Thursday 28 February 2013

لكِ أنتِ

عزيزتى

دعينا نخلع رداء الكلام و نجلس فى عري الصمت , فكل ما أخذنا من الكلام هو سوء الفهم و المشاكل , قررت أن أكف عن أستعمال الكلام معكِ كوسيلة للتواصل و حتى أجد وسيلة أخري سأستعمل الصمت. فالصمت هو الأساس و ربما ما أفسد علاقتنا كان حاجتنا للتعبير عن مشاعرنا دائماً و مشاركة أفكارنا , ربما لو كان كل واحد أحتفظ لنفسه بما يدور بداخله لكانت الأحوال أفضل بيننا الأن , ربما لو كنا أستعملنا أجسادنا أكثر للتعبير عما بداخلنا , لا أعلم لماذا لم أضمك كلما أفتقدتك بدلا من أن أقول أفتقدتك , لماذا لم أقبلك كلما شعرت فى الرغبة فى أن أعبر عن حبى لكى بدلا من أن أقول كلمة بحبك التى أبتذلتها من كثر تكرارها على أذنيك و لكن - وحياتك - قصدتها فى كل مرة و شعرت بها تقطع فى أحشائي بعد رد منك خالى من أى مشاعر و لكن فقط مجاملة لكلمة قولتها لأعبر عن أنتفاضة لحبك تقوم بداخلى

زجاجة عطر و زجاجة نبيذ فرنسى وجدوهم فى قبو بيت كوكو شانيل بعد موتها بطريقة ما وجدوا طريقهم إلينا , أفتح زجاجة النبيذ لنشرب منها و أراقبك و أنتى تخلعين ملابسك و ترتدين العطر فقط و حرارة جسدك تُزيد من قوة رائحته فتحملنا أول نسمة هواء تمر من خلفك و تأخذنا نحن الأثنين إلى غرفة فى فندق تطل على برج إيفل , الساعة تقارب الخامسة صباحاً و عقلى مشوش لا أعلم إن كان من النبيذ أم من جمالك الحزين الذي أعلم انه ليس لى و لم يكون أبداً لى رغم إدعائاتك الواهية بأنك حبيبتى و لى وحدى , كيف توهبين يا عزيزتى ما لا تملكين فأنتى حتى لستِ ملك نفسك , ربما سأصدقك حين تبدأين فى البحث عنكى و تجدى نفسك و تتصالحى معها و حتى ذلك الحين سنجلس فى صمت ثقيل لا يجرحه سوى صوت قلبى و هو يتكسر

عيناكى مثبتة نحو اللا شىء رغم أنكِ تنظرين نحوى , تنظرين ولا ترينى , نظراتك تمر من خلالى و تخترق لحمى و عظامى فقط حتى تتعلق بالفراغ الذى خلفى , أحقد على الفراغ و اللا شىء و اللا مكان و اللا وعى و كل هذه الأشياء التى تفضلينها على و كم من أيام وددت لو أتلاشى إلى ذرات من العدم ربما أحببتينى أكثر من هذا .. ربما أصبح أحدى أهتماماتك .. ربما
تجلسين غير مكترثة بى ولا بأى شىء تتابعين فيلم إيميلى بمنتهى التركيز و أنا أتابعك و أنا أعلم تماماً أنك لا تجيدين الفرنسية بالنحو الكافى حتى تتابعى كل الأحداث و هو غير مترجم و انك فقط تدعين التركيز فى الفيلم حتى تتحاشى النظر فى عيني المثيرة للشفقة المليئة بطموحات و أحلام لمستقبل تعلمين أنتى جيداً انه لن يأتى و لكن يا عزيزتى أنا أعلم كل شىء و بقيت رغم كل شىء فقط لهذه اللحظات الصامتة المليئة بالبهجة اللحظية و نحن نتابع فيلم إيميلى او الكيت كات , و نحن نشرب زجاجة نبيذ فاخرة و نغنى أغانى إيديث بياف بفرنسية رديئة , و نحن نحرق فى سجائر لأنها مُضرة بالصحة و تسبب الوفاة ربما نعجل بموتنا لنتحرر من أجسادنا التى نكره قُبحها و نحرر أرواحنا الجميلة لتحوم فى فضاء غير هذا الفضاء المسموم , نتشارك فى سيجارة واحدة و علكة ترايدنت بطعم البطيخ فقدت طريقها بين فمى و فمك ثم نلقى عقب السيجارة بأقصى قوتنا حتى نحرق المدينة و المجرة بأكلمها و نعمر مجرة أشرف و أنقى يكون الناس فيها أكثر طيبة و تقبل للغير و الأهم أن تكونى انتى فيها أسعد و أفضل حالاً و تعيدى إلي روحى التى سحبتيها منى بإنسحابك من الحياة .. فسعادة مؤقتة بكِ خير من ألف سعادة دائمة من دونك . و قد حاولت , صدقينى حاولت و لكن ضعفك كان أقوى من قوتى فأنكسرت و أعلنت أنهزامى أمام إنهزاميتك و رحلت و تركت معك كل ما هو معنوى و روحانى و غير محسوس منى و تحولت لجسد خالى من أى حياة او رغبة فى الحياة .. صرت أنتى و حان الوقت لتقومى أنتى و تلملى شتات نفسك من أجلى أو تتركينى حتى أجد غيرك لأسحب روحه منه كما فعلتى معى و أحوله لنسخة أخرى منكِ و يجد هو شخص يحوله لكِ و هكذا حتى يصبح كل العالم أنتى .. و لو كنتى أهتممتى قليلا يا عزيزتى لكنتى وفرتى علينا كل هذا المجهود فقد كنتى أنتى العالم منذ أول يوم و لكنك لم تكونى محبة للطريق السهل أبدا لا أعلم لماذا , و لا أعلم اى شىء سوى ان حبى لكى وصل لمرحلة اننى حين أسمع أغنية صوفية أجد نفسى أفكر فيكى انتِ و ليس الرب , تصوفت فى حبك و لا أحتاج أن أراكِ او أكون معك او حتى أكون متأكدة من وجودك كى أحبك , سأحبك فى الله , سأحب الله فيكى و فى نهاية الأمر سأقبل بجنتك أو نارك فلم أكن مخيرة فى حبك منذ بادىء الأمر و قلبى موحد فى حبك لم يكن لكى فيه كفواً أحد

مودتى

عن

لا أحب من الحب سوى البدايات - محمود درويش

عن أول حاجة فى كل حاجة.
عن أول مكالمة تليفون بتنسى نفسك فيها و مبتفوقش إلا لما المكالمة تفصل عشان ساعة عدت.
عن أول " أحنا " بتتقال من غير قصد.
عن الأبتسامة اللى أبتسمتها بعد ما حسيت أن " أنا " و " أنت " بقينا "إحنا" فعلاً.
عن أول لمسة إيد من غير قصد و النور اللى عدى من جلدك لجلدى و دخل أستخبى جوايا مع كل حاجة مخبياها من قسوة الزمن.
عن أول مرة بتمدلى أيدك و بمدلك أيدى و نمشى فى الشارع كأننا واحد مش أتنين.
عن إحساس الأمان فى أيدك كأن أبويا رجعلى و أنا رجعت طفلة صغيرة مفيش حاجة ممكن تأذيها و هى مستخبية و بتلعب فى خطوط كفك.
عن أول بوسة بتيجى وسط الكلام من غير قصد.
عن أول بوسة بتتخطف و الناس مش باصين بس المرادى عن قصد.
عن الشغف اللى مبينطفيش.
عن أول خناقة مبتستمرش أكتر من ربع ساعة.
عن حلاوة الصلح بعد أول خناقة.
عن أول حضن اللى بندعى جوانا أن الزمن يقف على كده.
عن أول " بحبك " بتتقال و كمية الصدق اللى فيها قبل ما نبتذلها بترديدها كتير.
عن أول كلمة بحبك أتقالت من غير نفس.
عن أول خناقة أتصالحنا بس عشان الدنيا تمشى.
عن أول إنطفاء للشوق.
عن أول كدبة بيضا اتقالت عشان تعدى مشكلة فعملت مشكلة أكبر منها.
عن أول أنا و أول أنت فمبقاش فى إحنا.
عن أول ذكرى حلوة بنفتكر فيها عشان مبقاش فى بينا حاجة حلوة.
عن أول مرة ننام متخانقين.
عن أول سكوت عشان مبقاش فى كلام.
عن أول مرة بطلنا نحاول.
عن أول مرة نعترف أن أحنا خلاص مبقناش أحنا.
عن أول نهاية.
عن أول كسرة قلب مبيتصلحش بعدها أبداً.

