الحميمية فى حياتى, أكره الجنس و أكره حيوانيته و أرى أن الحميمية تليق بإنسانيتى أكثر, أحب القبلات الحنونة التى تطبع على يدى و جبينى, و أن يقبلنى قبلات كثيرة كأن بشفتاي نهر الخلود, أن يريدنى أنا , فقط أنا, و لا يكون مثل جميع الرجال حين يصل إلى مرحلة ما سيؤدي أى ثقب معه الغرض لإطفاء شهوته. رغم إنه كل أحلامى الجنسية دائما تنتهى بإغتصابى أو إيلامى جنسياً و أكون دائماً فى ألم, لم أحلم قط بشخص أحبه أو أريده, كل أحلامى الجنسية تكون بغرباء يهينونى أو يألموننى لسبب ما.  الحميمية معه مريحة و آمنة لأنى أعلم أنه ليس ملكى و لن يكون, فشخص مثله لا يمتلك حتى شىء ليعطيه, أعلم أنه كل ما أملكه منه هو بعض الساعات التى أكون معه فيها,  أعلم أن معظم البنات التى يعرفها إما واقعات فى غرامه أو على الأقل معجبين به لأنه يفعل ذلك مع معظم من يعرف, و لست مهتمة بم يفعل ولا مستاءة من نفسى , و لا ألومه ولا ألومهم, فهو حقاً رائع و يعرف كيف يتعامل مع أى أنثى و يعرف كيف يشعرها أنها إنسانة و ليست فقط منفذ لإخراج طاقته الجنسية حتى لو كانت حقاً مجرد منفذ, و هن من حقهن أن يشعرن بأنوثتهم و يعاملوا بحنان و عناية لأن هذا نادر ولا يحدث إلا قليلا

