Monday 4 February 2013

سبحانك يا دايم

مرهقة حد التفتت, الفراغ يملأنى حد التخمة. أحمل ثقله معى أينما ذهبت. حجر ثقيل من اللا شىء يطبق على صدرى فيصير مجرد التنفس فى حد ذاته مجهود لا أمتلك طاقة له. 
أذهب اليه بإراداتى و أفاجئه بنقراتى الخفيفة على بابه. ادخل دون أن أقول اى شىء ولا أجاوب على اى من أالأسئلة الكثيرة التى تطرحها عيناه. فقط أدخل على غرفة نومه و أتجرد من ملابسى حتى أصير مثلما خلقنى ربى الذى لا يرد على خطاباتى و ترجع الى المرسل كلها كاملة دون قراءة . أقول له بحبك و أريدك و أنا أعلم تماما أنى لأكذب. أنا لا أحبه ولا أريده. أنا لا أعرف ماذا او كيف يكون فعل الحب هذا .. كنت أعرفه من زمن طويل و لكننى صرت أتقن كيف أمثله الان و كيف أزيف المشاعر حتى أصدقها أنا فانقلها لذاك الشخص الجالس أمامى الذى تتلخص سعادته فى أنسانة مريضة مثلى لسوء حظه
أطلب منه أن يمارس الحب معى . أنا التى لطالما صديت كل محاولاته أطلب منه بكامل أرادتى أن يمتلكنى و يجردنى من مخاوفى الجنسية و أحساسى الدائم اننى فريسة يتم انتهاكها بكل وحشية . هو يحبنى و أنا أعلم ذلك و أعلم انه لا يشتهينى فقط لمجرد الشهوة و لكنه يريد جسدى كما يريد قلبى فأنا أعلم على الأقل انه يحبنى و هذا مريح بعض الشىء. فهو ليس مثل من سبقه حاملين شعار " أنيك و أجرى " فالجرى ليس فى مخططه. أعلم أنه يريد البقاء و هذا يطمئننى رغم انى لا أريده أن يبقى.
يغرق فى بحر من كلمات حبى و أنا أحتسى كأس ويسكى و أشاهده يستسلم لبحور كلماتى المزيفة و يغرق شهيدى بكامل إرادته , أصب لنفسى كأس أخر و أخر و كأنى أريد أن أخدر بقايا ضميرى الغير موجود, يبدأ رأسى بالشعور فى الدوار فأعلم أنى جاهزة لمواجهة أكبر مخاوفى و هو الأستسلام بين يدي رجل و اكون فريسته و وليمته بكامل أرادتى. قبل أن أتوجه إلى سريره أذهب إلى اللابتوب الخاص بى و أضع أغنية الشيخ حبوش و مجموعة الكندى سبحانك يا دايم فقط و أضبطه كى تظل تُعاد وحدها. تبدأ مجموعة الكندى الأغنية مرددين الله الله الله و الشيخ يقول سبحانك يا دايم و أتوجه اليه فى خطى ثابتة رغم انى كنت انتفض من الخوف من الباطن. ينظر الى مستغربا اختيارى لأغنية صوفية كى نمارس الجنس على الحانها. أقول بأقتضاب انى احبها فيسكت هو متخوفا ان اعدل عن قرارى بالاستسلام له و لكنى لم لكن انوى هذا أنا فقط بالفعل أحب الشيخ حبوش و و جزء منى أراد أن يمارس الخطيئة الكبرى و الشيخ يخاطب أبانا السماوى و يتصوف فى حبه فى نفس الوقت الذى يتصوف هذا الرجل فى حب جسدى المغرى و جزء اخر أراد أستفزازه عسى يرد على كل صلواتى و خطاباتى المتجاهلة فأتصرف كطفل يسترسل فى العناد فقط للفت نظر أمه
