Thursday 28 February 2013

لكِ أنتِ

عزيزتى

دعينا نخلع رداء الكلام و نجلس فى عري الصمت , فكل ما أخذنا من الكلام هو سوء الفهم و المشاكل , قررت أن أكف عن أستعمال الكلام معكِ كوسيلة للتواصل و حتى أجد وسيلة أخري سأستعمل الصمت. فالصمت هو الأساس و ربما ما أفسد علاقتنا كان حاجتنا للتعبير عن مشاعرنا دائماً و مشاركة أفكارنا , ربما لو كان كل واحد أحتفظ لنفسه بما يدور بداخله لكانت الأحوال أفضل بيننا الأن , ربما لو كنا أستعملنا أجسادنا أكثر للتعبير عما بداخلنا , لا أعلم لماذا لم أضمك كلما أفتقدتك بدلا من أن أقول أفتقدتك , لماذا لم أقبلك كلما شعرت فى الرغبة فى أن أعبر عن حبى لكى بدلا من أن أقول كلمة بحبك التى أبتذلتها من كثر تكرارها على أذنيك و لكن - وحياتك - قصدتها فى كل مرة و شعرت بها تقطع فى أحشائي بعد رد منك خالى من أى مشاعر و لكن فقط مجاملة لكلمة قولتها لأعبر عن أنتفاضة لحبك تقوم بداخلى

زجاجة عطر و زجاجة نبيذ فرنسى وجدوهم فى قبو بيت كوكو شانيل بعد موتها بطريقة ما وجدوا طريقهم إلينا , أفتح زجاجة النبيذ لنشرب منها و أراقبك و أنتى تخلعين ملابسك و ترتدين العطر فقط و حرارة جسدك تُزيد من قوة رائحته فتحملنا أول نسمة هواء تمر من خلفك و تأخذنا نحن الأثنين إلى غرفة فى فندق تطل على برج إيفل , الساعة تقارب الخامسة صباحاً و عقلى مشوش لا أعلم إن كان من النبيذ أم من جمالك الحزين الذي أعلم انه ليس لى و لم يكون أبداً لى رغم إدعائاتك الواهية بأنك حبيبتى و لى وحدى , كيف توهبين يا عزيزتى ما لا تملكين فأنتى حتى لستِ ملك نفسك , ربما سأصدقك حين تبدأين فى البحث عنكى و تجدى نفسك و تتصالحى معها و حتى ذلك الحين سنجلس فى صمت ثقيل لا يجرحه سوى صوت قلبى و هو يتكسر

عيناكى مثبتة نحو اللا شىء رغم أنكِ تنظرين نحوى , تنظرين ولا ترينى , نظراتك تمر من خلالى و تخترق لحمى و عظامى فقط حتى تتعلق بالفراغ الذى خلفى , أحقد على الفراغ و اللا شىء و اللا مكان و اللا وعى و كل هذه الأشياء التى تفضلينها على و كم من أيام وددت لو أتلاشى إلى ذرات من العدم ربما أحببتينى أكثر من هذا .. ربما أصبح أحدى أهتماماتك .. ربما
تجلسين غير مكترثة بى ولا بأى شىء تتابعين فيلم إيميلى بمنتهى التركيز و أنا أتابعك و أنا أعلم تماماً أنك لا تجيدين الفرنسية بالنحو الكافى حتى تتابعى كل الأحداث و هو غير مترجم و انك فقط تدعين التركيز فى الفيلم حتى تتحاشى النظر فى عيني المثيرة للشفقة المليئة بطموحات و أحلام لمستقبل تعلمين أنتى جيداً انه لن يأتى و لكن يا عزيزتى أنا أعلم كل شىء و بقيت رغم كل شىء فقط لهذه اللحظات الصامتة المليئة بالبهجة اللحظية و نحن نتابع فيلم إيميلى او الكيت كات , و نحن نشرب زجاجة نبيذ فاخرة و نغنى أغانى إيديث بياف بفرنسية رديئة , و نحن نحرق فى سجائر لأنها مُضرة بالصحة و تسبب الوفاة ربما نعجل بموتنا لنتحرر من أجسادنا التى نكره قُبحها و نحرر أرواحنا الجميلة لتحوم فى فضاء غير هذا الفضاء المسموم , نتشارك فى سيجارة واحدة و علكة ترايدنت بطعم البطيخ فقدت طريقها بين فمى و فمك ثم نلقى عقب السيجارة بأقصى قوتنا حتى نحرق المدينة و المجرة بأكلمها و نعمر مجرة أشرف و أنقى يكون الناس فيها أكثر طيبة و تقبل للغير و الأهم أن تكونى انتى فيها أسعد و أفضل حالاً و تعيدى إلي روحى التى سحبتيها منى بإنسحابك من الحياة .. فسعادة مؤقتة بكِ خير من ألف سعادة دائمة من دونك . و قد حاولت , صدقينى حاولت و لكن ضعفك كان أقوى من قوتى فأنكسرت و أعلنت أنهزامى أمام إنهزاميتك و رحلت و تركت معك كل ما هو معنوى و روحانى و غير محسوس منى و تحولت لجسد خالى من أى حياة او رغبة فى الحياة .. صرت أنتى و حان الوقت لتقومى أنتى و تلملى شتات نفسك من أجلى أو تتركينى حتى أجد غيرك لأسحب روحه منه كما فعلتى معى و أحوله لنسخة أخرى منكِ و يجد هو شخص يحوله لكِ و هكذا حتى يصبح كل العالم أنتى .. و لو كنتى أهتممتى قليلا يا عزيزتى لكنتى وفرتى علينا كل هذا المجهود فقد كنتى أنتى العالم منذ أول يوم و لكنك لم تكونى محبة للطريق السهل أبدا لا أعلم لماذا , و لا أعلم اى شىء سوى ان حبى لكى وصل لمرحلة اننى حين أسمع أغنية صوفية أجد نفسى أفكر فيكى انتِ و ليس الرب , تصوفت فى حبك و لا أحتاج أن أراكِ او أكون معك او حتى أكون متأكدة من وجودك كى أحبك , سأحبك فى الله , سأحب الله فيكى و فى نهاية الأمر سأقبل بجنتك أو نارك فلم أكن مخيرة فى حبك منذ بادىء الأمر و قلبى موحد فى حبك لم يكن لكى فيه كفواً أحد

مودتى

No comments:

Post a Comment