Thursday 21 February 2013

بلا ولا شى .. بحبك

  مش بحاول أكتب .. أنا بس عايزة أتكلم و مش قادرة أفكر , عايزة بس أدلق اللى جوايا , و بعد محاولات أكتشفت أن انا مفيش حاجة جوايا , تعبت من أنى أكون وعاء للا شىء و فى نفس الوقت لأفكار متضاربة تماما , ألف حاجة جوايا و فى نفس الوقت لما بحاول أقول هى أيه مبلاقيش حاجة أقولها , رجعت ليه و ليها , و مش مبسوطة معاه ولا معاها , و مش فارقة معايا و لا هو فارق , معرفش فجأة فقدت أهتمامى بيهم هما الاتنين , و بدأت أهتم بناس تانية لسبب ما , او أنا عارفة السبب , هما الاتنين بقوا تُقال أوى عليا او بمعنى أصح من كتر ما هما خُفاف فى حياتى و مش ماليين مكانهم بقوا تُقال على قلبى , عمالين يخلصوا على شوية الطاقة اللى فاضلة جوايا , بحبها و مبحبوش أنا عارفة , بحبها لدرجة انى قريت قصيدة مصطفى أبراهيم و هو بيقول " البنت اللى انا نفسى اجيب منها ولاد " فكرت فيها , وحشتنى , و أفتكرت زمان لما كنت بقولها انى نفسى قدام شوية يكتشفوا طريقة ان بنتين مع بعض يخلفوا من غير راجل , قالتلى أنا برضه مقدرش أفكر أنى ممكن أنام مع واحد , بس هى مفهمتنيش أنا معنديش مشكلة أنام مع واحد , أنا بس كنت عايزة حتة منها جوايا , حتة عايشة و بتكبر جوايا , و بعدين تبقى حتة منى و منها بتجرى قدامنا , الإندماج فى أكمل أشكاله , ان اتنين يخلفوا ده فى عينيا ده أقصى حدود الحب و الاندماج , مبفهمش الناس اللى ممكن تخلف مع بعض و هما مبيحبوش بعض , مبفهمش أبويا و أمى اتجوزوا ازاى و عاشوا مع بعض كل ده ازاى , ازاى للحظات كانوا مندمجين فعلا و موصولين ببعض كده و هما مكنوش يعرفوا حاجة عن بعض قبل كده . أزاى فى ناس بتتجوز حد مبتحبوش , أزاى ممكن تناموا مع حد مبتحبهوش ؟ ازاى تبقوا واحد و انتوا قلوبكوا مش واحدة , ازاى تعيشوا مع بعض لحظات هزة الجماع و هى اكثر اللحظات اللى بيكون فيها الانسان هش و عريان جسدا و روحا و تقدروا تخونوا بعض بعد كده , ازاى اجتماعكم الهش ده اللى بيخلق كائن اكثر هشاشة و خفة واخد منكوا عيوب و مميزات و مبتشوفوش فى معجزة 
انهارده قضيتوا مع إسلام , قاللى انا بحب دينا اوى من غير اى سبب كده لوحده , قولتله و دينا بتحب إسلام برضه . كلمة بحبك بين الأصدقاء مؤخرا بقيت أحسها أصدق بكتير من بين اى اتنين بيحبوا بعض , لأن لما حد من أصحابك بيقولك بحبك مبيبقاش مستنى رد منك ولا انك تبادله نفس الاحساس , مش مستنى منك تقوله يلا نخرج انت من غير ما يقولك مش مستنى منك تتصل انت الاول او يتقل عليك عشان توحشه , بتبقوا انتوا الاتنين على طبيعتكوا جدا 
قعد يكلمنى عن حياته و بيحكيلوا عن حظه الوحش و انه ملوش ذنب ان شهادته مش معتمده فى مصر فبدأها تانى من ثانوية عامة , مش ذنبه ان ماجى كانت عايزة تتجوز بسرعة و ابوها رفضه عشان لسه متخرجش ولا ذنبه ان رنا كانت عايزة تتجوز واحد مركز و ليه شغلانة مهمة , حسيت انى عايزة أحضنه بس معملتهاش مش عشان كنا فى الشارع بس معرفش اتكسفت و خصوصا انى عارفة ان إسلام الى حد ما متدين , قاللى انه اسف انه كان مبيطقنيش الأول قولتله ولا انا كنت بقبلك , ضحكنا و اتريقنا على الناس اللى لابسة جواكيت على شورتات و قعدنا نبص ع البنات المُزز سوا , ونا واقفة مستنياه عشان يخرج من الحمام سرحت و مخدتش بالى انه خرج , محستش بنفى الا و هو جاى بيناديلى و مديدلى ايده معرفش ليه قومت مديتله ايدى , مسكها ثانيتين بس معرفش ليه برضه و هو بيشدنى عشان يورينى جزمة عجبته , بصتنا لبعض كانت مرتبكة جدا و فى نفس الوقت كانت بريئة جداً , مسكة أيده كانت مش زى اى مسكت أيد , كانت ماسكة امان اوى , كانت ماسكة مفيهاش اى نوايا خفية , حسيت بنور أبيض بيعدى من ايده لأيدى , حسيت بالروح بتدب فيا من جديد , و عدو عليا طوال اوى الثانيتين دول و فى نفس الوقت عدو بسرعة اوى , كان نفسى يفضل ماسك ايدى شوية كمان , حسيت انه ابويا او اخويا او معرفش , سألنى مبصليش ليه , معرفتش أقوله انى بدور على ربنا بقالى كتير اوى و مش عارفة الاقيه ولا انى لو البلوج بتاعتى حد من الاخوان قراها  هلاقى ضبط و احضار من النيابة جايلى ع البيت بتهمة ازدراء الاديان زى يوسف زيدان , كنت عايزة اقوله انا تايهة اوى و تقريبا نسيت إيمانى فى حتة ضلمة و مش عارفة الاقيه , معرفتش اقول حاجة , بصيتله لقيته بصيصلى و مبتسم , لقتنى بقولى : هصلى , ادعيلى انت بس و ما بينى و بين نفسى كملت كلامى , و قولتله كل الكلام اللى انا مقلتوش فعلا , قولتله خدنى دلوقتى على جامع و صلّى ونا هصلى وراك , عايزة اصلى وراه قيام الليل , عايزة اصلى و اعيط لربنا طول الليل و بعدين خدنى فى حضنك و اختم القرأن كله و انت حاضنى و انا هفضل اعيط من كتر منا مطمنة فى حضنك , من كتر منا مبسوطة عشان لقيت امنت تانى بالإسلام فى حضنك يا إسلام. 
اتبسطت معاك و الاهم من كده انى كنت مطمنة , بحب حبنا الاخوى الابيض اوى ده , بحب ايمانك الكبير اوى اللى بحسه مكفينا احنا الاتنين , بحب ابقى معاك عشان لو قامت القيامة عارفة انك هتفضل ماسك ايدى مش هتسبنى اقع فى النار و هتاخد بإيدى ع الصراط المستقيم , بحب نضافة روحك اللى بحسها بنطغى على سواد روحى , للحظة شوفت فيك الزوج الصالح اللى بيتكلموا عنه ده , اللى اول ما ندخل بيتنا يصلى بيا ركعتين و نحفظ عيالنا قرأن و مش هنطلعهم معقدين من كتر ما هيشوفونا مبسوطين سوا تحت رضا ربنا , بحب ضحكتك لما بتناديلى بس ونا متضايقة عشان بس تقولى بحبك اوى و انت بتضحك و اشوف غمازاتك اللى انا نفسى ادخل جواهم استخبى من الدنيا كلها 
بحبك اوى , حب اكبر من حب واحد لجوزها ولا حد بتحبه ولا حب اصحاب , انا بحبك حب الدم الواحد , حبى لأبويا او أخويا او حبى لحتة منى شايفاها قدامى و كأنك ابنى , و بحبك لما تقلى انى اختك الصغيرة و بحبك اما شيلت السيجارة من بقى و قولتلى لو شربتيها هطفيها فى قفاكى , بحبنا عشان احنا مش مستنين حاجة من بعض , حبنا خفيف كده و مريح بس تقيل اوى على ميزان الحب , انا فعلا بلا ولا شى .. بحبك 
 
 

Saturday 16 February 2013

أبداً تحن إليكم الأرواح

عزيزتى 

لا أعلم لم أكتب إليكى الأن رغم أنتهاء كل شىء بيننا , ربما أنه الحنين الذى ظل  يضاجع مشاعرى طيلة اليوم لأنه فجأة شعرت بأعراض أنسحابك من دمى , شعرت بكى تركضين بين غرفات قلبى الأربعة تبحثين عن مخرج ما و هذا يفسر دقات قلبى المتسارعة طيلة اليوم ام تكون بسبب علبة التبغ التى حرقتها كما يحرقنى شوقى إليكى
أنا حزينة لسبب ما , ربما خاب أملى بكى ثانية حين تركتينى أتركك حقاً , ربما لأنك عندما قرأتى كيف كنت أراكى من ستنقذينى من رجل ما فى المستقبل القريب سيطمس ملامحى و يذبح أفعى الإبداع بداخلى و يتركها تنزف مع غشاء بكارتى و يجهض كل إحتمالات تميزى ليزرع بداخلى ضمان أستمرار سلالته كان تعليقك هو أننى كنت سأكرهك أكثر لو لم تعطينى هذه الأشياء و أظل أندم لأنى فضلتك على الحياة المستقرة بثلاثة أطفال و علبة المهدئات , أمقت ضعفك حد الغثيان أو بمعنى أصح أستضعافك , لا أحتمل الضعفاء و خصوصاً النساء منهم , فإن كنتى قادرة على أنبثاق الحياة من داخلك كيف تعجزين على مواجهة ما تخلقين أنتى , كيف تخافين الخروج إلى النور و انتى من سلالة أم النور التى حملت الرب بداخلها تسعة أشهر , كيف تخشين المحبة و الله محبة , ربما لأنهم علموكى منذ نعومة أظافرك أن تخافى الله و ليس أن تحبيه فأنا و أنتى و جيل بأكمله ضحايا الصورة الوحشية التى زرعوها بداخلنا عن الرب , بأنه هناك فقط كى يرهبنا و يلومنا على عيوب خلقها هو فينا  .. و لكن هذا الترهيب إن كان جعلنى أفقد إيمانى بالله فقد جعلك تفقدين إيمانك بالحب حتى لا تحيدى عن الصراط المستقيم المرصف بحجر من " العيب " و حجر من " الحرام " , و ربما هذا من أحد أسباب أختلافتنا أننى أكره الطرق المستقيمة و أعشق الشوارع الجانبية الغير مرصفة التى تفاجئنى فى كل خطوة بشىء جديد .. لا يهم هذا الأن
اليوم أخترتى تجاهلى و أسمعتينى السكوت طوال اليوم , و قررتى ان تتركينى كما تركتك أنا منذ بضعة أيام , لا أنكر أن قلبى ظل يوخزنى طوال اليوم و يوسوس لعقلى ان يتحدث إليكى متحججاً بأى عذر حتى أتناول جرعتى اليومية من وجودك و لكننى قررت أن أنزل لأقابل أصدقائي حتى أنشغل قليلا عنكى , قابلت أحد الأصدقاء المقربين لقلبى , لا أظن أنكى تعرفيه , و أنا لا أعرفه بهذا القدر ولا أعرف ماذا يعمل أو كم أخ أو أخت له , و لكن أعرف عنه ما يهم , أعرف جروح روحه و خيبات أمله و أعرف أنه وشم أسم حبيبته بعد فشل العلاقة بينهم على جسمه حتى لا ينسى ألم فقدانها طالما حيا , أعلم أنه يتردد على طبيب نفسى منذ بضعة سنوات , أعلم أنه يعانى من أعراض الأنسحاب من الحياة و أعلم أيضاً أنه ربما طلب مقابلتى اليوم فقط لبضع الدقائق التى أحتضنه فيها و أحاول أن أضمه بكل قوتى ربما ينتقل إليه بعضاً من هوسى بالحياة و الجمال
قضينا بعض الوقت الخفيف الخالى من أى محادثات جدية , فقط نحتسى القهوة و نملأ رئتينا باللا شىء المحمل بالنيكوتين ,, أصر أن يأخذنى بسيارته حتى باب بيتى رغم تأكيدى له أن تاكسى سيقوم بهذه المهمة على أكمل وجه , أركب و أنا أعتذر له أننى سهرته فأنا أعلم أنه ينام مبكراً و الساعة قاربت على العاشرة الأن , فيرد قائلاً " أنا بنام يا دينا من الساعة 8 مش عشان ساعتى البيولوجية دقت , أنا بنام عشان مموتش نفسى " ينتفض قلبى بداخلى و أتماسك بقدر الأمكان حتى لا تسقط منى دمعة رغم عنى , أبتسم و أشد على يده و كأنى أحاول أن أوصل له بلغة الجسد أنه ليس وحده , و على كوبرى 15 مايو تنتابنى رغبة عارمة لممارسة الحب معه , ليس شهوة منى فيه و لكننى فقط أريد أن أحتويه و أعطيه أكبر قدر من الحميمية , أريده ان يركن السيارة هنا وسط الكوبرى , و نمارس الحب بمنتهى الشغف أمام أعين كل من حولينا كأعلان عن وجودنا الذى همشوه فقط لأننا مختلفون , أريد أن أُقبل أسم حبيبته التى تركته حتى يختفى من أثر قُبلاتى ربما تختفى جروح فقدها من روحه , أريد أن أملأ قلبه بلعابى من أثر القبلات الفرنسية التى طبعتها على كل ثقوبه , أريد أن يخرج في كل غضبه من العالم ثم يبكى على صدرى كطفل عاد إلى أمه بعدما تاه عنها فى السوق التجارى , أردت و أردت و أردت و لكن أكتفيت فقط بطبع قُبلة على جبينه ثم بدأت أحكى له عنكى و أنا محتفظة بمعظم التفاصيل لنفسى و لكن كلمة أنى أحببتك فعلا خرجت منى من تلقاء نفسها , قُلت له أن هناك أمان ما أشعر به حول النساء و هذا ما أفتقده مع الرجال و ربما يكون هذا سبب أزمة الهوية الجنسية التى أعيشها الأن , و أنى أخاف من الرجال و أنانيتهم , و حكيت له عن خوفى من أن ينتهى بى الأمر لأكون فقط زوجة أحدهم , أو أم أحدهم و أفقد الأنا الخاص بى بينهم , أبتسم و قال أننى أفضل من أن يحظى بى أحد أو أن أنتمى لأحد و هذه مُشكلتى و اننى كيان منفصل فى حد ذاته لا يحتاج لنصف أخر ليكلمه سواء كان هذا النصف رجل أم أمرأة و أن هؤلاء العابرون فى حياتى هم فقط أسباب لأعرف أجزاء جديدة من نفسى المتعددة الجوانب ثم يقول أنه يحبنى جداً و يطبع قبلة صادقة على جبينى
أفتح باب السيارة و أطلع و أنا مشتتة بين مشاعر مختلفة تجاهك من أفتقاد و حنين إلى ربما حان وقت الإنتقال إلى تجربة جديدة , يقشعر قلبى عندما يستوعب أنكى لم تتحدثى معى تماماً اليوم حقا و ان هذا ربما يعنى أنكى قررتى أن تعترفى أننا لم نعد لنا وجود بعد الأن و أصبحنا أنا و أنتى و قررتى أن تتركى الأنا الخاص بى ليعيش من دونك و يعيش الأنا الخاص بيكى من دونى , يؤلمنى قلبى فى هذه اللحظة و تعلو ضربات قلبى بدعوات ألا تتركينى أنساكى و أن تستقوى على أستضعافك من أجلى