ألتفت إليه و أعترف له بأنه أول شخص يلمسنى منذ زمن بعيد, يعتقد أنى أقصد أول رجل لأنه يعلم عنها, أعترف له أيضاً إنى لم ألمسها أكثر من قبلة طبعتها بتهور على يديها لأننى لم أستطع أن أمنع نفسى و حضن سريع خبأتها فيه بداخلى أو أستخبيت أنا بداخلها بينما كان سائق التاكسى ينتظرنى بتململ, لا يندهش أو ينجع فى إخفاء إندهاشه, فأسترسل قائلة ربما أنا لست من محبى الجنسين, أعتقد إنى لا أحب أيهما و أتكاثر ذاتياً مثل الخميرة أو ربما لا أحب الجنس بشكل عام و أضحك, يبتسم بينما ينفخ دخان سيجارته على شكل حلقات و يقول  , لا تقولى هذا أنا أعلم تماماً أنه ربما بعض التجارب السيئة هى التى دفعتك لتقولى هذا أو ربما تكون هى كمان سبب إنجذابك لبنات جنسك, و لكنك طبيعية تماماً و لغة جسدك تفضحك كلما أقتربت منكِ, أضطرابك, عضلات جسدك تشد , يتورد وجهك و كلما أقتربت كلما أستطعت أن أشتم رائحة جسدك, أحسست فجأة بأن درجة حرارة الغرفة زادت عشرون درجة و هنا أبتسم و دنا منى و ظل يقبلنى لفترة ليست بقصيرة , يقبلنى كأنه مشتاق إلّي كأنه محتاج إلي, أغمض عينى حتى لا أرى عينه الخالية من أى شىء, لأنى أعلم أنه ليس مشتاق إلّى ولا يحتاج إلّي , ما يحدث هو شىء جسدى خالص, خالى من المشاعر و الروح, فهو حتى لا يعترف بوجود الروح, هو يعترف بجسد و جهاز تنفس و هرمونات و تفاعلات كيميائية داخل الجسم , و أظن أنه على حق فبينما كان عقلى يفكر فى كل ما أكتبه الآن كان جسدى يستجيب له بكل ما فيه من قوة, لسانى يحتضن لسانه و يدي تعبث بالشعيرات القليلة فى ظهره و و عيناي تنظر له و لى و كأنها ترانا من مسقط أفقى, كأنها تضحك منى و مستمتعة برؤيتي مستلقية تحت غريب لا يحبنى ولا أحبه, أفكر فى قريبة أصبحت أشعر بالغربة فى حضورها, وجودها لم يعد يشعرنى بالأمان, بل لم أعد أشعر حتى بوجودها حتى و نحن نتكلم , فوجئت منذ يومين أننى أخذت حوالى ثلاث دقائق حتى أتبين من هى فى صورة جديدة لها, لم أتعرف عليها, نعم كنت أعرف أن هذه هى و لكن لسبب ما شعرت أنها لم تعد تشبهها, فقدت جزء منها فلم أعد أشعر أننى متأكدة من هى, و بينما يعبث لسان و فم هذا الغريب بأُذني أكتشفت أننى عرفت ماذا فقدت هى, فقدت الجزء الذى كان يحبنى فيها, هى لا تكرهنى أكيد و لكن بيننا جبال ثلج أعلم تماماً أنها لن تذوب لأنها لا تريد, و تنتهز كل فرصة لتتحدث عن كيف أنى مدمنة للمشاعر و عن شخصيتى البندولية التى تتأرجح بين يوفوريا من الحياة و ميول إنتحارية و ربما أكون كذلك و لكن لا أرى أين المشكلة فى أن أكون محتارة تائهة فى ذاتى و فى عالمى, لم علي أن أكون ثابتة على موقفى تجاه شىء ما و من أنتي يا حبيبة القلب لتصدرى أحكامك المسبقة على شخص عمر لقائكم أربع ساعات و حضن, و حتى لو كنت هكذا , لم لا تريننى بعين المحبة أو حتى عين الذكريات الجميلة , لم لا تتذكرى كيف أحببتك, لم لا تفكرى فى أول كلمة بحبك, لم تملين فراغك بكل ما تكرهينه فى, لم تكرهين أى شىء فيا بالأساس, أوليست مرآة الحب عمياء أو على الأقل غفارة للعيوب, حتى و إن كان رصيدى من الحب فى قلبك نفذ, هل نسيتي كل شىء كان بيننا هكذا؟ هل نسيتى كم كنتى تكرهين أن تظلى مستيقظة و أنا غافية, هل نسيتى يوم حلفتينى الا أتركك مهما حدث و يوم تركتك ذكرتينى بهذا الوعد و ظللنا محدقين فى شاشات هواتفنا نبكى على حالنا سوياً حتى عدت إليكى كما يعود الإنسان لأصله - التراب - بعدما يموت , نسيتى أول مرة سجلتلك رسالة بصوتى و أرسلتها لكى ؟ هل ما زلتى تحتفظين بها على هاتفك أم مسحتيها مثلما مسحتينى من حياتك, أتعلمين أنى ما زلت أتذكر ردك أول ما سمعتيها حين تركتى كل شىء و علقتى على صوت زياد رحبانى الذى كان يلعب فى الخلفية عندى و يغنى بلا ولا شى, ثم قلتى أنك وقعتى فى غرام صوتي من أول ما سمعتيه؟ و فى نفس هذه اللحظة كانت الأغنية تقول " حبينى و فكرى شوى " , أتعلمين أنى أستمع إليها الأن لا أعلم لماذا .. حبينى و فكرى شوى .. أو حبينى و متفكريش .. أو متحبنيش .. فلم أعد أنتظر أى شىء فى المقابل , لم أعد أريد أى شىء منكِ, لم أعد أضع خطط قصيرة ولا طويلة المدى لنا , لم أعد أحلم بالمرة القادمة التى سأراكى فيها, لم أعد أحلم بطعم شفتيك , لم أعد أحلم من الأساس, زهدتك و زهدت العلاقات كلها و ثقلها الذى يكسر ضلوعى, أريد أن أكون خفيفة على نفسى قبل أى شىء, أريد أن ألا أهتم بأبعد من هذه اللحظة,  و الآن أنا أقبل شخص لا أكن له الحب, بكل حب, لا أعلمكم مر من الوقت و لكن ها هو راقد بجانبى بعينين مغمضتين و أنا أتأمله أثناء نومى , أقبل جبينه و يده الناعمة ذات الأصابع الرفيعة, و أرتدى ما خلعه عنى و جزء منى يحاول البحث عن إجابات لكل الأسئلة التى كنت أسألك إياها منذ قليل فينتبه لشرودى و هو نصف مغمض و يسألنى ماذا بى و إذا كنت أشعر بإنى على ما يرام؟ و لسخرية القدر , أسمع صوت زياد رحبانى آت من حاسوبه الإليكترونى و هو يقول : لا تسألنى شو حاسس, وقفنا الشعور, وقفنا العواطف و خصوصى الحنين , أضحك على الطريقة التى يعبث بها القدر معى , أقذف له قبلة فى الهواء و أنا أترك له نصف ما فى حقيبتى من مال لأنى أعلم أنه لا يعمل و ربما يحتاج لأى شىء, أو ربما لأنى أريد أن أشوه حميمية ما يحدث بينى و بينه بالماديات, أعلم أنه لن يستاء ولا أى شىء, فهو لا يعمل و أنا شبه متأكده انه يعيش على الأشياء التى تجلبها له صديقاته اللاتى يشاركننى فى حميميته و حضنه و قبلاته و سريره, و لكنى أردت أن أقنع نفسى بأنى واحدة منهم , يقترب منها و يعطيها ما يظن أنها تحتاج فقط لكى تغدق عليه بشىء يساعده على إجتياز يوم آخر .. لا يهم فأنا لا أهتم بالمال كما لا أهتم لأمره, سأتركه و أرجع مرة أخرى لعالمى و لكن بمرارة اللاشىء الحلوة على شفتاي و بعض العضات الخفيفة التى تهمس تعاليم اللامبالاة فى أذنى. إلى لقاء آخر يا عزيزى الخفيف ذو الأصابع النحيلة و الروح المرهقة التى تنكر وجودها 

