Saturday 16 February 2013

أبداً تحن إليكم الأرواح

عزيزتى 

لا أعلم لم أكتب إليكى الأن رغم أنتهاء كل شىء بيننا , ربما أنه الحنين الذى ظل  يضاجع مشاعرى طيلة اليوم لأنه فجأة شعرت بأعراض أنسحابك من دمى , شعرت بكى تركضين بين غرفات قلبى الأربعة تبحثين عن مخرج ما و هذا يفسر دقات قلبى المتسارعة طيلة اليوم ام تكون بسبب علبة التبغ التى حرقتها كما يحرقنى شوقى إليكى
أنا حزينة لسبب ما , ربما خاب أملى بكى ثانية حين تركتينى أتركك حقاً , ربما لأنك عندما قرأتى كيف كنت أراكى من ستنقذينى من رجل ما فى المستقبل القريب سيطمس ملامحى و يذبح أفعى الإبداع بداخلى و يتركها تنزف مع غشاء بكارتى و يجهض كل إحتمالات تميزى ليزرع بداخلى ضمان أستمرار سلالته كان تعليقك هو أننى كنت سأكرهك أكثر لو لم تعطينى هذه الأشياء و أظل أندم لأنى فضلتك على الحياة المستقرة بثلاثة أطفال و علبة المهدئات , أمقت ضعفك حد الغثيان أو بمعنى أصح أستضعافك , لا أحتمل الضعفاء و خصوصاً النساء منهم , فإن كنتى قادرة على أنبثاق الحياة من داخلك كيف تعجزين على مواجهة ما تخلقين أنتى , كيف تخافين الخروج إلى النور و انتى من سلالة أم النور التى حملت الرب بداخلها تسعة أشهر , كيف تخشين المحبة و الله محبة , ربما لأنهم علموكى منذ نعومة أظافرك أن تخافى الله و ليس أن تحبيه فأنا و أنتى و جيل بأكمله ضحايا الصورة الوحشية التى زرعوها بداخلنا عن الرب , بأنه هناك فقط كى يرهبنا و يلومنا على عيوب خلقها هو فينا  .. و لكن هذا الترهيب إن كان جعلنى أفقد إيمانى بالله فقد جعلك تفقدين إيمانك بالحب حتى لا تحيدى عن الصراط المستقيم المرصف بحجر من " العيب " و حجر من " الحرام " , و ربما هذا من أحد أسباب أختلافتنا أننى أكره الطرق المستقيمة و أعشق الشوارع الجانبية الغير مرصفة التى تفاجئنى فى كل خطوة بشىء جديد .. لا يهم هذا الأن
اليوم أخترتى تجاهلى و أسمعتينى السكوت طوال اليوم , و قررتى ان تتركينى كما تركتك أنا منذ بضعة أيام , لا أنكر أن قلبى ظل يوخزنى طوال اليوم و يوسوس لعقلى ان يتحدث إليكى متحججاً بأى عذر حتى أتناول جرعتى اليومية من وجودك و لكننى قررت أن أنزل لأقابل أصدقائي حتى أنشغل قليلا عنكى , قابلت أحد الأصدقاء المقربين لقلبى , لا أظن أنكى تعرفيه , و أنا لا أعرفه بهذا القدر ولا أعرف ماذا يعمل أو كم أخ أو أخت له , و لكن أعرف عنه ما يهم , أعرف جروح روحه و خيبات أمله و أعرف أنه وشم أسم حبيبته بعد فشل العلاقة بينهم على جسمه حتى لا ينسى ألم فقدانها طالما حيا , أعلم أنه يتردد على طبيب نفسى منذ بضعة سنوات , أعلم أنه يعانى من أعراض الأنسحاب من الحياة و أعلم أيضاً أنه ربما طلب مقابلتى اليوم فقط لبضع الدقائق التى أحتضنه فيها و أحاول أن أضمه بكل قوتى ربما ينتقل إليه بعضاً من هوسى بالحياة و الجمال