تصبحى على مشاعر خالية من العجز
دينا 
     

أيعقل أن نلتقى غداً ؟




أقترح أن نلتقي غداً
أقترح أن نبقى سعداء
تعبت من الخلاف معك
و من السير على الأقدام
أقترح المشي على الشطآن
أقترح العيش في المياه
أسمعك غزلا ً في الأصداف
أريك عالم المرجان
سأبقى معك كما في الأفلام
سأكون لك كالأحلام
سنغرق سوية ً في الأوهام
و نصبح فجأة ً مختلفان


Friday 15 February 2013

بدون عنوان

بعد أن تركتك و رحلت بساعات تقررين أن تعتذرى عن كل مرة قصرتى فى حقى و تخبرينى اننى أحلى جزء فيكى و انك تعلمين انك لم تستحقى حبى لكى , و أن عيناكى تبكى لسبب ما تجهليه منذ ساعات و كأن جسدك أستوعب شىء ما لم يستوعبه عقلك بعد , ترد دموعى التى سالت رغم عنى تضامنا مع دموعك التى لم أقدر يوماً عليها و تقول أن هذه كانت مشكلتنا الأساسية , أنك تركتينى أنا وجسدك و هامت روحك فى مكان بعيد عنا , فصرت أحب جسد فارغ ليس له اى ملامح , جسد بارد قضى على دفئي الداخلى و تركنا نحن الاثنان نرتجف فى فراغ اللا وعى

تطلبين منى أن أسامحك و أن أحتضنك , تطلبين أن تشعرين بدفئي لمرة أخيرة , تسقط دموعى بغزارة و تصعب على رؤية كلماتك على شاشة تليفونى , تستمرين فى الحديث و تقولين أنكى تعلمين أن هذه ليست النهاية و أننا فقط محتاجين لفترة راحة من بعضنا , أعاند قلبى و أرد بل أنها النهاية , مضطرة أن أرحل و أتركك حتى لا أكرهك , حتى لا تتركين فى جرح لا يندمل , لابد أن أتخلص منك حتى أحافظ على ذكرتك جميلة غير مشوبة بالجروح , لابد أن أصلح ما كسرتيه او كنتى على وشك أن تكسريه , و لكن ربما فى وقت أخر , ربما فى عالم موازى او زمن أخر غير هذا , نسختان مننا غير منكسرتان سيستطيعا أن يبقيا معاً و لن يكسرا بعضهن مثلما فعلنا نحن

تقولين أنكى لا تلومينى على قرارى هذا , أرد بأنى ألومك انتى , فقد كنتى انتى فرصتى الأخيرة لأكون أنا , فقد كنتى أنتى من أريد , أنتى من كنتى ستمنحينى ما أريد و لكنك بخلتى علي به , ستتركينى للعالم حتى يمسح ملامحى و أكون مثل الباقيين , أنتى الوحيدة التى كانت ستستطيع أن تحافظ على سماتى الأساسية , على كل ما يميزنى عن الأخرين , كنتى ستحافظين على كل ما أريد أن أتخلى عنه حتى أستطيع أن أتعايش مع غيرك , أنتى من كنتى ستتفهمين هوسى بالكتب و الكتابة و لن تعتبريننى غريبة الأطوار حين أقضى ثلاث ساعات فى مكتبة أنتقى الكتب بعناية و كأن حياتى تعتمد عليها لأنك ستكونين هناك معى , أنتى من ستعذرينى حين أفتقد بعض الشخصيات من رواية ما و أعاملهم كأنهم موجودين بالفعل , أنتى من كنتى ستقدر كيف أن الكتابة مهمة عندى كالتنفس بل أهم أحيانا , أنتى من كانت ستستمع معى لأغانى الشيخ إمام و تواشيح النقشبندى و تنقذينى من موسيقى الهاوس و الترانس , أنتى من كنتى ستنقذينى من أن أكون نسخة  من نفسى أعلم جيداً أننى سأكرهها , أنتى من كنتى ستساعدينى أن أكون كاتبة كبيرة و مهتمة بقضية المرأة فى الوطن العربى و ليس أماً لثلاثة أطفال تعيش على المهدئات حتى تستطيع أن تسامح نفسها على ما فعلته بها و عن كل ما كان ممكن أن تكونه , أنتى من كنتى ستنقذينى من أن أكون مثل هؤلاء السيدات اللاتى أقابلهم عند مصفف الشعر يوم الخميس ينتفون الشعيرات القليلة التى نمت فى أماكن متفرقة فى جسدهم حتى يبعثوا حياتهم الجنسية من تحت أنقاض الملل , انتى من كان سيضمنى بين ذراعيه يوم الخميس لنشاهد فيلم ما  لفاتن حمامة على روتانا زمان فى صمت و لن أكون مضطرة أن أمارس الجنس فقط لأن أب أولادى الثلاثة أعتاد على قضاء شهوته فيا كل أسبوع مرة يوم الخميس , معك لأن أكون مضطرة أن أزيف الوصول للشهوة و أصرخ فى أستمتاع مزيف حتى أرضى غرور زوجى ليتركنى و ينام و أصل أنا لشهوتى بنفسى و أنا متقززة منى لأنى صرت أزيف كل مشاعرى , أنتى من كانت ستحضننى تحت دش المياه الساخن و أنا أبكى من دون أى سبب فقط لأنه ذاك الوقت من كل شهر الذى تصبح فيه مشاعرى أكثر هشاشة و حساسية و لن تهجرينى فقط لأن أعضائي الجنسية مرفوعة مؤقتاً عن الخدمة , انتى من سأفكر فيها و أنا أتقلب فى سرير زواج أنهكته متطلبات الحياة و الأقساط الشهرية , أنتى من سأخون زوجى معها أن حكمت الدنيا و قابلتك صدفة خلال مناقشة كتاب لأحمد خالد توفيق .. أنتى يا مي كنتى فرصتى الأخيرة لأبتسامة حقيقية من القلب , أنتى سبب دموعى الأن التى تتساقط على وجه نصف مبتسم , أنا حزينة حقاً رغم أننى أنا التى رحلت و لكن انتى من أضطررتنى للرحيل لأنى كنت سأكرهك أن كنت بقيت و تحولت على يدك انتى لواحدة من الأخريات عالقة فى علاقة خالية من اى شغف , سأحتفظ بكى كأمل لحياة أفضل و أنا بعيدة عنك حتى لا تكونى خيبة أمل و أنا معك , ستبقين مخباة فى ركن فى قلبى حيث أحتفظ بكل الأشياء الجميلة و أحميها من قسوة الزمن , أفتقدك من الأن و أفتقد كل ذكرياتنا التى لن تحدث أبداً. أهتمى بنفسك و أذا أحتجتى أى شىء غير وجودى معك أتصلى بى و سأرد مهما كانت الظروف يا حبيبتى
مودتى      



Thursday 14 February 2013

حان وقت قص الطروف

كانت اطول ثلاثون دقيقة فى حياتى , حينما ظل يملى على مسامعى كم اننى لا أستحق و كيف اننى لم أعطه اى شىء و لا أى سبب ليبقى معى سوى انه يحبنى , و هذا أيضا لم اكن أنا سبب فيه , فهو يحبنى لأنه يحبنى ليس لأنى جديرة بهذا الحب و ظل ينتقض و ينتقض حتى فوجئت اننى مازلت أستطيع البكاء , ظللت أقرأ كلامه و هو يتمادى فى إهانتى و كم أننى لا أستاهل حبه و حجته على ذلك اننى تركته و نمت ثلاث مرات من دون أن نتحدث و لا أعلم كيف أحتويه او أحتوى غضبه او أقدر ما يفعله و التضحيات التى لا أستاهل نصفها , لا أعلم لم كنت أبكى وقتها , لا أعلم ان كنت أبكى لأنى مظلومة و انى حقاً كنت ألوم نفسى على تقصيرات غير مقصودة , أم أنى أبكى لأنى كنت قررت أن أكون أفضل معه و له و قابلنى هو بالصد و الرفض أم كنت أبكى لأننى تحملت منها أضعاف ما فعلته انا معه و حين تكلمت مرة قالت أننى أجرحها و أدمرها هكذا حين ألقى عيوبها بوجهها و منذ وقتها لم ألومها على أى شىء لأنى لم أتحمل أن أكون أنا سبب كسرتها لأى سبب كان
حاولت ان أفسر له أننى فقط كنت أتصرف على طبيعتى و أنى لم أقصد قط أن أقصر معه و لكن هذا أنا , فأنا لا أعرف كيف أهتم و كيف أكون فى علاقة طبيعية جداً لهذه الدرجة رد بعصبية أكثر و قال : ما أنا بتاع نسوان أروح أصاحب عليكى و أقولك أصل أنا كده 
لم أعرف كيف أرد على هذا , فحاولت أن أفهمه - فى لهجة راجية -  أنى أحاول من أجله و بالفعل أنا أتغير من أجله الأن و لابد أنه لاحظ هذا الأن فقابل رجائي ببرود و قال : بعد أيه ؟ 
بدأت أشعر بالمهانة و الأنكسار فطلبت منه أن يرحل إذا أتعبه البقاء معى , يرحل و يتركنى لأحب أنا نفسى و أتقبلنى لأنه منذ عرفته و أنا أعتذر عن كل شىء أنا أكونه , و أنا أحاول أن أتغير من أجله لأنى لم و لأن أكون جديرة بحبه و لن أكون جيدة بالنحو الكافى فى عينه أبدا , فمنذ عرفنى و هو منتظر منى أن أكون صورة لشخصية خيالية هو يراها في , ربما كنتها فى يوم من الأيام و لكن ولت هذه الأيام .. ظللت أطلب منه الرحيل و أصر ان يتركنى و يكون مع شخص يناسبه و يقدر تضحياته قال أنه يحبنى قلت أرحل قال أنه فقط سأم من محاولاته معى قلت أرحل و لا تحاول فأنا لم أطلب منك أن تحاول قال أنه يحبنى و لذلك سيتجاهل كل ما أقوله الأن و سيذهب للنوم ربما يستيقظ بحال أفضل
ظللت أبكى و أبكى و أبكى و أنا لا أعلم لماذا , فأنا أعرف جيداً أننى لم أتعلق به لهذه الدرجة و لكننى لسبب ما شعرت بالأنكسار و الأنهزام , حاولت أن أتصل بها لأتحامى فيها منه فقالت ليس الأن و أنها ستحدثنى بعد قليل فوافقت و أنا أعلم تماما أنها لن تفعل و لم تفعل , زاد بكائي و نحيبى و صرت أرتجف خوفا و أريد أن أحتمى بأى أحد , أريد حضن أبى , أريد أن أشعر بالأمان , أريد أن أنتمى , أريد أيمانى بالله أن يرجع , أريد أن اؤمن بشىء ما , أريد أن أشعر اننى جزء من شىء كبير , أريد أن أصدق ثانية اننى إن توضأت و سجدت و ركعت مرات متتالية ستجد الطمأنينة طريقها إلى قلبى , أريد أن أكون طبيعية , أريد أن أكون طبيعية , أريد أن أكون طبيعية , أريد أن أسترجع تفاهتى و أحلامى المراهقة , أريد أن أجمع كل كتبى و كتاباتى لأحرقها و أنساها , أريد أن يكون كل طموحى هو رجل يجعلنى أماً لأولاده , أريد أن يكون أملى هو رضا ألله علي , أريد أن أفقد كل ما يميزنى عن الأخرين , أريد أن أتحرر من لعنة التفكير التحليلى لكل شىء , أريد أن أكون شخص ما غيرى , فى مكان ما غير هذا , أريد الطمأنينة و السلام الداخلى و كل هذه الأشياء التى يحكون أنها لا تُشتري بمال , أريد أن أكون من أبناء الرب و ليس ابناء الشيطان , أريد أن تكون لى مبادىء و إيمان لا يهتز , أريد كل ما يبخل به الرب علي
خبا صوت نحيبى و صار مجرد نشيج مع بعض الأنفاس المتقطعة , أبحث عن علبة سجائرى لأسرع موتى البطىء هذا قليلاً , أشعر بطعم النيكوتين الممزوج بالدموع يملأ رئتى و اتمنى لو كانت دموعى بحراً أغرق فيه , أريد أن أشعر برئتاي و الماء يدخلها بينما تفارقها الحياة , أريد أن ألفظ أنفاسى الأخيرة تحت الماء بعيدا عن ضوضاء المشاعر الأنسانية ..أريد الهدوء .. أريد للأصوات التى بداخلى أن تصمت .. أريد الراحة الأبدية
أستيقظ ولا أتذكر كيف او متى نمت , أسعل بسبب النيكوتين و اللا شىء الكثيف الذى يملأ صدرى , أجد رسالة منه بأنه يحبنى و أنه يحاول أن يتجاوز ما حدث بيننا حتى نعود كما كنا , أقول أنها علامة , فهو من سيساعدنى أن أكون طبيعية مرة أخرى , هو من يستطيع أن يمنحنى البيت و الأسرة الطبيعية التى لم أحظى بها يوما ما , هو من سيملأ فجوات روحى بالأشياء التافهة و طموحات الناس الطبيعية كالأولاد و شاليه فى مارينا و هو من يستطيع أن يحول أسئلتى الوجودية عن الرب و الحياة بشكل عام إلى ماذا سأطبخ له غدا و أى قميص نوم سألبسه له يوم الخميس , أتصل به لأقول أنى أفتقدته و أنا أعنيها حقاُ , لسبب ما أشعر بحنبن جارف تجاهه ليس له شخصيا و لكن لأنه يمثل كل ما هو طبيعى , و يرد أنه أفتقدنى أيضا و لكن بشىء من الفتور , و فجأة أجدنا نتحدث كالغرباء و يقول أنه سيحتاج بعض الوقت فقط كى يعود لطبيعته , و لكنى أعى تماما أنه أحيانا بعض الشروخ مهما كانت طفيفة قاردة على إحداث صدع كبير فى العلاقة بين إثنان , و لأن روحه فارغة فأن خلاف تافه مثل الذى حدث بيننا كان قادر على كسر شىء بيننا , فجأة أفقد رغبتى فى الحديث معه و أريد لتلك المكالمة أن تنتهى لأننى أدركت أن العد التنازلى لهذه العلاقة التى كانت بيننا أياً كانت قد بدأ
هذه المرة لم أشعر لحاجة للحديث معها , ربما لأنى أعلم أنها فقط ستخيب أملى بردودها كالعادة فسينتهى بى الأمر أسوأ حالا , و لكنى وجدتها هى تتحدث بعدها بفترة لتخبرنى أنها لم تخرج , فسألتها مازحة لماذا , هل لغى معاده معك ذلك الذى لم تخرجى معى اليوم بسببه ؟ فردت مازحة هى الأخرى بالإيجاب , أرسلت أيها صورتى أنا و أمى و قلت و أنا خرجت مع أمى يوم عيد الحب حتى لا تشكى أننى ربما أكون قد كذبت عليكى و خرجت مع صديقى الأخر الذى لا تعلمين عنه شيئا
قالت : لم أشك
قلت : ليه ؟
 معرفش , و انتى كنتى شاكة فيا لما قولتلك انى خاجة انهاردة مع أخويا ؟
  قلت : أنا ممكن أشك فى أمى
سألتها : مى , هو أحنا أيه ؟ 
 معرفش
 طب أنتى معايا ليه ؟ بتحبينى ؟
 معرفش
أومال مين اللى يعرف ؟
   معرفش
علاقتنا بدات تبقى صداقة أكتر من اتنين بيحبوا بعض , مى هو احنا أصحاب ؟
معرفش
انتى مبقتيش تحبينى
دينا مش وقته, مش قادرة اتخانق دلوقتى
بس أنا مش بتخانق , أنا مبقتش عارفة ولا واثقة أنك عايزانى بجد , هو انتى لسه عايزانا نفضل سوا ؟
معرفش
خلينا أصحاب يا مى , كفاية كده
......
أنا تعبت و مبقتش قادرة أفضل كده
هل ده هيريحك؟
اه , هيريحنى و مش هحس بفرق كبير لأنك أصلاً مكنتيش موجودة فى حياتى عشان أفتقد وجودك بعد كده
يعنى مش عايزة تكلمينى تانى ؟
لأ هكلمك عادى , أنا وعدتك انى دايما هبقى موجودة عشانك و هفضل , أحنا أصحاب
هو انتى سبتينى يوم عيد الحب ؟
أنتى سبتينى قبلها بكتير , انا بس قولتها بصوت عالى
طب تعالى أحضنينى حضن صُحاب
وقت تانى
بطلتى تحبينى ؟
بحبك بس مبقتش عايزاكى
هتحبى حد تانى ؟
معرفش
زعلانة منى ؟
معرفش
طب زعلانة عمتاً ؟
معرفش

لم أشعر بشيء , لم أشعر بأى شىء , تخلصت منهم هم الاثنان بدون أى شعور كما أتخلص من أطراف شعرى التى تقصفت , وقفت أمام مرآتى و نظرت لوجهى الخالى من أى تعبيرات , مسكت المقص و قصصت بعض أطراف شعرى فقط لأتأكد من أنه نفس الشعور . نعم هو , هما الأثنان لم يكونا أكثر أهمية من أطراف شعرى , حمل زائد و ثقل لا أهمية له سوى بعض الطول الوهمى . تلك الشعيرات التى و أن زادت شعرى طولا أعلم جيداً انها تقلل من كثافته و تجعله فارغ , كما فعلوا هم بى أعطونى شعور وهمى بالأمان و ثقل فارغ .. لملمت شعيراتى المقصوصة و لملمت بقاياهم من داخلى و فتحت شباك غرفتى و حررت شعراتى  من قبضة يدى و حررتنى من خيبة املى فيهم . تنفست نفس عميق لأستنشق ما أقدر من هواء الفجر الممزوج بالحرية ثم أغلقت شباكى و توجهت إلى سريرى بشعر أكثف و قلب فارغ
            

Tuesday 12 February 2013

هلاوس الساعة الثانية بعد منتصف الليل

أكره المثالية و أمقتها , كنت أظن اننى من الشخصيات التى تبحث عن الكمال و المثالية فى كل شىء و لكنى مؤخرا أدركت انى أعشق العيوب و الجمال الفوضوى التى تتركه خلفها و ذلك يبرر لم أفضلها هى عليه. لأنها مثال لذلك الجمال الذى حكى عنه هاروكى موراكامى فى روايته كافكا على الشاطىء عندما قال أن هناك نوعاً معيناً من الكمال لا يمكن إدراكه سوى عبر تراكم غير محدود للنقائص. ذلك النوع أسمه مي. جمالها يتمثل فى كل ما لا تكونه هى , خفيفة انتى كظلّى يا حبيبتى , و كل الفرق بينك و بينه أن ظلّي يتبعنى و أنا أتبعك على غير هدى فى توهانك , ندور فى دائرة محكمة حول اللا شىء و أظل أنا أدور خلفك منتظرة ذلك اليوم الذى تسقطين فيه من التعب لأسندك و أعبر بكى إلى بر الحياة , لأعبر بكى من ذاك البرزخ الواقع بين الموت و الحياة , سأشدك بكل ما أوتيت من عزم فى الاتجاه المعاكس من النور الأبيض الذى تمشين إليه بخطى ثابتة لا مبالية , و حين نصل إلى أخيراً سأخذك إلى حقول الفراولة الأبدية , حيث لا يوجد خريف أو شتاء , فقط ربيع مشمس , أعلم أن الشتاء هو فصلك المفضل , و لكن هذا سيتغير بعد أن أنقذك من ذلك الفراغ الأسود بداخلك الذى يبتلع ملامحك داخله , سأقطف كل الفراولة التى اراها على امتداد عينى و القى بها تحت قدميكى , لطالما شعرت أن الفراولة تنبض بالحياة ربما بسبب لونها  لذلك سأطعمك فراولة فقط لسبعة أيام , أعلم أن خلق العالم و الدنيا أستغرق سبع أيام من الله , لذلك سأكرس السبع أيام القادمين لخلق دنيتى المتمثلة فيكى , سأقتسم روحى معكِ لنعيش أنا و انتى بنصف روح و نصف فراغ أفضل من انت تكونى انتى جسد فارغ و أنا روح فارغة , لنندمج يا حبيبتى ولأن نعيش نصف حياة سويا أفضل من أن أعيش من دونك حياة كاملة
أعلم أننى لا أستحقك. شعرت بقلبى ينتفض داخلى حينما لفظتى بها , نعم انتى مقصرة و نعم انتى لم تحاولى أن نكون سعداء للحظة واحدة و كنت على وشك أن أقول لكى نعم انتى لا تستحقينى فأنا أحاول و أحاول و كل ما أخذه منك هو الصد و عدم التقدير و لكن قبل أن أرد عليكى وجدته أمامى , آت بنصف أبتسامة ليقول لى أنه مشغول اليوم فمضطر ان يتركنى و يمضى , وخز قلبى داخلى و كنت على وشك أن أقول أننى أنا التى لا تستحق , فأن كنتى انتى خائنة أمل و رجاء فأنا خائنة الثقة , سواء ثقتك ام ثقته , يبتسم جزء منى و يرد " بالعكس , انتى تستحقينى " بالفعل تستحقينى فنحن الأثنان نخون بعض و لكن بطرق مختلفة , أحتفظ بالتعليق الأخير لنفسى و أقرر أن أعوضهم هم الاثنان على خيانتى لهم , وعدتها اننى لن أتركها و طمأنتها بأنى راضية بعيوبها التى أخبرتنى اليوم أنها لن تتغير فى المستقبل القريب , أما فى المستقبل البعيد هى لا تعرف و القرار يرجع لى ان كنت أستطيع أن أعيش مع هذا أم لا,لم تحاول حتى من أجلى , لم تحاول أن تحاول حتى , و لكننى صمتت و وعدتها بأنى سأظل بجانبها و لن أرحل , و تحملته هو الاخر حين نفث فى كل غضبه من يوم طويل فى عمله , تحملتهم هم الأثنين و تركتهم يفعلون بى ما يحلو لهم حتى أبرر لنفسى ما أفعله بهم , جزء منى ينتظر ذلك اليوم حين ينهار كل هذا فوق رأسى و يكتشف واحد فيهم أمر الأخر .. أتمنى أن يكون قريب حتى أرتاح من هذا التشتت لأدخل فى تشتت غيره 
لاحظت انى دائما ما أكتب عن نفس الأشياء .. هى .. هو .. الفراغ .. اللامبالاة .. الفتور .. شىء مثير للشفقة ان تكون حياتى تدور فط حول فتاة فقدت روحها فى مكان ما و رجل لم يعرف طعم الحزن و بعض المشاعر التى تملأ هؤلاء الذين لا يشعرون من الأساس
فى هذه اللحظة لا هى ولا هو يشبعان أحتياجى للشغف .. أكره حين يكون نبض قلبى منتظم بهذا الشكل الرتيب .. ربما حان الوقت لطرف رابع فى هذه العلاقة المريضة
 