أقلع جلدى و مخاوفى و أرتدى لا مبالاتى و أتساقط بين يديه كورقة شخر خريفية بالية , يستجيب جسدى للمساته التى تحمل خبرة سنوات من تجاربه و أشعر بثلوج روحى و مخاوفى تذوب من لمساته فتنساب من ما بين رجلى على هيئة مياه شهوتى, بينما يغرق هو فى مائى و يغرق جسدى فى غيبوبة لمساته التى صرت لا اتبين من اين او كيف تأتى و لكننى مستمتعة بها رغم أنه على المستوى الروحى لم أكن مستمتعة بنفس الحد فبينما كان هو يمتص ماء شهوتى بفمه من فرجى و يقبل باطن فخذي بمنتهى العنف و كأنه يريد أن يترك توقيعه ليقول أنا كنت هنا, كانت أفعالى تمتص الحياة من روحى فأنا أعلم كم هى هشة ضعيفة لا تتحمل فكرة ان ينتهك حرمة جسدى بهذا الشكل و ربما كان هذا من احد الاسباب الأساسية الذى اتى بى الى هنا اليوم , فقط لأطبق سياسة التدمير الذاتى التى طالما أتبعتها و بدلا من أن أجرح نفسى بعض الجروح الخفيفة فى الأماكن التى لا تطولها عيون الناس و لن يراها أحد مهما جردونى من ملابسى بأعينهم جئت الى هنا أتجرد من كل روحانياتى و كل الأفكار المشوشة التى تشغلنى ليل لنهار و أنزل الى مرتبة حيوانية شهوانية لا أطلب فيها شوى أشباع غريزتى و أطفاء نار شهوتى التى طالما تجاهلتها , جئت كى أمارس الحب معه .. بل جئت كى أمارس الجنس معه فأنا لا أحبه و و عندما مرت هذه الفكرة فى رأسى لا أعلم كيف أثارتنى أكثر و على صوتى و طلبت منه أن يمارس الجنس معى بعنف بل أن يعاملنى معاملة العاهرات اللاتى لا يستحققن اى احترام فى أعين الرجال و لو كنت لم أكن قد تجردت من كل مبادئى قبل ان اتى معه الى هذا السرير لكانت الان الكاتبة النسوية بداخلى تدافع عن العاهرات بأستماتة و كم أنهم أبطال و كيف ان كل انسان يستحق الاحترام و لكنى الان لست الكاتبة النسوية المنحازة للمرأة فأنا الأن عاهرة لا تستحق الأحترام ولا الحب الذى يكنه لها هذا الرجل تثيرنى هذه الافكار أكثر فيعلو صوتى و أطلب منه أن يملأنى و يخترقنى أكثر عسى أن يملأ هذا الفراغ المستوطن بداخلى , فتزداد سرعته و تزداد صرخاتى طلبا للمزيد حتى ينفجر بداخلى فأنفجر أنا و جسمى ينتفض تحته و أنا أصرخ بكل قوتى صرخات تحرر من خوفى الجنسى و صرخات قهر لأن أبى الذى حاولت استدعائه بصوت الشيخ حبوش و ممارسة الخطيئة أمام عينه لم يتخلى عن صمته معى و مازال يتجاهلنى و صرخة دوية من روحى عن كم الأذى التى أعرضها لها 
تهدى أنفاسه فوقى و يستلقى بجانبى, يمد يده ليحتضنى و لكنى أبعدها بل و أقوم من سريرة الملم ملابسى المبعثرة و أرتديها من دون أن أستحم و أمسح عنى العرق من هذه المعركة العنيفة او أتخلص من رائحة الخطيئة التى تنضح من مسام جلدى, أقترب منه أقبل جبينه وأخبره كم أحبه و كم كان عطوفا حنونا معى طوال هذه المدة و و لكننى أمرأة لا اصلح لأى خطط طويلة المدى ولا قصيرة المدى. بل أنا لا أصلح لأى شىء و لذلك سأذهب بلا عودة. و أتركه غارق فى دموعه و حيرته و مياه شهوته المخلوطة بمياه شهوتى و أرحل


                                   

2 comments: