Sunday 10 February 2013

أبى الذى فى السماوات

أنا حزينة. أريده أن يستيقظ و يحمينى منها . أريد أن أختبىء بين ذراعيه منى و منها. لا أنتقم منه بسببها بل أنا أحتاج لحماية أفتقدتها منذ مات أبى. أن يكون لى سند أو حضن أتحامى فيه من الزمن. أحب كيف يدللنى كطفلة صغيرة و يقسو علًي حين أمرض لأهمالى فى صحتى. أحب كيف يشترى لى كتبى المفضلة و دخل مكتبة لأول مرة فى حياته لكى يفاجأنى بكتاب ما 
لست شريرة .. بل أنا بعيدة كل البعد عن الشر .. انا منكسرة و قليلة و هشًة .. نعم أتغذى على قوته أحياناً و نعم يكسره ضعفى أحيان أخرى كلما حاول أن يجمع اجزائى المتكسرة ليعيد تركيبها ببعض تجرحه حوافها التى أحتدت بفعل الزمن و لكنى لا أقصد .. لا أريد أن أجرحه عن عمد .. أجرحنى أنا فقط على عمد و لكننى لا أتحمل فكرة أن أجرح شخص غيرى .. إيلامى أنا مقبول تماما و لكن ليس هو أدفعه بعيد عنى معظم الوقت حماية له منى .. أنا مكسورة .. أنا لعنة تحل على كل من يقترب .. أنا لعنة تحل على أنا

أفتقد أبى .. أتخيله الأن مجرد ذرات من عدم فى كفن .. لم أره منذ مات .. زارنى مرة واحدة فى الحلم ليقول لى أنه بخير .. لو تقرأ هذا يا أبى أعلم أنى أفتقدك و أنى أعتذر عن كل مرة أشحت بوجهى عنك .. أعتذر لكل مرة لم أنتبه لأحدى حكاياتك التى سمعتها منك ألف مرة فأعطيتك أذن من عجين .. لا أعلم أن كنت من المفترض أن أشكرك على توريثك لى موهبة الكتابة و حب القراءة أم ألومك على هذه اللعنة .. أين أنت الأن ؟ أكتب لى عنك ؟ أصعدت إلى السماء حقاً ؟ هل رأيت الله أم أشاح بنظره عنك كما يتجاهل كل صلواتى ؟ أموجود هو أم حقاً كما قال نيتشه أنه مات ؟ هل واتته الجرأة أن يحاسبك على الصلوات التى لم تصليها و هو الذى جعلك تلزم الفراش من المرض فى عنفوان شبابك ؟ أهناك جنة و نار يا أبى ؟ و لو هناك أسأله لماذا خلقنا كائنات ميالة للخطأ بطبيعتها أن كان سيضع أمامنا كل هذه الذنوب ؟ أنا حزينة يا أبى و لم أعد طفلتك المدللة او طفلة أى أحد المدللة .. سواه فهو يحبنى و يدللنى و يهتم بدراستى و عملى و أكلى و شربى و أنا فقط أعطيه وجع قلب و معاناة .. نعم يا ابى أبنتك التى كانت تحب بكل قلبها أصبحت ذو عاهة مستديمة فى قلبها تركها حبيبها الأول الذى لطالما حذرتها أنت منه 
لن أحدثك عن مي لأنى لا أجرؤ أن أخيب أملك بهذه الطريقة .. أحيانا اتنفس الصعداء لأنك مُت قبل أن ترانى أرسب فى كلية الصيدلة و أعانى كى أحصل على شهادتى او و أنا فى علاقة غير طبيعية مع بنت مثلى .. أو من الممكن أن تكون فى السماء طباعك قد هدأت قليلاُ و أصبحت أقل عصبية و حزم .. لو قابلتها لأحببتها فهى خفيفة الظل .. أحيانا 
أستغرب كم أنا خائفة أن أخيب املك أنت بسبب علاقتى مع مي و ليس الرب , أتعلم أنى أحيان كثيرة أعدل عن ممارسة العادة السرية فقط لأنى أخجل أن تكون فعلاً تشاهدنى من السماء .. منذ مت يا بابا أصبحت أنت بالنسبالى أبانا الذى فى السماوات 

أنا متعبة جداً و كنت اتمنى لو كان لى أحداً يضمنى الأن و يقول لى أنى بخير أو سأكون بخير .. يوماُ ما 
سأنام الأن يا أبي و أتمنى أنك لا تكون تشاهدنى من السماء بالفعل , أتمنى أن تكون مجرد ذرات من اللاشىء فى شاهد قبر بدون إسم لأن أخوك خول و لم يوف وعده بأن يصنع لك لوح الرخام هذا الذى يلصق على القبور ليقول هنا يرقد فلان الفلانى .. سأبحث أين تصنع و أطلب واحدة لك خصيصا يا أبى .. و لكن ليس اليوم .. فأنا اليوم متعبة و حزينة لدرجة أن صوت أيديث بياف التى نحبها أنا و أنت لا يبهجنى و لم تلاحظه أذنى حتى

أفتقدك و أفتقده و أفتقدها و أفتقدنى .. سأنام اليوم يا أبى على وسادة الفراغ العاطفى و الدادى إيشوز و أنت أيضا نام مرتاح فأنا أهتم بأمى و أختى كما وصيتنى 

و للحديث بقية يا بابا    

5 comments:

  1. هل أخبرتكِ أنني لن أعدل عن إدمان كتاباتِك؟
    .بابا الذي في السماء فعل كما فعل الإله
    .أتى بنا إلى هذه الحياة و رحل

    ReplyDelete
    Replies
    1. This comment has been removed by the author.

      Delete
    2. .الأمر ليس مُحزن في حالة مواجهته بكونه واقع

      Delete