           

Sunday 10 February 2013

أبى الذى فى السماوات

أنا حزينة. أريده أن يستيقظ و يحمينى منها . أريد أن أختبىء بين ذراعيه منى و منها. لا أنتقم منه بسببها بل أنا أحتاج لحماية أفتقدتها منذ مات أبى. أن يكون لى سند أو حضن أتحامى فيه من الزمن. أحب كيف يدللنى كطفلة صغيرة و يقسو علًي حين أمرض لأهمالى فى صحتى. أحب كيف يشترى لى كتبى المفضلة و دخل مكتبة لأول مرة فى حياته لكى يفاجأنى بكتاب ما 
لست شريرة .. بل أنا بعيدة كل البعد عن الشر .. انا منكسرة و قليلة و هشًة .. نعم أتغذى على قوته أحياناً و نعم يكسره ضعفى أحيان أخرى كلما حاول أن يجمع اجزائى المتكسرة ليعيد تركيبها ببعض تجرحه حوافها التى أحتدت بفعل الزمن و لكنى لا أقصد .. لا أريد أن أجرحه عن عمد .. أجرحنى أنا فقط على عمد و لكننى لا أتحمل فكرة أن أجرح شخص غيرى .. إيلامى أنا مقبول تماما و لكن ليس هو أدفعه بعيد عنى معظم الوقت حماية له منى .. أنا مكسورة .. أنا لعنة تحل على كل من يقترب .. أنا لعنة تحل على أنا

أفتقد أبى .. أتخيله الأن مجرد ذرات من عدم فى كفن .. لم أره منذ مات .. زارنى مرة واحدة فى الحلم ليقول لى أنه بخير .. لو تقرأ هذا يا أبى أعلم أنى أفتقدك و أنى أعتذر عن كل مرة أشحت بوجهى عنك .. أعتذر لكل مرة لم أنتبه لأحدى حكاياتك التى سمعتها منك ألف مرة فأعطيتك أذن من عجين .. لا أعلم أن كنت من المفترض أن أشكرك على توريثك لى موهبة الكتابة و حب القراءة أم ألومك على هذه اللعنة .. أين أنت الأن ؟ أكتب لى عنك ؟ أصعدت إلى السماء حقاً ؟ هل رأيت الله أم أشاح بنظره عنك كما يتجاهل كل صلواتى ؟ أموجود هو أم حقاً كما قال نيتشه أنه مات ؟ هل واتته الجرأة أن يحاسبك على الصلوات التى لم تصليها و هو الذى جعلك تلزم الفراش من المرض فى عنفوان شبابك ؟ أهناك جنة و نار يا أبى ؟ و لو هناك أسأله لماذا خلقنا كائنات ميالة للخطأ بطبيعتها أن كان سيضع أمامنا كل هذه الذنوب ؟ أنا حزينة يا أبى و لم أعد طفلتك المدللة او طفلة أى أحد المدللة .. سواه فهو يحبنى و يدللنى و يهتم بدراستى و عملى و أكلى و شربى و أنا فقط أعطيه وجع قلب و معاناة .. نعم يا ابى أبنتك التى كانت تحب بكل قلبها أصبحت ذو عاهة مستديمة فى قلبها تركها حبيبها الأول الذى لطالما حذرتها أنت منه 
لن أحدثك عن مي لأنى لا أجرؤ أن أخيب أملك بهذه الطريقة .. أحيانا اتنفس الصعداء لأنك مُت قبل أن ترانى أرسب فى كلية الصيدلة و أعانى كى أحصل على شهادتى او و أنا فى علاقة غير طبيعية مع بنت مثلى .. أو من الممكن أن تكون فى السماء طباعك قد هدأت قليلاُ و أصبحت أقل عصبية و حزم .. لو قابلتها لأحببتها فهى خفيفة الظل .. أحيانا 
أستغرب كم أنا خائفة أن أخيب املك أنت بسبب علاقتى مع مي و ليس الرب , أتعلم أنى أحيان كثيرة أعدل عن ممارسة العادة السرية فقط لأنى أخجل أن تكون فعلاً تشاهدنى من السماء .. منذ مت يا بابا أصبحت أنت بالنسبالى أبانا الذى فى السماوات 

أنا متعبة جداً و كنت اتمنى لو كان لى أحداً يضمنى الأن و يقول لى أنى بخير أو سأكون بخير .. يوماُ ما 
سأنام الأن يا أبي و أتمنى أنك لا تكون تشاهدنى من السماء بالفعل , أتمنى أن تكون مجرد ذرات من اللاشىء فى شاهد قبر بدون إسم لأن أخوك خول و لم يوف وعده بأن يصنع لك لوح الرخام هذا الذى يلصق على القبور ليقول هنا يرقد فلان الفلانى .. سأبحث أين تصنع و أطلب واحدة لك خصيصا يا أبى .. و لكن ليس اليوم .. فأنا اليوم متعبة و حزينة لدرجة أن صوت أيديث بياف التى نحبها أنا و أنت لا يبهجنى و لم تلاحظه أذنى حتى

أفتقدك و أفتقده و أفتقدها و أفتقدنى .. سأنام اليوم يا أبى على وسادة الفراغ العاطفى و الدادى إيشوز و أنت أيضا نام مرتاح فأنا أهتم بأمى و أختى كما وصيتنى 

و للحديث بقية يا بابا    

ليس من ذلك بُد

أفتقدتها و قلبى أشتاق إليها حد الإنفجار و أنا جالسة معه أستمع إلى عيوبى و كم أنا لست جديرة به و كيف لا أملى مكانى فى حياته و لا أحاول أن أتواجد فيها بالقدر المفترض أن أكون بها, كيف أنى لا أفعل له أى شىء و لا أرد نصف ما يعطيه , أعرفها تلك الأسطوانة المجروحة كررتها على مسامع مي أكثر من مائة مرة لذلك أعذره لأننى أعلم ما يمر به , أعلم كيف هو أن تكون مع أحد فارغ من أي شغف و اى تطلع لمستقبل قريب أو بعيد ,أسرح فى علبة سجائرى أمامى و أنا أدعى الإصغاء لما يقول , أشرد فى حالى و أكتشف أنه  لسبب ما تحولت أنا ل مي معه , ربما لأنى لا أحبه حقاً و لكن هل هذا يعنى أنها لا تحبنى حقاً ؟ أتكون معى أيضاً فقط لأنى أنفع ؟ فقط لأملى فراغ ما فى حياتها ؟ و أن كانت لا تحبنى هل أهتم ؟ هل أحبها فعلاً ؟ ربما لم أحب أيهما أصلاً فأنا لا أحب نفسى حتى

يزداد حنينى إليها كلما يرمى بعيوبى التى أحفظها ككف يدى فى وجهى , أتذكر كم من مرة كنت أنا مكانه و هى مكانى , أذكرها بكل نواقصها و كل ما لا تفعله معى و كل ما خذلتنى به و كلما يزداد عتابه لى كلما أشفقت عليها و توحشتها أكثر , يزداد تجريحه لى و أعلم أن لديه حق فى كل ما يقال , لست مجروحة و لست مظلومة فأنا كل هذا الذى يقوله , وجهه متعب و حزين حقا و أنا أفكر بها , أشفق عليه منى و أود لو كان المكان يسمح أن أقوم لأقبل يده و رأسه و أعتذر له أنه يدفع ثمن أخطائها و أخطاء كل من جاء قبله و كلما حاولت أن أفتح شفاهى لأتحدث و أقول اى شىء يشعره بالأمان  كلماتى التى طالما كانت نقطة قوتى لا تقو على الخروج كل ما أستطعت أن أفعله أن أتأمل وجه الرجل على علبة السجائر و ظللت أردد فى عقلى " تليفون المساعدة للأقلاع عن التدخين 16805 " أكثر من عشرون مرة لأفيق على صوته أو تنهيدة منه توحى بأنه قد فاض كيله منى , أحاول أن أرد أو أقول أى شىء و لا حياة لمن تنادى و كأنه  الخرس أصابنى , قررت أن أبكى فأنا أعلم أنه لن يتحمل بكائي فهو لسبب ما أجهله يحبنى فعلاً و لكن تخذلنى قنواتى الدمعية و أسمع صوت عقلى الباطن يسخر منى و يحتقرنى وهو يتعجب من أمرى , أفيق من نزاعى مع نفسى على صوته و هو يقول حصل خير , أتفاجأ و ربما أصاب ببعض خيبة الأمل أيضا لأنه لم يتركنى , يخطىء هو فى قراءة خيبة أملى و يعتقد أنى أعاتب نفسى لكل ما فعلته مع و هو كريم الأخلاق معى بهذا الكم , أتركه ليمضى و نفس النظرة تعلو وجهى و هو يترجانى الا أقسو على حالى و أنه مسامح 

وقتما أختفى من أمامى مسكت تليفونى و أتصلت بها , ردت بعد سابع جرس بعدما كنت قد فقدت الأمل فى أن ترد , صوتها يشعرنى بألفة أحبها , ألفة الصفات المشتركة و التفكير المريض , , ألفة حب الكتب و رائحتها , تشبع جوعى لكل ما هو غير سوى , أعلم أنى لا أرتاح إلا مع ذوى الأعاقات النفسية هؤلاء من هم  فى حالة يرثى لها , أكتشفت مؤخرا انى لا أحب او أنجذب او أصادق إلا من ذوى الإيشوز المستعصية لأن هؤلاء فقط يجعلونى الِم شتات نفسى و أكون أفضل حتى أحبهم  بطريقة أفضل و أكون شىء جميل وسط القبح الذى يعيشون فيه. و حقاً لا أدرى إن كانت هذه الصفة هى قمة التضحية ام قمة الأنانية , أغرق فى سيل مشاعرى و تعالج هى كل ما أشعرنى به هو من التوحش , نضحك سوياً ضحكة تعلن أنتهاء خلافنا ثم يعم سكوت  ' و ماذا بعد ؟ ' أجرح السكوت بقولى أنى لابد أن أذهب الأن حتى لا أتأخر , تطلب منى أن أنتبه لحالى و أطمأنها حين أصل , بمجرد أن أنهى المكالمة تتحول المشاعر الجياشة إلى فتور و شكوك ذكرتنى بجزء من كتاب كائن لا تُحتمل خفته لميلان كونديرا عندما عاد توماس لتيريزا بعدما تركته و عادت إلى التشيك فى وقت اجتياح الاتحاد السوفيتى لها , ترك عمله بألمانيا و ترك كل شىء من أجلها و ظل طول الطريق يردد " ليس من ذلك بد " و أنه لابد أن يرجع لها كى لا تطارده كلمة ماذا لو باقى حياته و حينما وصل إليها و كانت فى حضنه غافية راودته الشكوك أن كان هذا ما يريده فعلا 

فجأة يجتاحنى حنين إليه هو , أتصل به و أطلب منه ان يسامحنى على تقصيرى معه و أعده أنى سأكون أفضل و أنا أعلم تماماً اننى أكذب , و لكننى أنهال عليه بكل الكلمات التى من الممكن أن تُشعره بالأمان , أوعده بكل الوعود التى كنت قد وعدتها بها و لكنها لم تقدر , أعطيه كل مشاعرى التى أهملتها هى , من دون حتى أن ألمعها من لامبالاتها , أعطيها له مُستعملة منهكة من كل مرة قابلتهم هى ببرود و أبتسامة مزيفة و يصدقنى هو و يعطينى فرصة ثانية و أصدقها أنا و أعطيها فرصة ثانية و أحاول أن أصدقنى أنا و أعطينى فرصة ثانية معهم هم الأثنان و أنا أعلم أنى كل يوم أثبت لنفسى انى لا أحبهم , ربما تكون هى المفضلة  لقلبى و أنه لو لم تكن هى شاردة فى الوهم معظم الوقت , لو لم تكن عيناها مثبتة نحو اللا شىء معظم الوقت , لو لم يكن الفراغ الكثيف يملأها لهذا الحد , ما كان سيكون له أى وجود فى حياتى , فى لحظة ما أردتها قلبا و قالبا , و لكن هى لم تملأ سوى جزء صغير جدا من مساحات كبيرة تحتاجها أما هو فهو كبير جداً على هذا الجزء الصغير الذى خصصته له و الوعاء الذى يتمثل فيا أنا أوشك ان ينشرخ من قوة فراغها و من أصراره هو على التوسع بداخله

ألمح أنعكاسى فى شباك أحدى المكاتب فى الدور الأرضى و أقف لأتأملنى للحظات و أسالنى و ماذا بعد ؟ و لماذا هذه الدوامة العاطفية التى أصر أن أضع نفسى فيها , يجاوبنى أنعاكسى بأبتسامة ساخرة و عين تلمع بأضطراب الروح التى تطل من خلالها و يقول : ليس من ذلك بُد .. ليس من ذلك بُد         

Saturday 9 February 2013

غير معنوّن


أعلم أنى خذلتك يا عزيزى 
أعلم أنك ربما تبكى الأن فى أحلامك 
أعلم أنك ستفيق من نومك حزين و مثقل و تلعن اليوم الذى عرفتنى فيه
أود لو أقول لك أنى أسفة و أنى لم أقصد و لكننى لن أقول 
فأنا لست بأسفة و لكنى فعلا لم أقصد فقد كنت فقط أتصرف على طبيعتى 
كنت فقط أنا التى ترفض انت أن تصدق انها فعلاً أنا 
فأنا لست ذلك الملاك التى تريدنى أن أكون 
بل بالعكس يا عزيزى أنا أكره الملائكة و أكره طاعتهم العمياء 
لو تعرفنى حقاً ستعلم أنى أذا انتميت لأى شىء سيكون شيطان متمرد 
أكره الصراط المستقيم و أمّل كل ما هو طبيعى 
لن أكون جنتك مهما رجوتنى كل ما أقدر أن أمنحك هو بعض السعادة المؤقتة فقط لأستمتع بألمك و أنا أسحبها منك رويداً رويداً
سأحطم قلبك حتى يفتح أكثر فيستطيع أن تحب أكثر كما قال مولانا جلال الدين رومى
سأعطيك سبب للبؤس حتى تسمو بروحك الفارغة ببعض الحزن النقى
سأملأ تفاهة حياتك ببعض الجروح النفسية 
سأهز إيمانك بكل مسلمات حياتك حتى تستعمل عقلك أكثر من بتاعك
ثم سأقطع شريان معصمى و أسقيك سموم دمى و أتركك لأصعد إلى السماء لأبدأ رحلتى فى البحث عن الله 
 

On the edge of nothing


من الممكن أن تسرد حياته فى بضع كلمات ;  فى يوم ما احب فتاةً .. فى يوم ما نسى الله .. وفى يوم ما صار حطام .. فى يوم ما عبث و تولى
 
 
 

Einmal ist Keinmal.

أعلم انه يخاف منى و يخشى عقلى المضطرب و ميولى الغريبة , ألمح الخوف فى عيونه كلما خرجنا سوياً و يرانى أتابع فتاةً ما بعيونى أو حتى أقول أنها جميلة , ميولى الجنسية ترهبه  و لو يفهمنى حقاً لكانت تبخرت مواخفه , فأنا ليست لدى اى ميول جنسية فأنا لا أميل للرجال و للنساء جنسيا , أنا أميل للأرواح , أقع فى حب كل روح مثيرة للأهتمام , و أن كنت أتابع بعض الجميلات بأعينى فأنه فقط لأنى أومن أن الله - إن كان حقيقى - أختص النساء بالجمال و يقولون أن الله جميل يحب الجمال و أنا بى من الغرور ما يجعلنى أنا الاخرى  ألهة تحب و تقدر الجمال , أما ان كانت نظرية التطور هى الحقيقة فأنا  أيضا أعتقد أن النساء هم أرقى أنواع الهوموسيبيان حيث أبدع التطور فى ملمس جلدهم و منحنيات جسدهم 
لا أعلم لم كل هذا القلق حول معتقداتى و ميولى و لم يصر كل شخص أقابه ان يضعنى فى قالب ما و يدرجنى تحت مصنف معين , أنا لا أندرج تحت اى شىء و لا أستطيع أن أنتمى إلى جماعة او تصنيف معين حتى و إن أردت , فإن كان للأزدواج و تعدد الهوية أم لكانت أنا , حاولت أكثر من مرة أن أتعرف على أو أحدد ما أريد او ماذا أكون و فشلت فكففت عن المحاولة و قررت أن أكون. فقط أكون حتى أنتهى و أتحول إلى ذرات العدم الخفيفة و أترك كل هذا الثقل ورائي 
لا أستطيع أن أقول انى من العدميين او محبى الخفة او العابرون , فأنا لست عدمية حتى و أن كنت من المترددين الدائمين على الحضيض و دائما ما أغرق فى قاع الأكتئاب و مؤسسة حزب التدمير الذاتى , و فى نفس الوقت لا أستطيع أن أقول اننى من محبى الثقل و العلاقات المحددة و الأهداف الثابتة , ربما هذه هى مشكلة هذا المجتمع المريض أنه يصر على تعريفنا و تحديدنا و أننا كلنا كل شىء فى نفس الوقت , ربما الأزدواج صفة طبيعية .. ربما لست وحدى من أفكر فى الأنتحار ليلاً و أصحى أتأمل و أسبح بجمال الطبيعة و البشر
يطاردنى صوت أمل دنقل و هو يقول فى قصيدة الكمان " من هذه الدنيا لا أدرى شيئا .. من هذه الدنيا لا أدرى شيئا " كل دقيقة من كل يوم , فأنا ليس لدى أى حقائق او اى ثوابت فى حياتى سوى الشك. أشك فى الذات الألاهية و أشك فى نفسى و أشك حتى أن ما يحدث الأن يحدث بالفعل , كل ما أعرفه أنى أحب الجمال بكل قلبى سواء كان جمال أنثى ام جمال الطبيعة أم أغنية قديمة أحبها أسمعها صدفة فى راديو تاكسى أوقفته ليأخذنى لمكان ما , أعلم أنه كلمة عيب و حرام ليس وجود لهم و أنهم من أختراع رجل محدود عاش فى زمن ما و توارثتهم الأجيال بشكل او أخر , أعلم أنى لا أريد من العلاقات سوى نشوة البدايات و الترقب لأول قبلة و أول لمسة أيد , أعلم أنى أنتشى بلذة ألم النهايات و أقع فى غرام تلك الحرية المصاحبة لخسارة شىء أردته بشدة يوم ما 
أعشق التفاصيل الصغيرة و أحب متابعة ردود أفعال البشر و إيمائتهم و لغة أجسادهم , أقع فى غرام كل غريب يجلس بجانبى فى مقهى ما و أحب أن أشاهد أحدا يكذب على او يحاول إثارة أعجابى فيفتعل قصص لم تحدث و يسردها على فأتابعها بإهتمام شديد ربما لم أكن سأهتم هكذا لو كانت حقيقية 
ذكائي فى الطبيعة البشرية لعنة لأنى نادرا ما أخطىء فى أحكامى على شخص ما و لذلك أفوّت الكثير من الفرص و التجارب فقط لأنى أعلم إلى أى مدى ستصل علاقتى بهذا الشخص , أحب أحيانا أن أخون ذكائي و أدخل فى قصة ما فقط من أجل تجربة جديدة أكتب عنها أو إحساس جديد أشعر به 
لا أفهمنى معظم الوقت و لكن لا بأس فقد وصلت إلى المرحلة التى لا أحاول فيها تفسير تفكيرى الغريب و فقط أعيش و أتبع حدسى أينما يأخذنى , سواء أخذنى فى علاقة عابرة مع رجل ما أو إلى قصة حب عنيفة فى أحضان إمرأة أو حتى إلى أرض الحمام أجرح نفسى بشفرة لن تكون أرحم علّي من الزمن .. أستسلم تماما لكل تجربة و لكل إحساس جديد , أقفز بكل ما فيا بدون أى خوف لأنه حتى و أن وصلت للقاع فلن يكون هناك سوى الأرتفاع مرة جديدة لأنغمس فى تجربة جديدة , لأقبل بنت جميلة جدا خلسة فى حمام أحدى المقاهى , أو امارس الحب مع رجل على أحدى شواطىء سيناء فقط لأننى يعجبنى عطره , لأمشى ثملة فى أحدى شوارع وسط البلد مع أصدقائى نضحك بصوت عالى و يتابعنا الناس بنظرات جارحة و نحن غير مبالين , نحلم بمكان غير هذا و قطعاً زمان غير هذا , أريد أن أذهب إلى غريب ما و أحتضنه و أقول لأه أنى أعلم ما يمر به و أنه سيجتازه , أريد أن أمسك بيد رجل أعمى و أعبر به الشارع و أنا مغمضة العينين مثله , أريد أن أحمل حقائب سيدة مسنة فى المترو و أساعدها فى صعود سلالمه و أعتذر لها عن أبنائها الجاحدين , أريد أن ألعب الدومينو مع رجل أربعينى فى أحدى مقاهى الحسين و أقول له كم يذكرنى بأبى الذى مات و لم أتغلب قط على حزنى عليه رغم أنى لم أبك فى جنازته , أريد أن أبكى فى حضن مي و أصرخ كل صرخة كتمتها , أريد أن أنهار تماماً ثم بقبلة تطبعها على جبينى أكف عن البكاء و تعيد إلي شعورى بالأمان , أريد أن أمارس الجنس مع رجل لا يرانى مغرية و لكنه يحب حس الدعابة الخاص بى أو وقع فى غرام أحدى كتاباتى , أريد أن أنجب بنت جميلة جدا تأخذ خضار عينى و ذوقى فى الموسيقى و ولد يأخذ قوة أحتمالى و أرى فيه كل ما لم أجد فى أى من الرجال التى عرفتها و يقدر المرأة و يقع فى غرام روحها و ليس جسدها .. أريد هدوء و سكينة الموت من دون أن أكسر قلب أمى .. أريد أن أقرأ كل الكتب المرصصة بعناية منتظرة ذاك اليوم الذى سأفعل فيه كل ما أريد .. أريد ذلك اليوم بكل إرادتى .. ربما .. يوما ما 