Monday 6 May 2013

ثم نجلس كى نحكى الحواديت بصوت مبحوح

أكرهنى هذه الأيام و لا أتحملنى كلما شعرت بالهشاشة تتخلل عظامى مرة أخرى. أتكون هشاشتى مرتبطة بها و بوجودها فى حياتى؟ مجرد عودتها إلى حياتى دفع بى إلى هاوية الهشاشة مرة أخرى, أشعر بى و أنا أسقط و لا أعلم لكم من الوقت سأظل معلّقة فى الهواء قبل أن أرتطم بأرض الواقع و خيبة الأمل مرة أخرى و لكنى لست خائفة هذه المرة, فلم يبقى شىء لينكسر منذ سقوطى الأخير, و حتى إن تكسرت القطع المنكسرة لقطع أصغر لا أبالى, بل بالعكس سيصبح قلبى الذى طالما أثقله الحب أكثر خفة و أكثر راحة 

ينتابنى حب غير مبرر هذه الأيام للغرباء, أقع فى غرام كل غريب يجلس أمامي فى أى مكان و تظل عينى متعلقة به, كل شخص أقابله لأول مرة و أى شخص يبتسم لى لمجرد أن عينانا تلاقيا و فى نفس الوقت صرت أرتعب من أى شخص يقترب زيادة عن اللزوم, أى شخص يحاول أن يعبر ذلك الخط الذى يقع بين غريب تربطنى به معرفة سطحية خفيفة و قريب تثقل علاقتنا أحجار الإهتمام و العشم و أشياء من هذا القبيل التى تتحول مع الوقت إلى واجب و ضرورة أكثر منها مشاعر و رغبات نشعر بها, متى يحدث و يحولنى أحدهم لجزء من الروتين اليومي فى حياته أو يقترب أكثر مما سمحت له ,أختنق و أعجز عن التنفس و أبدأ فى الركض إلى الإتجاه الأخر لشخص ما فى الغالب لا يحبنى ولا يهتم لأمرى مثل ذاك الذى أهرب منه مثلما فعلت هى معى

