Saturday 18 May 2013

..

حزن صامت. إنكسار عاجز و أخرس. أشعر بالوحدة فى أعماق رحمي بينما يتسلل الشعور الوهمي بالأمان الذى أعطانى إياه وجوده المؤقت مؤخراً مع دورتي الشهرية التى تعلن عن إبن أو بنت لي لن يولد, كما أعلم الآن أن كل الآمال التي علقتها عليه لمجرد أنه يتعامل معي بإنسانية لن تثمر بشىء. أكره تعودي السريع و تعلقي بكل شخص يبتسم لي أو يهتم لأمري. أريد أن أبكي في صمت فى حضن أحد يهتم لأمري, ظننت أنه هو ذاك الشخص و لكن لا أعلم لم أختفي فجأة أو تراجع عن الخطوة التى التى خطاها تجاهي مؤخراً. ربما أنا التى بالغت فى تفسير أفعاله .. ربما أنا التى توقعت الكثير و تعلقت سريعاً بحنيته معي و خيلت لنفسي أنه ربما يهتم لأمري حقاً و أن هذه ليست طريقته مع الكل .. ربما أهتم حقاً .. حسناً فى الحالتين لا أكترث 

لم أعد أشعر بالحنين إليها. بداخلى غضب عظيم تجاهها, أشعر أنها أهانتني و أساءت معاملتى. تطاردنى ذكرياتها السيئة هذه الأيام و حملها ثقيل على روحي, أريد أن أسامحها و أنسي, أريد أن أتقبل حقيقة أنها أهانتني لهذا الحد و واتتها الجرأة على أن تقول أنها لا تريدني فى حياتها كأكثر من صديقة. حقاً من تظن نفسها لتفعل هذا بي؟ كيف أستغلت حبي لها أسوأ أستغلال و لم تحاول من أجلى. أعلم تماماُ الأن أنها لا تحبني و ربما لم تحبني أبداً, فقط أحبت نفسها و أحبت كيف أحبها, أحبت فكرة أن يحبها أحد لهذه الدرجة و لم تعبأ بالروح التى أمتصتها مني , تركتني محطمة و فارغة. لم أعد أريدها رغم إنى أعلم تماماُ أنى لا زلت أحبها و لا زلت أشتاق إليها. و لكن من أشتاق إليه ليس من تتكلم معي الأن , شخص أخر , عرفته فى زمن ما, أحبني أو ظن أنه يحبني, شخص فراقي ليس سهل عليه هكذا. أكره أنانيتها حقاً و أود لو تشعر بما أشعر به حين تخبرني أنها لا تريدني, أو حين لا ترد على مكالماتي, أو حين ترفض أن نتقابل أو تتجاهل مشاعري. أتمني أن تحب شخص ما مثلما أحببتها يوماً و أدعو أن يكون هذا الشخص مثلها لتشرب من نفس الكأس الذى ظلت تسقيني منه لا مبالاة و إهمال و سوء معاملة. تريد كل شىء على هواها, لم يكن لى أي إختيار في هذه العلاقة تماماً. كنت مجرد تابعة لها, كهاتفها المحمول أو كتاب لم تبذل مجهود فى قرآته فقررت أن تتركه رغم أنها لو فقط حاولت .. لو فقط تحاملت على نفسها و لو قليلاُ لكانت عرفت أن نهايته سعيدة. بدأت علاقتها معي وقتما شاءت, تحدثنا فى الهاتف وقتما شاءت, و كانت ترد أو لا ترد إذا شاءت و أحياناً أخري إذا تعطفت صديقتها و تركتها ترد على مكالماتي ,كل  شىء حسب طروفها هي و إرادتها هي و كأن أنا لا أهم , حقاً أنا لا أهم و أعلم ذلك تماماً الآن. حررتها من حبي و قريباً سوف أتحرر أنا الأخرى منه , أو على الأقل أجتزت أول خطوة و هي أني لم أعد أريدها معي كأكثر من صديقة أو شخص كان يعني الكثير فى يوم ما

لا أعلم لم تعقدت العلاقات البشرية هكذا. لماذا لم يعد الحب شىء يقدر , لماذا لا يفكر البشر فى عواقب أنانيتهم, لماذا لم يعد أحد يحاول من أجل من يحب, لماذا أصبح دائما الفراق هو الحل, لماذا لم يعد أحد يحفظ وعده بالبقاء, لماذا نجرح من أحبنا أكثر مما نحبنا. لماذا تتغير المشاعر و يفتر الشغف و ينطفىء النور فجأة كأنه ما كان؟ 

قلبي مرهق و مثقل بخيبة الأمل و ألم الفراق, و روحي حزينة لأنى حقاً تعبت و أستسلم, كل ما أردته يوماً أن أكون سعيدة مع أحد يريدني و لا يتركني كنوع من التغيير , ربما أطلب المستحيل .. حسناً لا أريد شيئاً, سأدفن رأسي بين صفحات كتاب لأشعر مشاعر ناس أخرين و أحزن لأحزانهم و أفرح معهم حتى أغفو لأحلم حلم لن أتذكره غالباً حين أستيقظ لأذهب إلى عملى الذي أمقته. أتمني لو أنى ذاهبة لأنام فى حضنه. أعلم أنى لا أحبه و لكني أحب حميميته و دفئه. الدفء شىء جميل كنت مفتقداه معها, فهى بعيدة و باردة و تترك مسافة بينهما و بين كل ما يريد الحياة فيها فما بالك بالمسافة التى كانت  تتركها معي .. و لكن حين كنت معها شعرت بدفئها هذه المرة فقط, كانت دافئة و حميمية و جميلة و كأنها شخص أخر غير تلك التى تقتلني ببرود. بعدما نفثت عن غضبي فى السطور السابقة , حسناً أنا لا أريد لقلبها أن يُكسر أو أن تشعر بما أشعر به الآن, إن كنت سأتمني شيئاً لها فقط أتمنى أن تفتح قلبها المحدود لتحتوي نفسها أولاً ثم تحتوي من سيأتي من بعدي ربما تعلم أن الحياة ليست بالشىء السىء رغم كل شىء. أما هو, فهو جميل كما هو, فلتحافظ على جمالك يا حُب 


        

2 comments:

  1. فقط أحبت نفسها و أحبت كيف أحبها, أحبت فكرة أن يحبها أحد لهذه الدرجة و لم تعبأ بالروح التى أمتصتها مني....
    هذا ما ندركه دائماً بعد فوات الأوان

    ReplyDelete
  2. فلتحافظ على جمالك أيها الحب، فلتحافظى على خفتك أيها الحبيبة

    ReplyDelete