  

Friday 8 February 2013

و هي وطن ..

تعلمني
-بكل تكبر-
كيف أن الحياة
تخلق من صوت
كيف أن الزمن
يمضي عبر ضحكة
تطبع وجنتيها على شفاهي
تمسحُ أعيني
تعيد للحياة ألوانها
وخاصية الغد
كيف لي
أن أموت
وأنا أحياها
كيف لي
أن لا أكون
وهي كل الكائنات
سأقول لها
كيف سمعت صوتها في نافورة الماء منذ يومين
وكم أحب الآخرين
لأني أراها في عيونهم وهم يبتسمون..
سأخبرها
كم يملأني صداها
في كل أمتنان اشعر به
في كل "شكراً"
في كل مديح
في كل خطأ..
هي
الحياة بعد موت طويل
وهي
اللذة
شهية
كالأخضر في الصحراء
محبة تفيض عني في الفراق
محبة تفيض عني في العناق
هي
صوت الألوان
وما سيأتي
هي
الكل
والعدم
وكم هي..
تفاصيل مغفلة
تفاصيل صارخة
وكم نحن
خلف التفاصيل
وكم نحن
كل التفاصيل


فاكرة ان الأغنية دى عجبتها اوى فقولتلها 
عارفة أنها أصلا مكتوبة لسوريا
قالتلى مليش دعوة, انا اى اغنية وطنية هسمعها على انها شذوذ
ضحكت و قولتلها بحبك و بوستها بعينيا

.


Darling,
there is something awful about the way we love,
in self destruction and silences.
in distance and smoking and waves of passion.

I love you with an aching soul and an angry heart,
and a sadness that pushes you away.
I love you in a world of ways.


She's my lost home.

البارحة تخلصت من ورم قلبى وزنه 65 كيلوجرام يدعى مي. قلتها أخيراً انفجرت بها و أستئصلتها من داخلى و ألقيت بها خارج قلبى. مشادة كلامية عنيفة لم أتوقع ان نصل لها أبدا و كانت نتيجتها أن ننهى تلك المهزلة التى نعيشها منذ خمسة أشهر. لم أبك ككل مرة و لم أشعر بأى شىء تظاهرت أن كل شيء على ما يرام  أو حقا كان كل شىء على ما يرام لم أكن متأكدة فقررت أن أنهى هذا اليوم قبل أن ينتهى بمحض أرادته
أستيقظت قلقاً حوالى الساعة الخامسة صباحاً لسبب ما فتحت شباك الغرفة و قررت أن أحرق بعض السجائر حتى أنسى هذا الحريق الذى يشب بداخلى. أتنفس بصعوبة و أحاول أن أدفع نفسى للبكاء و لكن أفشل , هذه المرة غير كل مرة و ألم خسارتها للأبد أكبر من أن أعبر عنه بالكلمات أو الدموع ففضلت أن أصمت ربما لأنه هوايتها المفضلة. أسرح فى الدخان الذى أنفخه و أراه يتلاشى فى الهواء كما تلاشت هى و كل من أحببته من قبل, أتأمل السيجارة أكثر و تجتاحنى فجأة رغبة فى حرق نفسى بها و إيلامى بسبب ما ربما لأنى أريد أن أشعر بأى شىء و أخرج من حالة الجمود التى أصابتنى ثم أطفى السيجارة و أتذكر أن أطفئها جيداً لأن مى تكره عادتى فى ترك عب السيجارة يحترق لفترة حتى تنطفأ هى من تلقاء نفسها
أنام على سريرى و أتأمل السماء من الشباك المجاور له, ألاحظ أن السماء جرداء و ليس بها اى نجوم , أشعر أنها تحاول أن تنبئنى بأيامى من بعد مي. فقد كنت أشبهها دائما فى كتاباتى بالنجوم فى نورها الذى يضوى عن بعد حتى و ان لم تكن قريبة. و هذا حقيقى من دون أى مبالغة فقد أحببتها لأربع أشهر عن بعد من دون حتى أن أعرف ملمس يديها ولا دفىء ضمتها و يا ليتنى ما عرفت
أتنهد بصعوبة كأن أحدهم وضع حجر صوان على صدرى, ثقل و دخان متصاعد من حريقة منتهية يصعبان على التنفس حد الأختناق , لم اكن اعلم انكِ أخف من الفراغ يا عزيزتى و ربما كانت هذه مشكلتنا أنكِ من هواة الخفة و من جماعة العابرون سريعاً الذين لا يتركون بصماتهم فى أى مكان و لكن فقط بعض الغبار المشبع بعطرهم ليقوم بدوره بعد فترة فى إثارة الحنين أما أنا معك كنت من محبين الثقل, أردتك أن تهبطى على مثلما تهبط طائرة فى مطار بعد أخر رحلة لها, أردتك أن تتخلى كل خلايا جسدى و كل خبايا روحى , أردتك أن تقتربى منى حد الاندماج بى , أردتك أن تتنفسى عطرى و تتغذى على شفايفى , أردت أن اكون لكى كل ما تحتاجينه أكون لكى أماً حنون تستغيثى بحضنها وقتما يقسو عليكى العالم و أن أكون أباً أفضل من أبيكى الذى لا تتفقى معه لأكون سنداً لكى فى كل أحتياجات معيشتك أردت الكثير يا حبيبتى و لكن للأسف أنت لم تمنحى سوى القليل رغن انى لم اكن أريد سوى فرصة لم أرد سوى ان تعطينى فرصة أن أكون لكى كل شىء و للأسف بخلتى عنى بهذا لا أعلم لم تركتينى أعيش فى ظلال قلبك و ليس فيه .. حقاً لا أعلم لم أهدرتى فرصة سعادة تحتاجيها أنتى أكثر منى .. حقاً لا أعلم يا مى 
أرتدى ملابسى على ملل و أذهب اعملى الذى أمقته و لكن أذهب مضطرة كما أفعل كل شىء مضطرة , أمشى بخطوات مضطربة غير واثقة الرؤية مهزوزة فى عينى و أشعر أننى أنظر ولا أرى , فراغ مكانك الذى لم تملأيه يوماً يثقلنى و يشعر روحى بالشلل , أصل الى محل عملى متعبة مرهقة كمن تسلق جبلاً لتوه إنهاك روحى و عطب قلبى بادِ على ملامحى , أجلس لأتأمل أحدى زميلاتى فى العمل أثناء التدريب الذى نأخذه اليوم , هى ليست زميلتى تحديدا بل هى منسقة هذا التدريب ممن يتقاضون المبالغ الخرافية شهرياً , على وجهها طيبة لا تغفلها , تشتكى من  ألم بظهرها و أقول  فى نفسى بسبب وزنك أكيد , لأنى أرجح أن وزنها لا يقل عن المائة و العشرون كيلوجرام و هذا كثير جدا على طولها , أظل أتأملها و أتأمل حركات يدها و جسدها و هى تتحدث و طريقة كلامها و كل تفصيلة صغيرة فيها قد تكون هى نفسها تجهلها , أكرهنى حين أحلل الشخص الذى أمامى و أفتت كيانه إلى دوافع و نتائج و مخاوف و عقد طفولة , ربما هى لعنتى ككاتبة - أو كمحبة للكتابة كى لا أضع نفسى فى مرتبة كتاب كبار - التى تجعلنى دائما أتأمل أى شخص يجلس بجانبى  أو يعبر من أمامى محاولة أكتشاف قصته و معرفة ما هى مأساة حياته ربما أكتب عنه يوما ما 
أكره كم أستغل كل من يدخل حياتى فى سطورى و كلماتى و أشعر أنى أستغلهم , أعترف انى أدخلت الكثير من الناس حياتى و أستمعت لهذا و طبطبت على هذه فقط لأنى ربما أمسك منهم بداية قصة جديدة و حتى مجرد قصة قصيرة , مي ستكون روايتى الأولى , تلك الرواية التى ستنقلنى من مجرد مُحبة للكتابة إلى كاتبة مخضرمة فقد أعطتنى الكثير من خيبات الأمل لأكتب عنها الكثير من الأمنيات التى لن تتحقق و الأحتمالات التى لن تتحول إلى حقائق بعد اليوم , أشرد عن كل من فى الغرفة معى بالعمل و أفكر فى مي و علاقتى الشاذة بها , و لكنى لا أقصد شذوذ من ناحية جنسية فأنا كل ما أردته منها هو حضنها الدفىء و ضمة يدها ليدّى فى أحد شوارع مدينة نصر الجانبية, لم أرد منها القصة أو الإلهام رغم أنها ملهمة معظم كتاباتى , كل ما أردته هو أنا و هى فى مكانها المفضل فى بيكيا الذى أكرهه و لكننى أحبه فى نفس الوقت لأن به رأيتها, أحتضنتها و قبلت يدها خلسة و نحن نتشارك سيجارة نفس نفس خارجه , أتنهد و أكره اننى أشعر ان هذه ليست النهاية بعد و أكره أننى لا أعلم لم أفتعلت ذاك الشجار معها بسبب غيرة ذكورية أجتاحتنى فى لحظة ما , أكره كل من يتعامل معها أو يكلمها غيرى و لا أتحمل أن أعلم انها رأت هذا او تكلمت مع هذه فى التليفون , أكره اى شىء تفعله من دونى , أكره مشاركتها مع اى شيء و تزداد غيرتى خصوصاً انى لم أتذوقها و لم أنغمس فيها بما فيه الكفاية , لم تشبع أذنى من صوتها فى التليفون فى هذه المكالمة التى تحدث دون ترتيب كل أسبوعين أو أكثر , لم تشبع عينى بعد من رؤية نظرة الخجل التى تلمع فى عينيها كلما حملقت إلى ثديها ليس رغبة منى فيه و لكن رغبة منى فيها كلها,  لم يشبع جلدى من اللمسات التى تحدث دون تخطيط فترتجف هى بينما أشعر أنا بالرغبة تجتاحنى من أعماق الرحم لتخرج على هيئة نفس ساخن مختلط بدخان السيجارة التى نتقاسمها , أشتاق لنظراتنا المضطربة حينما تتقابل عينانا و نحن على مقربة من بعض فأقبلك بعيناى و أنفاسى التى تعلو تبجيلاً لك يا حفيدة إيزيس .. أفتقدك .. حقاً أفتقدك و أفتقد ذكرياتنا القليلة التى حدثت و الكثيرة التى لم تحدث بعد و ربما لن تحدث أبدا
أكتب إليكى الأن من سريرى الذى طالما أحتضنت إحدى وساداته مُتخيلة أنها أنتى , خرجت عن صمتى فقط لأكتب هذه المشاعر التى فاضت من داخلى على هيئة كلمات و جُمل ..اجلس اراقب عقارب الساعة و هى تسجل تلك الساعات التى تبعت رحيلك او رحيلى لا يهم فكلهُ رحيل و لست متأكده أن كنت أريدها أن تنتهى او أن لا تنتهى أبداً    