ما زال برودها يزعجنى و لا مبالاتها تقضى على ما تبقى فيّ من طاقة, أحيانا أشعر بأن أنا التى تبالغ لأننى لسبب ما أنتظر منها معاملة خاصة ثم أضحك من نفسى لأننى أتوقع شيئا بعدما أنتهى كل شىء من تلك التى لم تكن مستعدة حتى لأن تحلم بأى خطة قصيرة المدى معى و قالت لى أننا لم نكن و لن نكون سعداء أبداً و رحلت بكل ثقة ثم صدت كل محاولاتى للرجوع و أغلقت الباب فى وجه تلك التى لم تقو على أن ترفضها يوماً أو حتى أن تقول لها لا مرة

سنتقابل يوم السبت, هكذا وعدتنى و ظللنا نخطط و بعد أن اتفقنا على كل شىء قالت أنه لا يناسبها لسبب ما , حزنت و لكننى لم ألومها لأنى فرحت بمبادرتها بالطلب لأن ترانى حتى و إن لم يعن ذلك شيئاً لها و لكنه كان يعنى لى الكثير, ثم من دون أى مقدمات وجدت رسالة منها تطلب منى أن أحاول ألا أذهب للعمل يوم الخميس و أقابلها بما إنها لن تستطيع يوم أجازتى, فرحت و قررت أنه مهما حدث سأذهب و أقابلها حتى لو أنتهى الأمر بخسارتى لوطيفتى و بالفعل لم أذهب للعمل فى اليوم التالى و وقفت أمام المرآة ساعة أحاول أن أظهر فى أحسن صورتي فقد مر حوالى أربعة مذ رأيتها أخر مرة , حسناً أعترف, أشتقت لها و لإبتسامتها, أشتقت لوجودها الفعلى , أشتقت لأن أكون أنا و هى فى نفس المكان فى نفس الوقت و قبل أن أوصل بنصف ساعة , قالت إنها لن تستطيع أن تأتى لأنها وعدت أمها أنها ستذهب معها لمكان  ما و سألتنى إذا كنت مستاءة , قلت لا و بالفعل لم أعتب عليها أو ألومها بل تمنيت لها وقت سعيد مع أمها و قلت أننا سنعوضها فى يوم أخر و رددت على مسامعى نفس الكلام و إذ بى أفاجأ بدمعة منى تسقط على تليفونى و أنا أحدق فى المحادثة التى تدور بينى و بينها و حينها عرفت بأنى لم أكن على ما يرام , و لم أقل أنى لم أشعر بإنى لست على ما يرام لأنى حقاً لم أشعر بشىء, فقد أصاب كل عواطفى شىء من الخدر و العجز , ليس لدى من القوة بأن أمسك فى أى شىء و أى شخص, أتركهم ينسلون من بين يدي دون حراك, سأترك تلك التى تحبنى أكتر مما تحب نفسها و تستمع لكل حكاياتى عن تلك التى لا تبدى أدنى إهتمام لوجودى بلا ملل , نعم سأتركها حتى تكسر قلبها الذى أحبنى بيديها حتى تكون أقوى و تعرف قيمة نفسها التى تهينها بكل إرادتها كما جعلتنى الأخرى أكسر قلبي و أصب كل محتوياته تحت قدميها لتدوس عليه و هى راحلة , و سأبعد تلك التى تبدى إهتمام بى من بعيد لبعيد لأنى صرت لا أقوى على الإقتراب من أى شخص , أما ذاك الذى أعجبت به لفترة و حين أقتربت وجدته أقرب ما يكون لحيوان متكلم , تحكمه شهوات نفسه, تتلخص مشاعره كلها فى إحساسن مختلفين إما الجوع أو الهيجان الجنسى, يعتقد إننى أنا من يحلم بها أن تشاركه سرير الزوجية, نعم سرير و ليس حتي الحياة, أكرهه و أمقته حين يبدأ فى الحديث عن جمالى و ما يعجبه فيّ , كلما يقترب منى أكثر كلما شعرت بالغثيان منه و من كل الرجال , يحاول أن يقنعنى أنه من الطبيعى أن يشتهى الرجل تلك التى يحبها و أنه من الطبيعى أن يرغب فى جسدها , ربما عنده حق و لكن ما أراه فى عينه هو مجرد شهوة و ليس حب, كل ما سيريده فى تلك اللحظة التى سأكون فيها بسريره هو الجسد الذى أكرهه أنا , سينظر إلى عينى و لن يرى كل الدموع التى بكيتها على أحباب رحلوا, و حين ينظر إلى صدرى لن يرى من خلاله بقايا قلب وزعت أشلائه على عابرون , سيمرر يداه على جلدى و لن يشعر بذعر مسامه من عدد المرات التى فكرت فيها أن أقطع أنهار الشرايين التى تجرى من تحته و أتركها تقطر كل السم الذى تحتويه, بمنتهى البساطة لن يرانى, كل ما سيراه هو جسد مجرد أو مجرد جسد و هذا أشد كوابيسى رعباً