قضينا بعض الوقت الخفيف الخالى من أى محادثات جدية , فقط نحتسى القهوة و نملأ رئتينا باللا شىء المحمل بالنيكوتين ,, أصر أن يأخذنى بسيارته حتى باب بيتى رغم تأكيدى له أن تاكسى سيقوم بهذه المهمة على أكمل وجه , أركب و أنا أعتذر له أننى سهرته فأنا أعلم أنه ينام مبكراً و الساعة قاربت على العاشرة الأن , فيرد قائلاً " أنا بنام يا دينا من الساعة 8 مش عشان ساعتى البيولوجية دقت , أنا بنام عشان مموتش نفسى " ينتفض قلبى بداخلى و أتماسك بقدر الأمكان حتى لا تسقط منى دمعة رغم عنى , أبتسم و أشد على يده و كأنى أحاول أن أوصل له بلغة الجسد أنه ليس وحده , و على كوبرى 15 مايو تنتابنى رغبة عارمة لممارسة الحب معه , ليس شهوة منى فيه و لكننى فقط أريد أن أحتويه و أعطيه أكبر قدر من الحميمية , أريده ان يركن السيارة هنا وسط الكوبرى , و نمارس الحب بمنتهى الشغف أمام أعين كل من حولينا كأعلان عن وجودنا الذى همشوه فقط لأننا مختلفون , أريد أن أُقبل أسم حبيبته التى تركته حتى يختفى من أثر قُبلاتى ربما تختفى جروح فقدها من روحه , أريد أن أملأ قلبه بلعابى من أثر القبلات الفرنسية التى طبعتها على كل ثقوبه , أريد أن يخرج في كل غضبه من العالم ثم يبكى على صدرى كطفل عاد إلى أمه بعدما تاه عنها فى السوق التجارى , أردت و أردت و أردت و لكن أكتفيت فقط بطبع قُبلة على جبينه ثم بدأت أحكى له عنكى و أنا محتفظة بمعظم التفاصيل لنفسى و لكن كلمة أنى أحببتك فعلا خرجت منى من تلقاء نفسها , قُلت له أن هناك أمان ما أشعر به حول النساء و هذا ما أفتقده مع الرجال و ربما يكون هذا سبب أزمة الهوية الجنسية التى أعيشها الأن , و أنى أخاف من الرجال و أنانيتهم , و حكيت له عن خوفى من أن ينتهى بى الأمر لأكون فقط زوجة أحدهم , أو أم أحدهم و أفقد الأنا الخاص بى بينهم , أبتسم و قال أننى أفضل من أن يحظى بى أحد أو أن أنتمى لأحد و هذه مُشكلتى و اننى كيان منفصل فى حد ذاته لا يحتاج لنصف أخر ليكلمه سواء كان هذا النصف رجل أم أمرأة و أن هؤلاء العابرون فى حياتى هم فقط أسباب لأعرف أجزاء جديدة من نفسى المتعددة الجوانب ثم يقول أنه يحبنى جداً و يطبع قبلة صادقة على جبينى
أفتح باب السيارة و أطلع و أنا مشتتة بين مشاعر مختلفة تجاهك من أفتقاد و حنين إلى ربما حان وقت الإنتقال إلى تجربة جديدة , يقشعر قلبى عندما يستوعب أنكى لم تتحدثى معى تماماً اليوم حقا و ان هذا ربما يعنى أنكى قررتى أن تعترفى أننا لم نعد لنا وجود بعد الأن و أصبحنا أنا و أنتى و قررتى أن تتركى الأنا الخاص بى ليعيش من دونك و يعيش الأنا الخاص بيكى من دونى , يؤلمنى قلبى فى هذه اللحظة و تعلو ضربات قلبى بدعوات ألا تتركينى أنساكى و أن تستقوى على أستضعافك من أجلى

تصبحى على مشاعر خالية من العجز
دينا 
     

No comments:

Post a Comment