Thursday 7 February 2013

كلمونى تانى عنك .. فكرونى

اود ان ابكى وثغرك يبسم

ويغزّ لي عشرة أتضرع أتضرع

ان كنت من دين المسيح فكذا انا

وإن كنت مسلمة فاختك مريم

واذا قصدت الحج سنة مؤمن

فسترينني فى مكه أتعمم

واذا صعدتى اللى السماء فالى السماء

وإن هبطت جهنّما فجهنّم هي المصير هي المصير

خلت أني إذا بعدت سأنساها

ويطوي الزمان سر هواها

وتوهمت أني سوف ألقى ألف ليلى

وألف هندٍ سواهــا
 
 
وحشتينى يا مى
   
  

.

الصمت يدوى فى الاذن و الفراغ ملأ الروح حد الفيضان. رحلة البحث عن ذاك الشيء المفقود مرهقة خاصةً عندما لا تعرف ماذا تفتقد. ندور فى دوائر مغلقة نفس المشاعر و نفس الأحداث مع أشخاص متشابهين و ان اختلفت وجوههم و أسماءهم، هو نفس الطريق و ان اختلفت معالمه و محطاته ، ذاك الطريق ألذي لا وصول فيه، كلما اعتقدت انك وصلت أخيرا تكتشف انك فقط تبدأ رحلة جديدة فى طريق اللانهاية. فتظل تدور فى هذه الدائرة المحكمة بسرعات متفاوتة لأهداف مختلفة لا تتحقق حتى تسقط فجأة من التعب و الغثيان فتتقيأ كل طموحاتك و أحلامك من داخلك تتساقط كل ملامحك منك صفراء هشة كأوراق شجرة قُلعت من جذورها فى بداية الربيع بفأس الظروف و النصيب.
تجد راحتك فى السقوط و الاستسلام لأنه حينما لا تفعل شيء لا تنتظر مقابل ربما يأتى أو لا ، ينتهى الانتظار و التطلع لغد أفضل لأنك بمنتهى البساطة لا تنتظر شيئا، تخليت عن الغايات فانتهت الدروب و وصلت لخط النهاية منتشي بحرية التخلى.
 
 

Monday 4 February 2013

سبحانك يا دايم

مرهقة حد التفتت, الفراغ يملأنى حد التخمة. أحمل ثقله معى أينما ذهبت. حجر ثقيل من اللا شىء يطبق على صدرى فيصير مجرد التنفس فى حد ذاته مجهود لا أمتلك طاقة له. 
أذهب اليه بإراداتى و أفاجئه بنقراتى الخفيفة على بابه. ادخل دون أن أقول اى شىء ولا أجاوب على اى من أالأسئلة الكثيرة التى تطرحها عيناه. فقط أدخل على غرفة نومه و أتجرد من ملابسى حتى أصير مثلما خلقنى ربى الذى لا يرد على خطاباتى و ترجع الى المرسل كلها كاملة دون قراءة . أقول له بحبك و أريدك و أنا أعلم تماما أنى لأكذب. أنا لا أحبه ولا أريده. أنا لا أعرف ماذا او كيف يكون فعل الحب هذا .. كنت أعرفه من زمن طويل و لكننى صرت أتقن كيف أمثله الان و كيف أزيف المشاعر حتى أصدقها أنا فانقلها لذاك الشخص الجالس أمامى الذى تتلخص سعادته فى أنسانة مريضة مثلى لسوء حظه
أطلب منه أن يمارس الحب معى . أنا التى لطالما صديت كل محاولاته أطلب منه بكامل أرادتى أن يمتلكنى و يجردنى من مخاوفى الجنسية و أحساسى الدائم اننى فريسة يتم انتهاكها بكل وحشية . هو يحبنى و أنا أعلم ذلك و أعلم انه لا يشتهينى فقط لمجرد الشهوة و لكنه يريد جسدى كما يريد قلبى فأنا أعلم على الأقل انه يحبنى و هذا مريح بعض الشىء. فهو ليس مثل من سبقه حاملين شعار " أنيك و أجرى " فالجرى ليس فى مخططه. أعلم أنه يريد البقاء و هذا يطمئننى رغم انى لا أريده أن يبقى.
يغرق فى بحر من كلمات حبى و أنا أحتسى كأس ويسكى و أشاهده يستسلم لبحور كلماتى المزيفة و يغرق شهيدى بكامل إرادته , أصب لنفسى كأس أخر و أخر و كأنى أريد أن أخدر بقايا ضميرى الغير موجود, يبدأ رأسى بالشعور فى الدوار فأعلم أنى جاهزة لمواجهة أكبر مخاوفى و هو الأستسلام بين يدي رجل و اكون فريسته و وليمته بكامل أرادتى. قبل أن أتوجه إلى سريره أذهب إلى اللابتوب الخاص بى و أضع أغنية الشيخ حبوش و مجموعة الكندى سبحانك يا دايم فقط و أضبطه كى تظل تُعاد وحدها. تبدأ مجموعة الكندى الأغنية مرددين الله الله الله و الشيخ يقول سبحانك يا دايم و أتوجه اليه فى خطى ثابتة رغم انى كنت انتفض من الخوف من الباطن. ينظر الى مستغربا اختيارى لأغنية صوفية كى نمارس الجنس على الحانها. أقول بأقتضاب انى احبها فيسكت هو متخوفا ان اعدل عن قرارى بالاستسلام له و لكنى لم لكن انوى هذا أنا فقط بالفعل أحب الشيخ حبوش و و جزء منى أراد أن يمارس الخطيئة الكبرى و الشيخ يخاطب أبانا السماوى و يتصوف فى حبه فى نفس الوقت الذى يتصوف هذا الرجل فى حب جسدى المغرى و جزء اخر أراد أستفزازه عسى يرد على كل صلواتى و خطاباتى المتجاهلة فأتصرف كطفل يسترسل فى العناد فقط للفت نظر أمه
أقلع جلدى و مخاوفى و أرتدى لا مبالاتى و أتساقط بين يديه كورقة شخر خريفية بالية , يستجيب جسدى للمساته التى تحمل خبرة سنوات من تجاربه و أشعر بثلوج روحى و مخاوفى تذوب من لمساته فتنساب من ما بين رجلى على هيئة مياه شهوتى, بينما يغرق هو فى مائى و يغرق جسدى فى غيبوبة لمساته التى صرت لا اتبين من اين او كيف تأتى و لكننى مستمتعة بها رغم أنه على المستوى الروحى لم أكن مستمتعة بنفس الحد فبينما كان هو يمتص ماء شهوتى بفمه من فرجى و يقبل باطن فخذي بمنتهى العنف و كأنه يريد أن يترك توقيعه ليقول أنا كنت هنا, كانت أفعالى تمتص الحياة من روحى فأنا أعلم كم هى هشة ضعيفة لا تتحمل فكرة ان ينتهك حرمة جسدى بهذا الشكل و ربما كان هذا من احد الاسباب الأساسية الذى اتى بى الى هنا اليوم , فقط لأطبق سياسة التدمير الذاتى التى طالما أتبعتها و بدلا من أن أجرح نفسى بعض الجروح الخفيفة فى الأماكن التى لا تطولها عيون الناس و لن يراها أحد مهما جردونى من ملابسى بأعينهم جئت الى هنا أتجرد من كل روحانياتى و كل الأفكار المشوشة التى تشغلنى ليل لنهار و أنزل الى مرتبة حيوانية شهوانية لا أطلب فيها شوى أشباع غريزتى و أطفاء نار شهوتى التى طالما تجاهلتها , جئت كى أمارس الحب معه .. بل جئت كى أمارس الجنس معه فأنا لا أحبه و و عندما مرت هذه الفكرة فى رأسى لا أعلم كيف أثارتنى أكثر و على صوتى و طلبت منه أن يمارس الجنس معى بعنف بل أن يعاملنى معاملة العاهرات اللاتى لا يستحققن اى احترام فى أعين الرجال و لو كنت لم أكن قد تجردت من كل مبادئى قبل ان اتى معه الى هذا السرير لكانت الان الكاتبة النسوية بداخلى تدافع عن العاهرات بأستماتة و كم أنهم أبطال و كيف ان كل انسان يستحق الاحترام و لكنى الان لست الكاتبة النسوية المنحازة للمرأة فأنا الأن عاهرة لا تستحق الأحترام ولا الحب الذى يكنه لها هذا الرجل تثيرنى هذه الافكار أكثر فيعلو صوتى و أطلب منه أن يملأنى و يخترقنى أكثر عسى أن يملأ هذا الفراغ المستوطن بداخلى , فتزداد سرعته و تزداد صرخاتى طلبا للمزيد حتى ينفجر بداخلى فأنفجر أنا و جسمى ينتفض تحته و أنا أصرخ بكل قوتى صرخات تحرر من خوفى الجنسى و صرخات قهر لأن أبى الذى حاولت استدعائه بصوت الشيخ حبوش و ممارسة الخطيئة أمام عينه لم يتخلى عن صمته معى و مازال يتجاهلنى و صرخة دوية من روحى عن كم الأذى التى أعرضها لها 
تهدى أنفاسه فوقى و يستلقى بجانبى, يمد يده ليحتضنى و لكنى أبعدها بل و أقوم من سريرة الملم ملابسى المبعثرة و أرتديها من دون أن أستحم و أمسح عنى العرق من هذه المعركة العنيفة او أتخلص من رائحة الخطيئة التى تنضح من مسام جلدى, أقترب منه أقبل جبينه وأخبره كم أحبه و كم كان عطوفا حنونا معى طوال هذه المدة و و لكننى أمرأة لا اصلح لأى خطط طويلة المدى ولا قصيرة المدى. بل أنا لا أصلح لأى شىء و لذلك سأذهب بلا عودة. و أتركه غارق فى دموعه و حيرته و مياه شهوته المخلوطة بمياه شهوتى و أرحل