 أتصل بذاك الغريب الحنون و أسأله إذا بإمكانى أن آزوره لقليل من الوقت لأنى لا أشعر بأنى على ما يرام, يرحب بى بحرارة, على درجات سلمه أقف للحظات لأسوى من ملابسى و أضع بعد العطر و أتأكد أن شكلى العام مهندم, يفاجأ من إعتنائي الزائد بنفسى هذه المرة و أرى صدمة فى عينه متبوعة بإعجاب, يلاحظ الضيق على وجهى بسرعة و يسألنى ماذا بى, تنسل دمعة من عينى و تتبعها أخرى ثم أخريات , يستمع إلى فى صمت و يضمنى إلى صدره و هو يمرر صوابعه بين خصلات شعري و حين أنتهيت من البكاء و الكلام آتى و وضع قطعة من الشوكولا المملوءة بالويسكي فى فمى و طبع قبلة على شفتاى, يجلب كوبان من يصب كأس ويسكى لنفسى و أخر لى من زجاجة قال لى أنه يحتفظ بها لذوي القلب المجروح مثلى , أبتسم و أرتشف كأسى فى هدوء و أستلقى على سريره و أستمتع بعقل فارغ منها و من ذكرايتها و من تلك الأخرى و من ذاك و من هؤلاء, تتعلق عيناى بسقف حجرته مرة أخري يضمنى إلى صدره و يعلو صوت موسيقى موتسارت على صمتنا, يلعب بأصابع يديه المعزوفة التى نسمعها على عمودى الفقرى , أرفع عينى لأنظر إليه وجدته ينظر بإتجاهى, يتجمد الزمن لحظة قبل أن يبدأ فى طبع قبلات متتالية على شفتاى و و عينى و جبينى و ما تستطيع أن تصل إليه شفتاه من وجهى, أغمض عيناى و أغرق فى قبلة طويلة معه و أشعر برطوبة لسانه يجول فى فمى , ظل يقبلنى لا أعلم لكم من الوقت و يده تتحسس ملمس جلدى و تعزف مع الموسيقى أحياناً , و بدأت يداه تنسل بين ملابسى ليلمس بطنى, يقشعر بدنى من لمسته, فأنا لم يلمسنى أحدهم هكذا منذ وقت طويلو هذا شخص قابلته مرة واحدة فى حياتى , و لدهشتى لم أمانع أن يلمسنى و حين كنت نصف غارقة فى أفكارى , نصف غارقة فى شهوتى وجدته يدندن الكونشيرتو الذى يلعب لموتسارت فى أرجاء الغرفة لصدرى و هو ينثر قبلات ضغيرة على صدرى كما تنثر الورود على العروس يوم زفافها, سألته ضاحكة ماذا يفعل, قال أنه يحاول أن يهدى من روع ذاك القلب المختبىء وراء حمامتان السلام النائمين على صدرى, رفعت وجهه مقابل وجهى و بدأت أقبله بجنون و أحتضنه أكثر و أنا نصف عارية و لا أكترث من التعرى أمام غريب مثله , أتساءل للحظة لماذا أرفض ذلك الأخر الذى أعلم أنه يحبنى و يريد أن يتزوجنى فى وقت ما و لا أمنحه جسدى الذى يشتهيه مثلما أستسلم بين ذراعي ذاك الغريب الذى لا يستطيع أن يمنحنى سوى تلك اللحظة فقط, أبتسم نصف إبتسامة لأنى أعلم تماماً لماذا , ليس فقط لأنه ذو تفكير لم يمر على أى من مراحل التطور و توقف عن الإنسان البدائي و لكن فى ثياب حضارية و لكن لأنه و إن كان طيب و يحبنى بطريقته الحيوانية تلك فرصة حقيقية, بمعنى أنه من الممكن أن نظل سوياً و هكذا سأضطر أن أكون ملك شخص غيرها , نعم فقد كنت ملكها, و ما زال كل ما هو روحانى في يحن لها , و لذلك ها أنا ذا أدفن كل ما هو روحانى و إنسانى و يحمل رائحة ذكرياتها فى جسدى و إحتياجاته و أدفن جسدى فى جسد هذا الغريب , تصدر آهه منى قد يعتقد هو أنها مما يفعله بجسدى و لكنها كانت من قلبى الذى يكرهها بقدر ما يحبها لما تفعله به و بى و كم تشعرنى بأنى قليلة, عاجزة و أقل من أن تخاف على مشاعرى أو حتى أن ترد على مكالماتى. أشعر بصوت جسدى و هو يحاول أن يعلو على صوت أفكارى , و ينجح لوقت وجيز قبل أن أشرد لسبب ما فيها, و ماذا قد تكون تفعل الأن, و إن كانت بخير و تتنفس , هوسى بتنفسها يزداد سوءاً كل مدى و أحياناُ أعجز أنا عن التنفس من شدة خوفى عليها أن تنسى أو تتناسى أن تتنفس, فأخسرها مرة أخرى و لكن هذه المرة ليس لشخص أخر - و إن كان هذا أكبر مخاوفى الآن - و لكن للموت , سريعاً أبعد هذه الفكرة عن رأسى و اتظاهر بأنى لا لم أفكر فى هذا و كأنى هكذا أخبيها من الموت , لا أعلم لماذا تنتابنى كوابيس كثيرة بشأن هذا الموضوع رغم أنها تبدو بخير و تبدو سعيدة بشكل ما. أشعر بيده تسحبنى من أفكارى السوداوية حين تلمس يداي و يسألنى إذا كنت بخير, أقبله قبلة سريعة و أطمأنه و أخبره بإنى فقط لابد أن أذهب لأقابل بعض الرفاق, يطلب منى أن أمكث قليلاً و لكنى أرفض بقبلة أخرى أطبعها على عينه, يبتسم و يبدأ فى مساعدتى حتى أسوى ملابسى و يقبلنى قبلة طويلة عند الباب و أرحل مبتسمة له دون ادنى شعور بالذنب لما حدث للتو رغم أنه هذا إذا حدث مع شخص أحبه و يحبنى كنت سأشعر ببعض تأنيب الضمير لسبب ما, أحب لمساته على جلدى و رائحة مسحوق التنظيف التى تنبعث من ثياب المنزل التى يرتديها, أحب أن أستلقى فى حضنه, على سريره, أستمع إلى موسيقاه و ما لديه ليقوله بين الحين و الأخر, رغم أنه كشخص لا أعرف عنه الكثير و اعلم تماماً أن ما يحدث هذا لن يذهب إلى أى مكان أبعد من هذه الغرفة و تلك الدقائق المسروقة من الزمن, و ربما يكون هذا بالظبط السبب, أنى أريد أن أقف فى هذه اللحظة, لحظة أستطيع أن أشعر فيها بدفء شخص ما حولى من دون أن أشعر بإنى حقاُ تركتها و بدأت أن أعطى ما كان لها بداخلى لشخص أخر , لا أعلم حقاُ إلى متى سوف يستمر هذا الوضع, لماذا أرتعب من مجرد فكرة أن يحل محلها أحد مهما أردت رغم أنى أعلم أن الموضوع إنتهى بالنسبة لها, أأتحجج بها لأنه لم يأت الشخص المناسب بعد  أم أنى فعلاً أحببتها بهذا القدر, لا أعلم و لكن حتى أعلم, يبقى الوضع كما هو عليه

