Thursday 7 March 2013

عن النهايات

سأقتبس من عماد أبو صالح ثم أستفيض, قال: " الكتابة عندي الم. كأني أستفرغ أمعائي. نزيف متواصل. قلمي في الحبر، إصبعي في دمي. لم أختر الكتابة ابدًا برغبتي. شأن كل شيء في عمري. عمري الذي ضاع نصفه دون أن أختار أي شيء برغبة مني. من الذي يمسك كرباجًا، كلما اقف، يلسعني به على ظهري؟ من الذي يدفعني، غصبًا عني، لأكتب؟ "

توقفت عند هذه الجملة حين قرأتها , و بشكل ما ظلت عينى متعلقة بها لوقت طويل لأن هذا المبرر الوحيد ربما لكتاباتى الكثيرة عنك. أكتب عنك بسبب ألم يجتاحنى فى أعماق أعماقى بسببك أنت , بسبب كل ما لا أقوله خوفاً عليك من قسوتى التى أعلم أنها ستكسرك أكثر ما أنت منكسر , حتى هذه اللحظات أحميك من أنانيتى و من كلماتى التى أعرف كيف أختارها بعناية لتجرح أو تداوى , و ما زلت أنت حتى هذه اللحظة منغمس فى نفسك و تغرق فى أنانيتك و ذاتك بكامل إرادتك رغم محاولاتى البائسة لإستبقاءك معى و لكنى مللت , حقاً مللت منك و منى و مننا , لا أريدك و لا أريدنا بعد الأن , حسناً سنلعب اللعبة بقوانينك لمرة أخيرة , رغم أنها أثبتت فشلها فى المرة الأولى و لكنى سأجاريك , تريدنا أصدقاء ؟ حسناً سنكون أصدقاء , سأتركك تُغرق هذه السفينة بنا و لن أتحرك لإنقاذها بعد الأن , لقد أستنفذت كل قواي فى إنقاذ شبه قصة الحب التى كانت بيننا و لكنى لن أحرك شعرى منى من أجل إنقاذ صداقة مزيفة , صداقة قائمة على حطامى و حطام مشاعر أنت أضرمت النيران فيها ثم أطفئتها بالإهمال و اللا مبالاة , صداقة قائمة على وعود لم تُحفظ و خطط لن تتحقق. أتعلم ما هو الشىء المضحك حقاً ؟ أننى حتى لو أعتبرتك صديق ستجد طريقة ما لتخذلنى و تُخيب أمالى , و تستعمل عُذر هذا أنا و أنا لا أعرف كيف أحاول من أجل أحد الذى أبتذلته أنا من قبلك مع من لم أحبهم بالنحو الكافى. سترد و تقول أنا لست أنتى و لا أشبه من عرفتيه قبلى و أنا و أنا و أنا و أعذار لا تهمنى لأن النتيجة فى الأخر واحدة.

كنت أظن أننى لابد أن أتخلص منك و أقطع كل ما له علاقة بك حتى أنسى كل الوعود التى لم تحققها و ألملم ذكرياتك من أركان روحى و أضرم نيران النسيان فيها , و لكن لا أمثالى ذوى الذاكرة القوية لا تنفع معهم هذه الطريقة , لأنك حتى لو خرجت من حياتى بشخصك ستترك لى ذكريات تأخذنى لجنات عدن ثم تخسف بى لأعماق الجحيم , رغم أنى لا أتذكر متى كانت أخر مرة كنت سعيدة بسببك و لكن ذكرياتنا التى لم و لن تحدث حتى تألمنى , كل الكلام الذى لا يُقال , و القُبلات التى لن تُسرق خلسة و الصلوات التى لن تُتلى فى أحضانك , و لكنك يا عزيزى لست أول خيبة أمل و لن تكون أخرها , ستمر كما مر من كان من قبلك , و لكنى لن أطردك من حياتى , سأترك ماسوشيتى تتولى زمام الأمور من هنا , سأتركك لتخيب أمالى أكثر و تمتص الحياة منى أكثر , سأعترف بما أشعر به لك حتى أسمع ردك و أنت تتجاهله و تحدثنى عن اي شىء تافه , سأتركك تقتلك داخلى بالبطىء , سأتركك تضغط على الكدمات التى سببتها قسوتك فى روحى , سأتركك تحولها من أحمرار ل زرقان لسواد و صفار حتى تختفى تماماً , سأبتذل كل المشاعر التى أشعر بها تجاهك , سأتألم لأقصى درجة كل يوم و كل دقيقة حتى يفقد الألم معناه , سأتركك تخيب أملى حتى يصبح هذا الطبيعى , سأكتب كل خططنا معاً على لفافات تبغ و أحولها إلى هواء مسمم يخرج منى , سأتركك تنسل من مسام جلدى رويدا رويدا حتى أستيقظ يوما ما , بريئة من مرضى بك , غير مشتاقة إليك و لا مبالية بما قد يكون يحدث فى يومك. أنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر رغم أنى بينى و بين نفسى لا أريده أن يأتى , كما كنت أخشاه أن يأتى مع من سبقك و لكنه أتى و أتى بك انت , أحلى وأجمل و أكثر نوراً , فحملت بقايا قلبى و روحى و وضعتهم فى يدك و جلست بعيداً و أنا أشاهدك و أنت تلصقه ببعضه تانى بلا كلل كأحجية بازل و لكنى لم أكن أعلم وقتها أنك أصلحته فقط لتكسره لقطع أصغر ستحتاج لمجهود أكبر ممن يأتى بعدك ليصلحها.

و لكن فى جميع الأحوال , كشخص أنا أحبك جداً و جزء من روحى سيظل بأسمك و لك وحدك , أعترف الأن بفشلى و عجزى فى أن أنعشك من موتك أو من أن أجرك نحو الحياة مرة أخرى و أن خطواتك نحو النور الأبيض كانت أقوى من جذبى لك فى الأتجاه المعاكس , و ربما هذا سبب أخر لكتاباتى الكثيرة عنك لأن القلوب و المشاعر فى القصص و الكتابات تعيش أطول من قلوب و مشاعر الأشخاص , لذلك سأكتبك عنك ربما تبدأ فى الشعور مرة أخرى ربما ينبض قلبك لى مرة أخرى, و لكنى بشكل ما أعرف أن هذا لن يحدث , و لكنى سأظل أكتب فى جميع الأحوال , أكتب عنك و يتأثر غيرك .. يا لوح تلج.

No comments:

Post a Comment