Friday 15 February 2013

بدون عنوان

بعد أن تركتك و رحلت بساعات تقررين أن تعتذرى عن كل مرة قصرتى فى حقى و تخبرينى اننى أحلى جزء فيكى و انك تعلمين انك لم تستحقى حبى لكى , و أن عيناكى تبكى لسبب ما تجهليه منذ ساعات و كأن جسدك أستوعب شىء ما لم يستوعبه عقلك بعد , ترد دموعى التى سالت رغم عنى تضامنا مع دموعك التى لم أقدر يوماً عليها و تقول أن هذه كانت مشكلتنا الأساسية , أنك تركتينى أنا وجسدك و هامت روحك فى مكان بعيد عنا , فصرت أحب جسد فارغ ليس له اى ملامح , جسد بارد قضى على دفئي الداخلى و تركنا نحن الاثنان نرتجف فى فراغ اللا وعى

تطلبين منى أن أسامحك و أن أحتضنك , تطلبين أن تشعرين بدفئي لمرة أخيرة , تسقط دموعى بغزارة و تصعب على رؤية كلماتك على شاشة تليفونى , تستمرين فى الحديث و تقولين أنكى تعلمين أن هذه ليست النهاية و أننا فقط محتاجين لفترة راحة من بعضنا , أعاند قلبى و أرد بل أنها النهاية , مضطرة أن أرحل و أتركك حتى لا أكرهك , حتى لا تتركين فى جرح لا يندمل , لابد أن أتخلص منك حتى أحافظ على ذكرتك جميلة غير مشوبة بالجروح , لابد أن أصلح ما كسرتيه او كنتى على وشك أن تكسريه , و لكن ربما فى وقت أخر , ربما فى عالم موازى او زمن أخر غير هذا , نسختان مننا غير منكسرتان سيستطيعا أن يبقيا معاً و لن يكسرا بعضهن مثلما فعلنا نحن

تقولين أنكى لا تلومينى على قرارى هذا , أرد بأنى ألومك انتى , فقد كنتى انتى فرصتى الأخيرة لأكون أنا , فقد كنتى أنتى من أريد , أنتى من كنتى ستمنحينى ما أريد و لكنك بخلتى علي به , ستتركينى للعالم حتى يمسح ملامحى و أكون مثل الباقيين , أنتى الوحيدة التى كانت ستستطيع أن تحافظ على سماتى الأساسية , على كل ما يميزنى عن الأخرين , كنتى ستحافظين على كل ما أريد أن أتخلى عنه حتى أستطيع أن أتعايش مع غيرك , أنتى من كنتى ستتفهمين هوسى بالكتب و الكتابة و لن تعتبريننى غريبة الأطوار حين أقضى ثلاث ساعات فى مكتبة أنتقى الكتب بعناية و كأن حياتى تعتمد عليها لأنك ستكونين هناك معى , أنتى من ستعذرينى حين أفتقد بعض الشخصيات من رواية ما و أعاملهم كأنهم موجودين بالفعل , أنتى من كنتى ستقدر كيف أن الكتابة مهمة عندى كالتنفس بل أهم أحيانا , أنتى من كانت ستستمع معى لأغانى الشيخ إمام و تواشيح النقشبندى و تنقذينى من موسيقى الهاوس و الترانس , أنتى من كنتى ستنقذينى من أن أكون نسخة  من نفسى أعلم جيداً أننى سأكرهها , أنتى من كنتى ستساعدينى أن أكون كاتبة كبيرة و مهتمة بقضية المرأة فى الوطن العربى و ليس أماً لثلاثة أطفال تعيش على المهدئات حتى تستطيع أن تسامح نفسها على ما فعلته بها و عن كل ما كان ممكن أن تكونه , أنتى من كنتى ستنقذينى من أن أكون مثل هؤلاء السيدات اللاتى أقابلهم عند مصفف الشعر يوم الخميس ينتفون الشعيرات القليلة التى نمت فى أماكن متفرقة فى جسدهم حتى يبعثوا حياتهم الجنسية من تحت أنقاض الملل , انتى من كان سيضمنى بين ذراعيه يوم الخميس لنشاهد فيلم ما  لفاتن حمامة على روتانا زمان فى صمت و لن أكون مضطرة أن أمارس الجنس فقط لأن أب أولادى الثلاثة أعتاد على قضاء شهوته فيا كل أسبوع مرة يوم الخميس , معك لأن أكون مضطرة أن أزيف الوصول للشهوة و أصرخ فى أستمتاع مزيف حتى أرضى غرور زوجى ليتركنى و ينام و أصل أنا لشهوتى بنفسى و أنا متقززة منى لأنى صرت أزيف كل مشاعرى , أنتى من كانت ستحضننى تحت دش المياه الساخن و أنا أبكى من دون أى سبب فقط لأنه ذاك الوقت من كل شهر الذى تصبح فيه مشاعرى أكثر هشاشة و حساسية و لن تهجرينى فقط لأن أعضائي الجنسية مرفوعة مؤقتاً عن الخدمة , انتى من سأفكر فيها و أنا أتقلب فى سرير زواج أنهكته متطلبات الحياة و الأقساط الشهرية , أنتى من سأخون زوجى معها أن حكمت الدنيا و قابلتك صدفة خلال مناقشة كتاب لأحمد خالد توفيق .. أنتى يا مي كنتى فرصتى الأخيرة لأبتسامة حقيقية من القلب , أنتى سبب دموعى الأن التى تتساقط على وجه نصف مبتسم , أنا حزينة حقاً رغم أننى أنا التى رحلت و لكن انتى من أضطررتنى للرحيل لأنى كنت سأكرهك أن كنت بقيت و تحولت على يدك انتى لواحدة من الأخريات عالقة فى علاقة خالية من اى شغف , سأحتفظ بكى كأمل لحياة أفضل و أنا بعيدة عنك حتى لا تكونى خيبة أمل و أنا معك , ستبقين مخباة فى ركن فى قلبى حيث أحتفظ بكل الأشياء الجميلة و أحميها من قسوة الزمن , أفتقدك من الأن و أفتقد كل ذكرياتنا التى لن تحدث أبداً. أهتمى بنفسك و أذا أحتجتى أى شىء غير وجودى معك أتصلى بى و سأرد مهما كانت الظروف يا حبيبتى
مودتى      



No comments:

Post a Comment