Thursday 2 May 2013

لحظة

لم أتخيل يوماً أننى سأجد نفسى فى سرير شخص غريب عنى أراه لأول مرة فى حياتي, إستسلام تام بين ذراعي شخص غريب تماماً عنى و ربما يكون هذا سبب شعورى بالألفة تجاهه. صرت أخشى القريبين و أرتعب من القرب الزائد عن حده. أمقت التعود و الوعود التى أعلم جيداً الآن أنها لا توفى

 غرفة صغيرة بالكاد تتسع للسرير الذى أستلقيت فى أحضانه عليه فى صمت أستمع لصوته الخافت و هو يدندن مع الأغانى التى تلعب من راديو قريب و بأصابعه يعزف ألحانها فى المسافة بين رقبتي و كتفى ببراعة و أنا مستسلمة له تماماً و أكتفى بالتحديق فى سقف الحجرة الذى حفرت تفاصيله فى عقلى من كثر ما حدقت فيه., لمساته على جسدى حنونة و لم تخيفنى تماماً , فيشرد جسدى معها بينما يسرح عقلى فيما وصل إليه حالى, صرت أحتمى فى الغرباء من القريبين و خيبات الأمل المصاحبة لهم

أحببت غرفته و صغر حجمها رغم خوفى من الأماكن الصغيرة الذى يصل لحد الفوبيا فى أحيان كثيرة. و لكن الموسيقى و الضوء الخافت و أصابعه على جلدى أعطتنى شعوراً غريباً بالأمان و كأننى أختبىء من العالم عند شخص غريب لأنه سيكون أخر مكان يبحث عنى الحزن فيه. لوهلة بدا أن الوقت قد توقف فى هذه اللحظة, لحظة مليئة بالأمان و الجمال. و يكمن جمال اللحظة فى كم إنها لم تكن متوقعة , هكذا كنت أفكر بينما كان يعبث بخصلات شعري و هو يطبع بقبلات حانية على جبينى و وجنتي , آه كم أكره إنفصالى الدائم عن ذاتى هذا و تفككى إلى روح و جسد و عقل و قلب الذين نادراً ما تتفق آرائهم, فأصبحت جسد مستلقى فى أحضان هذا الغريب مستمتع بلمساته الحنونة التى أفتقدها بينما يبكى قلبى تلك القريبة التى لم و لن تقترب أبداً بالحد الكافى الذى يسمح لها رؤية كم أحببتها و كم كنت ممتلئة بها فحين رحلت تركتنى فارغة ضائعة من حالى و كلما ناديتنى يردد صدى فراغي كم أشتاق إلى قليلها الذي كان ولا زال أهم من كثير غيرها. و يعلو صوت نزاع جسدى مع قلبى فينتهى بى الأمر مشتتة فى البين البين الرمادى الذى أكرهه و لكنى لم أخرج منه منذ عرفتها , و كلما أستسلم جسدى له كلما حن قلبى إليها , يريده جسدي و يمقته و يمقتنى قلبى الذى لا يكف عن ضخ حبها فى شرايينى و تسميمي بحبها حتى أستسلمت لمرض حبها الذى أعلم أن نهايتى ستكون على يده

فى هذه اللحظة تملكتنى رغبة عارمة للبكاء , فأحتضنته بكل قوتى حتى أخفى دموعى و أتمالك نفسى التى تتداعى كلما أقترب منى أحدهم فما كان به إلا أنه أحتضنى و ظل يقبل راحة يداي و يدندن مقطوعات موتسارت فى أذنى كما تُكبِر الأم فى أذن إبنها حين يبكى, فهو لا يؤمن بالرب و لكنه مؤمن بالموسيقى و السعادة اللحظية و لإيمانى بأن الله محبة و جمال و موسيقى هدأت بعدما سمعت ألحان إحدى أنبيائه فى أذنى. وددت لو تركنى قلبى أن أستسلم للا شىء الجميل معه, ربما تُحل على يديه كل عقدى الجنسية و خوفى المرضى من ان يقترب منى أى أحد, فمن أفضل من هذا الغريب الحنون الذى يهمس بألحان موتسارت فى أذنى بينما يكتب مقطوعة جديدة بأصابعه الماهرة على جلدي و لكن شىء ما يمسكنى دائماً و يمنعنى من ترك جسدي الذى طمع فيه الكثيرون بين يدي هذا الغريب ليجرده من مخاوفه واحد تلو الأخر , ليمحو تلك الآثار التى تركها هؤلاء القريبين الذين لم يروا الروح التى تختبىء فى هذا الجسد المتوسط الجمال , يدور هذا الحوار بين روحي و قلبى بينما يشعر جسدى بأنفاسه الدافئة على رقبتى متجهة نحو شفتاي , إزداد معدل تنفسى و لا أعلم إن كانت عيناى تجوب الغرفة أم الغرفة التى تجوب بي, يزداد إدراك حواسى من حولى, فتخترق رائحة عطره أنفى و أشعر بمسام جلدى تتشبع بها, بينما تنتبه أذنى إلى صوت كاميليا جبران تشدر بصوتها الأكثر من رائع

هذه اللحظة عندى ما لها قبل و بعد
لم يعد للزمن المحدود عندى أى معنى
قد تلاشى الأمس أصداءً و ظلاً
و الغد المجهول يمتد بعيداً
ليس يُجلى

فأبتسمت أنا و قلبى فى نفس الوقت شاكرين الصدفة البحتة على هذه اللحظة المليئة بالحب الغير معرف و الشعور اللحظى بالأمان فى أحضان هذا الغريب , طبعت قبلة سريعة على شفتاه لتخبره عنى كم أنا ممتنة على هذه اللحظات القليلة التى أختبأت فيه من عالمى و لملمت أشيائي و خرجت من مخبأه إلى عالمى الغير حنون الغير آمن و لكن بداخلى زادت لحظة سعادة و لحظة أمان سيجعلونى أتحمل لحظة خيبة أمل أخرى و لحظة إنكسار أخرى. و نزلت على درج المبنى الذى يقطن فيه هذا الغريب القريب و أنا أردد, طوبى للغرباء الذين ينقذونا من خيبات أملنا التى سببها أقرب الأقربون, طوبى للغرباء الذين ينقذونا من خيبات أملنا التى سببها أقرب الأقربون