Monday 24 December 2012

عِيش يا أبن أدم عِيش

صباح ملىء باللا مبالاة,
أكتب اليكم و أنا أحتسى قهوتى الصباحية و هى العادة التى اكتسبتها مؤخراً رغم أننى منذ سنتين تقريبا لم أكن اطيق طعم القهوة لمرارتها, ربما لابد أن تصل حياتك لدرجة معينة من الحزن و المرارة حتى تستطيع ان تتحمل طعم القهوة المر و او ربما أني صرت أحبها لأنها تذكرنى بشخص عزيز فى حياتى فأنا من هؤلاء الذين يفقدون سماتهم الأساسية حين يحبون أحداً و يتلونون بألوانهم و يحبون كل ما يحبوه - لا أرادياً - و ربما يكون هذا السبب أنى أستمع لبيتهوفن الأن لأنى أفتقد شخصا يحبه. تباً لى و لتعلقى السريع و تباُ للعابرون فى حياتى ممن يأتون لفترة من الزمن ليعطونى نشوة الأمتلاء و ثم يرحلون من حيث ما جاءوا مع أجزاء من روحى كتبت بأسمهم للأبد تاركين سواد فارغ مكانها.

أختص اليوم أثنان من أصدقائي لأتحدث عنهم ربما لأنى لدى الكثير لأخبرهم و لم يأتى الوقت المناسب لأقوله.

عزيزتى " ر ",

أنا بحبك. و أحب الصدفة التى عرفتنى بكِ. أنتى من أجمل الكائنات على وجه الأرض رغم انك لا تشعرين بذلك. أحب أحاديثنا الطويلة التى نتحدث فيها عن " خيبتنا " سوياً ثم نضحك على أنفسنا و على حظنا الهِباب. أحاديثك و مشاكلك عمتاً تتمحور عن خوفك من ألا تكونى جيدة بالنحو الكافى و عن ثقة شبه معدومة بنفسك اهتزت كلما قابلتى أحداً لا يراكى بالنحو الذى يجب أن يُنظر إليكى به. لا أعلم كيف تنظرين إلى المرايا و لا ترين كم أنتى جميلة بل أنتى جميلة الجميلات و من يرى سوى ذلك فهو أعمى البصيرة. و للأسف ما زلتى حتى الأن تنظرين إلى نفسك بالعين المجردة و لا تتجردين من الحسيات و تنظرين إلى روحك الخلابة حتى ترين جمال يسلب الأنفاس , جمال قوى لن تحتمله قلوبهم فستتقطع أنفاسهم و سوف نضحك عليهم كما يضحكون منك حين تحتاجين لتلتقطى أنفاسك أحيانا و أنتى تتحدثين. أتعلمين أن بعض العلماء يقولون أننا لم نصل بعد إلى الشكل النهائي للتطور و ال Evolution و أن الشكل النهائي سيكون فيه الأنسان مجرد روح و أفكار و مشاعر. كائن لا تحتمل خفته ولا جماله. أؤكد لكى وقتها أنكى ستكونين ملكة جمال الكون .. و أبقى أقتكرينا بقى. بحبك يا بت.

عزيزى إسلام,

رغم أنى أكتب هذا بناءاً على طلب منك و لكنى أكتشفت ان لدى الكثير لأقوله إليك. فأنت مُثقل بالهموم و الإحباط من حياة لم تعطك حقك الكافى. و لن أقول لك أن الدنيا كده و محدش واخد حقه ولا كل الهري ده لأنى أعلم جيداً أنه كلام فارغ لا يُريح و مجرد تبديد لحروف و أصوات. أريد أن أوعدك و أبشرك بأن ألحياة سوف تروق و تحلى و لكنى لست ربنا و لا أرى الغيب و لو كنت من الألهة كنت سأمنحك كل نعيم الدنيا و الأخرة لأنك كما يقولون تستاهل كل خير. فأنت جميل على المستوى الحسى و الوجدانى. فأنت إنسان يا صديقى و هم قليلون. تمسك بإنسانيتك و كل ما أنت عليه. كفاك ضيقاُ بحياة واهية و شكليات إن كانت ضرورية - بالنسبة للمجتمع - فهى ليست ضرورية حقاً إذا فكرت فيها.
كل ما أستطيعه هو أن أتمنى لك راحة البال و صفاء مع النفس لأنى أرى أنك تحتاج هذا أكثر من اىشىء بمجرد النظر إلى وجهك.

و أخيراُ يا "ر" و أنت يا إسلام أحب أن أقول لكما أنه ليس بالضرورى أن نكون كما يريدوننا أن نكون. ليس بالضرورى أن نمشى وراء القطيع و نعيش بتصنيفاتهم للنجاح و الجمال. فنحن من خلقنا لنحيد عن القطيع. لنضع معايير جديدة أسمى و أرقى للحياة غير الجمال الحسى و النجاح الذى يُكيّل بالمال. دعونا نكون. فقط نكون. حتى ننتهى. فهى حياة بنت وسخة فى جميع الأحوال حتى حينما تعطيك كل ما تريده الأن ستأخذ شيئا فى المقابل. فتباً لها و تباّ لكل شىء. فليسقط المجتمع. و تسقط تصنيفاته. فليسقط العالم و يسقط كل شىء.

1 comment:

  1. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete