Tuesday 12 February 2013

هلاوس الساعة الثانية بعد منتصف الليل

أكره المثالية و أمقتها , كنت أظن اننى من الشخصيات التى تبحث عن الكمال و المثالية فى كل شىء و لكنى مؤخرا أدركت انى أعشق العيوب و الجمال الفوضوى التى تتركه خلفها و ذلك يبرر لم أفضلها هى عليه. لأنها مثال لذلك الجمال الذى حكى عنه هاروكى موراكامى فى روايته كافكا على الشاطىء عندما قال أن هناك نوعاً معيناً من الكمال لا يمكن إدراكه سوى عبر تراكم غير محدود للنقائص. ذلك النوع أسمه مي. جمالها يتمثل فى كل ما لا تكونه هى , خفيفة انتى كظلّى يا حبيبتى , و كل الفرق بينك و بينه أن ظلّي يتبعنى و أنا أتبعك على غير هدى فى توهانك , ندور فى دائرة محكمة حول اللا شىء و أظل أنا أدور خلفك منتظرة ذلك اليوم الذى تسقطين فيه من التعب لأسندك و أعبر بكى إلى بر الحياة , لأعبر بكى من ذاك البرزخ الواقع بين الموت و الحياة , سأشدك بكل ما أوتيت من عزم فى الاتجاه المعاكس من النور الأبيض الذى تمشين إليه بخطى ثابتة لا مبالية , و حين نصل إلى أخيراً سأخذك إلى حقول الفراولة الأبدية , حيث لا يوجد خريف أو شتاء , فقط ربيع مشمس , أعلم أن الشتاء هو فصلك المفضل , و لكن هذا سيتغير بعد أن أنقذك من ذلك الفراغ الأسود بداخلك الذى يبتلع ملامحك داخله , سأقطف كل الفراولة التى اراها على امتداد عينى و القى بها تحت قدميكى , لطالما شعرت أن الفراولة تنبض بالحياة ربما بسبب لونها  لذلك سأطعمك فراولة فقط لسبعة أيام , أعلم أن خلق العالم و الدنيا أستغرق سبع أيام من الله , لذلك سأكرس السبع أيام القادمين لخلق دنيتى المتمثلة فيكى , سأقتسم روحى معكِ لنعيش أنا و انتى بنصف روح و نصف فراغ أفضل من انت تكونى انتى جسد فارغ و أنا روح فارغة , لنندمج يا حبيبتى ولأن نعيش نصف حياة سويا أفضل من أن أعيش من دونك حياة كاملة
أعلم أننى لا أستحقك. شعرت بقلبى ينتفض داخلى حينما لفظتى بها , نعم انتى مقصرة و نعم انتى لم تحاولى أن نكون سعداء للحظة واحدة و كنت على وشك أن أقول لكى نعم انتى لا تستحقينى فأنا أحاول و أحاول و كل ما أخذه منك هو الصد و عدم التقدير و لكن قبل أن أرد عليكى وجدته أمامى , آت بنصف أبتسامة ليقول لى أنه مشغول اليوم فمضطر ان يتركنى و يمضى , وخز قلبى داخلى و كنت على وشك أن أقول أننى أنا التى لا تستحق , فأن كنتى انتى خائنة أمل و رجاء فأنا خائنة الثقة , سواء ثقتك ام ثقته , يبتسم جزء منى و يرد " بالعكس , انتى تستحقينى " بالفعل تستحقينى فنحن الأثنان نخون بعض و لكن بطرق مختلفة , أحتفظ بالتعليق الأخير لنفسى و أقرر أن أعوضهم هم الاثنان على خيانتى لهم , وعدتها اننى لن أتركها و طمأنتها بأنى راضية بعيوبها التى أخبرتنى اليوم أنها لن تتغير فى المستقبل القريب , أما فى المستقبل البعيد هى لا تعرف و القرار يرجع لى ان كنت أستطيع أن أعيش مع هذا أم لا,لم تحاول حتى من أجلى , لم تحاول أن تحاول حتى , و لكننى صمتت و وعدتها بأنى سأظل بجانبها و لن أرحل , و تحملته هو الاخر حين نفث فى كل غضبه من يوم طويل فى عمله , تحملتهم هم الأثنين و تركتهم يفعلون بى ما يحلو لهم حتى أبرر لنفسى ما أفعله بهم , جزء منى ينتظر ذلك اليوم حين ينهار كل هذا فوق رأسى و يكتشف واحد فيهم أمر الأخر .. أتمنى أن يكون قريب حتى أرتاح من هذا التشتت لأدخل فى تشتت غيره 
لاحظت انى دائما ما أكتب عن نفس الأشياء .. هى .. هو .. الفراغ .. اللامبالاة .. الفتور .. شىء مثير للشفقة ان تكون حياتى تدور فط حول فتاة فقدت روحها فى مكان ما و رجل لم يعرف طعم الحزن و بعض المشاعر التى تملأ هؤلاء الذين لا يشعرون من الأساس
فى هذه اللحظة لا هى ولا هو يشبعان أحتياجى للشغف .. أكره حين يكون نبض قلبى منتظم بهذا الشكل الرتيب .. ربما حان الوقت لطرف رابع فى هذه العلاقة المريضة
 
           

1 comment: